صرخات اللوعة تدوي في «أسبوع الآلام» شهيدات الشرطة بتفجيرات الكنائس: «أرواح تحكي قصة وحدة ما يغلبها غلاب.. «نجوى الحجار» سألت ابن شقيقتها: لو مت هاكون شهيدة؟.. و«أمنية رشدي» رحلت قبل زفافها

الإثنين، 10 أبريل 2017 07:51 م
صرخات اللوعة تدوي في «أسبوع الآلام» شهيدات الشرطة بتفجيرات الكنائس: «أرواح تحكي قصة وحدة ما يغلبها غلاب.. «نجوى الحجار» سألت ابن شقيقتها: لو مت هاكون شهيدة؟.. و«أمنية رشدي» رحلت قبل زفافها
العميد نجوى الحجار و العريف أمنية رشدي
هناء قنديل

أصوات أجراس الكنائس تقرع، ترانيم وتهاليل العيد في القداس تتعالى، منذ الساعات الأولى من الصباح، الأقباط يتوافدون، حاملين «سعف النخيل»، احتفالا بـ«أحد الشعانين»، في سعادة بالغة، لكن ما هي إلا لحظات، وتخضب كل شيء بلون الدم القاني، وسط أشلاء تناثرت فجأة، وصرخات اللوعة التي حولت «أسبوع الآلام» إلى اسم على مسمى.


الإرهاب الأسود يضرب من جديد

وجه الإرهاب ضربة قاصمة جديدة، إلى أرواح الأبرياء، فحصد أكثر من 45 شهيدا، وأسقط أكثر من 126 مصابا، في جريمتين جديدتين ضد الإنسانية، وقف أمامهما العالم مشدوها، يدين، ويندد، لكنه كان مرتقبا، هل يفقد المجتمع المصري تماسك عنصرية، وتنتشر في أوصاله نيران فتنة لا تبقى ولا تذر.


وحدة لا تنهزم

ولأن وحدة المصريين، لا تنهزم، وقف عنصرا الأمة، في خندق واحد يدافعان عن تراب وطن غالٍ، يعلم أبناءه قيمة أرضه، وسمائه، لكن هذه المرة كان الدليل على هذه الوحدة بالغ الوضوح، عبر وقائع استشهاد، طالت 4 من أبناء الشرطة ضحوا بأرواحهم؛ لحماية المواطنين، دون السؤال عن دين أو ملة، وكان من بين الشهداء، شهيدتين هما أول عقد الراحلات إلى السماء، من سيدات الشرطة المصرية، واللتين جادتا بروحيهما، عن طيب خاطر دفاعا عن وحدة ما يغلبها غلاب.


العميد نجوى الحجار

لم تكن تتصور، العميد نجوى الحجار، أنها ستصبح أول شهيدة من الشرطة، في تاريخ مصر، لكن هذا ما حدث، خلال تفجيرات الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، أثناء أدائها واجبها في تفتيش السيدات الوافدات إلى الكنيسة؛ من أجل الاحتفال بـ«أحد الشعانين».

ابن شقيقة الشهيدة، قال: «يوم الأربعاء، طلبتني هاتفيا؛ لأحضر لها والدتي من أجل زيارتها، بمناسبة، الذكرى السنوية لنجلها مهاب، الذي توفي في تدريبات كلية الشرطة، سهرنا معها هذه الليلة».

وأضاف: «خلال السهرة، فوجئت باتصال يخبروها بأنها، ستعمل صباح الأحد في الخدمة على الكنيسة، وتلقت التكليف باستغراب، وقالت ليٌ ولما أعوز أصلي ينفع أصلي في الكنيسة؟».

وتابع: «وفوجئت بها تسألني أيضا، هو أنا لو مت هكون شهيدة؟».


العريف أمنية رشدي

«يا بنات.. عايزة أشوفكم كلكم هنا فى الإسكندرية.. عايزين نتقابل قبل فرحي الشهر اللي جاي»، كانت هذه  آخر رسائل عريف الشرطة أمنية محمد رشدي، التى استشهدت أمام كنيسة الإسكندرية، إلى جوار العميد نجوى الحجار، لزميلاتها على «واتس آب».

«أمنية» كانت تربطها بزميلتها، علاقة وثيقة، وتحرص على التواصل معهم؛ لدرجة أنها قررت مشاركتهم أفكار حفل زفافها، الذى كان موعده بعد شهر من الآن؛ لذا طلبت ممن تعمل منهن في مديريات الأمن البعيدة عن الإسكندرية الحضور لقضاء يومين معها، وأكدت لهن أنه عقب الانتهاء من مراسم تأمين الكنائس، أثناء احتفالات الأقباط، ستكون هناك فرصة للقاء.

وقالت زميلة أمنية رشدي، وتدعى أسماء: «وقفت أمنية لترصد هذا الشخص، الذي حاول المرور بعيدا عن البوابة الإلكترونية للكنيسة، فأعاده رجال الشرطة لجهاز الفحص، وبعدها دوي الانفجار بالمنطقة، ليتحول جسد العروس إلى أشلاء»، موضحة أن والدة أمنية تعرفت عليها من خلال قدمها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق