أطلق ذئابه المنفردة.. «داعش» يعلن مسؤوليته عن تفجيري الإسكندرية وطنطا
الأحد، 09 أبريل 2017 02:44 م
بعد أن أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن التفجيرات التي استهدفت كنيستي طنطا والإسكندرية، هل انطلقت الذئاب المنفردة؟.. سؤالًا أصبح مطروحًا على الساحة الدولية وبقوة، خاصة في الخسائر المتكررة التي يتكبدها التنظيم الإرهابي في معاقله الرئيسية العراق وسوريا، غير أن التفجيرات الأخيرة لعدد من الكنائس المصرية في بداية «أسبوع الآلام»، واحتفالات المسيحيين بأعياد القيامة، فتحت الباب حول موجة عنف بدأها تنظيم داعش تجاه مصر.
التنظيم الإرهابي فشل في كافة المواجهات المباشرة مع الدولة المصرية، ما جعله يلجأ إلى العمليات الفردية وما يطلق على منفذيها «الذئاب المنفردة»، وهي استراتيجية حاول التنظيم من خلالها تنفيذ عمليات نوعية في عدد من المحافظات المصرية، لتشتيت ضربات الأمن عليه.
يقول الباحث مصطفى زهران، الخبير في شئون الإسلام السياسي، إن حالة الضعف التي يعشيها داعش دفعته إلى تفجير المشهد الطائفي وإعلان استهدافه للمسيحيين مرة أخرى كما فعل فور نشأته بالتوازي مع تثوير الحالة المذهبية.
يضيف «زهران» لـ«صوت الأمة»، أن التنظيمات المتشددة في مأزق حقيقي بعد أن خسرت حواضنها الجغرافية، وأصبحت تبحث عن انطلاقة من خلال اللعب على وتر الطائفية والمذهبية ومحاولة تأجيجها، وبذلك أصبحت في صراع مجتمعي قبل مواجهة النظام السياسي.
الضربات المتكررة رغم قسوتها، إلا أنها تتجه بالتنظيم الإرهابي نحو الخسارة السريعة، وتعكس حالة الارتباك التي تعيشها تلك التنظيمات، بعد محاصرتها من قبل قوات الأمن، لذلك يلجأ، فلا يستطيع التنظيم إنشاء كيانات مجمعة له داخل القاهرة و الجيزة بعيدًا عن النطاق السيناوي.
وتابع الباحث في شئون الإسلام السياسي، أن تنظيم داعش اعتاد استهداف أكثر من هدف في توقيت متزامن ليس بالبعيد، بهدف إرباك الخصم وزيادة عدد الإصابات وتشتيت الجهود الأمنية التي تحول دون تحقيق تفجير أخر يعقبها لفترات زمنية متباعدة؛ وهى طريقة انتهجها بداية بالعربات المتفجرة في أماكن يسهل خلالها تنقله بأريحية كاملة.
يشير إلى أن التنظيم الإرهابي وضع سيناريو الانتحاري كوسيلة بديلة حين تعذر انتشاره بالسيارات، وهو ما يتطلبه إعادة النظر في منظومة الأمن الوقائية التي تتناسب طرديًا مع الآليات الجديدة والمستحدثة للتنظيمات المتشددة وما تبتدعه من أساليب أكثر ذكاء وذات مهارة عالية وباحترافية استمدت من خيرة تراكمية في مواجهة النظم الأمنية في بلداننا العربية.
تواصلت استهدافات الدواعش إلى مسيحي مصر، في 2015، بثت حسابات تابعة لتنظيم داعش الإرهابي على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو تحت اسم «رسالة موقعة بالدماء»، أظهر فيها عملية إعدام 21 قبطيًا مصريًا ذبحًا.
لم يكن الاستهداف هو الأخير، حيث تبنى التنظيم الإرهابي قتل القس روفائيل موسى، كاهن كنيسة مارِ جرجس بالعريش، برصاص في شمال سيناء، العملية لم تكن الأولى ضد رجال الدين المسيحي حيث قتل الأنبا قزمان أسقف شمال سيناء في 3 مارس 2012، وفي يوليو 2013 القس مينا عبود الذي قتل برصاص الإرهاب أيضا.
وكان أخر التهديدات المباشرة ضرب الكنيسة «البطرسية» أول العام الجاري في قلب القاهرة، وسرعان ما عاود الهجوم بقوله: «إن العملية التي ضربت كنيستكم لهي الأولى فقط، وبعدها عمليات وإنكم لهدفنا الأول والخبر ما سترون وليس ما تسمعون»، وكان ذلك شارة لبدء سلسلة من العنف الممنهج ضد المسيحيين.