هل يحسم مجلس التعاون الخليجي موقفه من الحرب الأمريكية على سوريا؟

السبت، 08 أبريل 2017 03:17 م
هل يحسم مجلس التعاون الخليجي موقفه من الحرب الأمريكية على سوريا؟
سوريا
أميرة عبد السلام

مواقف رسمية لدول العالم تتكشف خلال الساعات القليلة القادمة من الضربة الجوية الأولى على الأراضي السورية.. وقد جاءت موقف دول الخليج في المقدمة، حيث أعلنت موقفها مبكرا بدعم ضربة ترامب لحمص أمس الجمعة، التي شكره الملك سلمان عليها، وبعد دقائق أنضمت الأردن واليمن للسعودية، وقطر والإمارات والبحرين والكويت في تايدها للتدخل الأمريكي العسكرى فى سوريا.
 
أما موقف مصر، ومعها عدد ليس بقليل من الدول العربية والأوربية، فلا زال على الحياد، على عكس جامعة الدول العربية التي اختارت الصمت حتى الآن. والسؤال الذي يطرح نفسه حاليًا هو. هل سيستمر الوضع كما هو عليه؟ أم تحدد كل دولة موقفها خلال الساعات القادمة، والتي من المقرر أن تكشف عن موقف الدب الروسي والتنين الصيني.
 
موقف مصر 
لم تحدد مصر موقفها حتى هذه اللحظة، كما لم تحدد دعمها لأي فصيل بشأن الضربات التي تعرض لها سوريا، وتصر على التأكيد على موقف مجلس الأمن دون تحديد موقفها الرسمي.
 
كان المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية، قال إن مجلس الأمن عاجز عن التعامل مع الأزمة السورية، نتيجة الاستقطاب الكبير واختلاف المصالح بين الدول الكبرى، مشيرا إلى أن الأزمة السورية وصلت إلى مستوى خطير بات يهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
 
ودعا المتحدث باسم الخارجية كلا من «روسيا وأمريكا»، بتحمل مسؤولياتهما تجاه السلم والأمن الدوليين والضغط على الأطراف المتصارعة للعودة إلى المفاوضات وقرارات الشرعية الدولية، مضيفا يجب إنفاذ وإعمال وقف إطلاق النار ووضع ضمانات لتنفيذ ذلك.
 
وحول الرؤية المصرية تجاه الأزمة السورية، قال المتحدث باسم الخارجية، إن الرؤية المصرية تتلخص فى عدم وجود حل عسكرى للأزمة، ويجب أن يكون هناك حل سياسي مستدام، كما يجب أن تتقدم مصلحة الشعب السورى على أى مصالح أخرى، وبالتالي لابد من توفير الحماية له وهوا ما أكدته مصر رسميا في مجلس الأمن، من خلال بيانها عن أزمة ضرب أمريكا لسوريا في أول ضربتها الجوية.
 
الدبلوماسية المصرية 
وعن موقف الدبلوماسية المصرية، يقول الدكتور أحمد فؤاد أنور، رئيس قسم العبري الحديث بجامعة الإسكندرية، والكاتب والمحلل السياسي في تقديري جاء تعقيبها على الضربة الصاروخية الأمريكية مشرفا وحكيما ومتسقا مع الخط المصري الواضح في هذا الملف، فمن المؤكد أن هناك ضغوطا مورست لتأييد الضربة على غرار ما فعلته الدول الغربية ودول عربية عديدة، وبالطبع تركيا وإسرائيل، وقد صدر في ضوء فن الممكن لأن الأصوات الرافضة بشكل كامل للضربة كانت محدودة ويشوبها قدر من التحفظ وانتقاء التعبيرات حتى من الجانب الروسي. في حين تحفظت فقط عدد من الدول على رأسها الصين.
 
ويمكن القول إن هدف مصر الأول هو وقف سفك الدماء والمحافظة على وحدة التراب السوري مع التأكيد على رفض مد يد العون لميليشيات مرتزقة يعترفون بقتل الأسرى والأطفال واستخدام السلاح الكيماوي الضربة في تقديري لم تغير الأوضاع على الأرض ولم تغير موازين القوى.
 
الخارجية المصرية أكدت أن مكافحة الإرهاب يجب أن تكون لها أولوية أساسية في سوريا، وبالتالي لا يجب أن نتعامل مع ملف الإرهاب فى سوريا بشكل من «المواربة»، كما قال المتحدث الرسمى إن أصنف بعض التنظيمات بأنها إرهابية وأخرى غير ذلك، بالرغم من أن الأخيرة تمارس نفس الأعمال التي تقوم بها الأولى، متهما بعض الدول بتقديم الدعم لتلك المنظمات، معلقا بالقول يجب أن يتوقف هذا الدعم، كما يجب الحفاظ على كيان ووحدة الدولة السورية.

إسرائيل وضرب سوريا 
إسرائيل وفق ما أكده الدكتور أحمد فؤاد أنور رئيس قسم العبري الحديث بجامعة الإسكندرية، والكاتب والمحلل السياسي، بموقفها الداعم للمرتزقة الإرهابيين بتقديم العلاج لهم ثم ضرب الجيش السوري سارت على نهجة واشنطن فجر الجمعة وسط ترحيب إسرائيلي كبير راغب في تقسيم سوريا ومنح جزء كبير من أراضيها لعملائها الذين اختبرتهم على مدار سنوات وبالفعل لم يتم اطلاق رصاصة واحدة بين الجانبين الإسرائيلي والداعشي ولو على سبيل الخطأ.
 
روسيا في تلك المعادلة كما يقول «فؤاد» سيقوم فيها بوتين بإلغاء الاتفاق بشأن تنسيق عمل الطائرات في المجال الجوي الروسي، الذي لم يسر صراحة للاتفاق المنفرد في هذا الصدد مع إسرائيل فالواضح ضمنيا أن الإلغاء أو التعليق يخص فقط الاتفاق مع طائرات التحالف ضد داعش.
 
ولكن أتوقع كما يقول فؤاد، أن يكون المنع من اختراق المجال ساري أيضا على الطائرات الإسرائيلية التي لن تتوغل «في دولة ذات سيادة»، كما وصفتها البياانات الرئاسية الروسية سوى بتنسيق مع روسيا خشية الصدام مع مقاتلات روسية، حيث كان في السابق يتم طلب إخلاء المجال الجوي في قطاع معين لضرب أهداف الجيش العربي السوري أو بحجة ضرب قوافل سورية لحزب الله. خاصة وأنه سبق خلال الأسابيع الماضية بدء توجيه نيران تخذيرية للطائرات الإسرائيل بل والإعلان عن اسقاط طائرة دون طيار ومقاتلة لأول مرة.

إيران و كوريا 
ويلاحظ المراقب في هذا السياق  بعد تصريحات عنترية تصعيدية تطالب باستخدام لغة القوة أيضا ضد إيران وكوريا أتى اليوم تصريح مهادن من الوزير الإسرائيلي الدرزي أيوب قرا قال فيه رحيل الأسد لن يحل المشكلة في سوريا وهو ما يتدل على تراجع مرحلي ورغبة في مغازلة الدب الروسي خشية انقتامه وخسارة إسرائيل لبعض المكاسب أو النفوذ.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة