بعد 47 عاما على مجزرة «بحر البقر» .. هل ثأر الأباء للأبناء؟
السبت، 08 أبريل 2017 01:36 مإسراء سرحان
«الدرس انتهى لِمُّوا الكراريس، إيه رأيك يا شعب يا عربي، إيه رأيك يا شعب الأحرار، دم الأطفال جايلك يجرى، يقول انتقموا من الأشرار، ويسيل على الأوراق، يتهجى الأسماء، ويطالب الآباء، بالثأر للأبناء، ويرسم سيف، يهد الزيف» هذه الكلمات التي سطرها الراحل صلاح جاهين، ليوثق مجزرة بحر البقر، التي مر عليها 47 عامًا، وراح ضحيتها 30 طفلًا على يد العدو الإسرائيلي، ما زالت ترن في الآذان، تذكرنا بما جرى، لعل الذكرى تنفعنا في إيقاظ الهمم، وإفاقة الضمائرالغافلة، عن لب القضية الرئيسية.
امتزجت دماء الأطفال وأشلاؤهم بأحلامهم، سواسية تحت الأنقاض، تاركين لأهلهم ولنا ذكرى لا يمحيها الزمان، من نجا منهم أرسل رسالة إلى «بات نيكسون» زوجة الرئيس الأمريكي وقتها، قالوا فيها: «هل تقبلين أن تقتل طائرات الفانتوم أطفال أمريكا؟ أنتِ الأم لجولي وتريشيا والجدة لأحفاد، فهل نستطيع أن نذكر لكِ ما فعله زوجك مستر نيكسون؟
كان المبرر لإسرائيل بعد هذه الحادثة الشنيعة، بعد وقوع الحادث مباشرة، وبالتحديد في الساعة الثالثة عصر يوم 8 أبريل 1970، صرح المتحدث العسكري من تل أبيب قائلًا: «إنهم يحققون في الأمر»، ثم أعقبه بتصريح آخر بعد ساعة: «إن الطائرات الإسرائيلية لم تضرب سوى أهداف عسكرية في غارتها على الأراضي المصرية».
وعقب الحادث صرح «موشي ديان» وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها ليتحدث إلى راديو «إسرائيل» قائلا: المدرسة التي ضربتها طائرات الفانتوم هدف عسكري، وادعى قائلا إن المدرسة كانت قاعدة عسكرية وأن المصريون يضعون الأطفال فيها للتمويه.
وقام يوسف تكواه مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، برسالة للمنظمة الدولية، كتب فيها: «تلاميذ المدرسة الابتدائية كانوا يرتدون الزي الكاكي اللون، وكانوا يتلقون التدريب العسكري»
بهذه التصريحات وجدت إسرائيل مبرراتها التي اعتبرتها منطقية، لتهدم مدرسة على طلابها، وبعد مرور 43 عامًا على الحادث وتحديدا في أكتوبر 2013، قام العديد من ضحايا الحادث برفع دعوى قضائية مطالبة إسرائيل بتعويض أسر شهداء ومصابي المجزرة ماديًا ومعنويًا بما لا يقل عن التعويضات التي حصلت عليها إسرائيل عما يسمى بالهولوكست من ألمانيا.
وأكدت الدعوى، أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وضد السلام تخضع لقوانين ثابتة، وتم بموجبها إنشاء محكمة جرائم الحرب الدولية، وأضافت أن إسرائيل حصلت على مليارات الدولارات من ألمانيا مقابل ما أصابها مما تسمى بالجرائم ضد الإنسانية، والمعروفة باسم تعويضات الهولوكوست، وأن ضحايا حادث مدرسة بحر البقر لهم الحق نفسه في الحصول على التعويضات نفسها، ولكن إلى الآن لم يصدر أي حكم فيها.
يذكر أن القوات الجوية الإسرائيلية في صباح الثامن من أبريل عام 1970، قصفت بطائرات من طراز فانتوم، مدرسة بحر البقر المشتركة، بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية في مصر، أدت إلى مقتل 30 طفلًا وإصابة أكثر من 50 طالبا، وتدمير مبنى المدرسة تمامًا.