تايمز: الضربة الأمريكية لسوريا رقصة بالية روسية لترامب في الشرق الأوسط

السبت، 08 أبريل 2017 01:20 م
تايمز: الضربة الأمريكية لسوريا رقصة بالية روسية لترامب في الشرق الأوسط
القصف فى سوريا
أميرة عبد السلام

الضربة الجوية الأمريكية على سوريا محور التغطية الإخبارية في كافة وكالات الأنباء العالمية والصحف الكبرى حول العالم اليوم. بتلك التغطية ينقسم العالم من جديد حول الضربة وتوقيتها والهدف منها كما انقسمت الصحف أيضا في تناولها الإعلامي للضربة وبطلها.
 
صحيفة تايمز البريطانية، أشادت بقصف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على القاعدة الجوية السورية، ووصفته بعبارات أقرب للشعر؛ إذ قالت إن ترامب رقص لعبة البيرويتي الروسية في الشرق الأوسط، بأداء رائع، ونفذ نقلة شطرنج ستُدرّس ليس في موسكو وحدها، بل في الصين وكوريا الشمالية أيضا.
 
وقالت إن «هذه الضربة المفاجئة مثلت تحذيرا قويا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبشار الأسد، وحملت رسالة للأول مفادها ضرورة أن تواصل روسيا الحرب ضد تنظيم «داعش» وتتخلى في الوقت نفسه عن الأسد.
 
وأضافت الصحيفة، أن صواريخ ترامب قصدت بوضوح معاقبة الأسد على استخدامه الإجرامي لغاز السارين ضد المدنيين، وردعه عن تكرار ذلك بتركها الباب مفتوحا لما سيحدث بعدها.
 
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا هو أول عمل عسكري لترمب كقائد أعلى للجيش الأمريكي، ومن شأن هذه الخطوة أن تشكل سياسته الخارجية للسنوات المقبلة، كما أنها تمثل ضربة البداية للآلة العسكرية الأمريكية في دفاعها عن القيود الدولية على استخدام أسلحة الدمار الشامل.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن ترمب أعلن قبل أيام استعداده لترك الأسد في السلطة، وحافظ على سياسة هادئة مع الكرملين، لكن الدقائق التسع التي استغرقتها صواريخ كروز فجر أمس لتدمير القاعدة الجوية السورية قلبت هذه السياسة رأسا على عقب.
 
ويبدو أن الأسد استخدم غاز السارين ضد المدنيين استنادا إلى ما أعلنته واشنطن قبل أيام، واستنادا إلى افتراض أنه ما دامت روسيا وأمريكا يتعاونان في الحرب ضد تنظيم الدولة، فسيكون في حل من العقاب إذا اعتدى على أي كان ممن يمكن وصفه "بإرهابي"، لكن الضربة أثبتت أنه قد أخطأ الحساب، وسيكون حاليا متوتر الأعصاب وفاقدا للثقة في نفسه.
 
وعن بوتين، قالت الصحيفة إن ترمب أبلغ بالضربة تحذيره للرئيس الروسي الذي صوّر نفسه شريكا رئيسيا لأميركا في الحرب ضد "الإرهاب"، واعتقد بأن ذلك يمنحه وضعا استثنائيا، لكنه تعرض لإهانة بالغة" لأنه لا يستطيع أن يزعم بسيطرة كاملة على الأجواء السورية إذا لم يكن قادرا على حماية القوات السورية التي سلحتها ودربتها بلاده.
 
وأشارت تايمز إلى أن واشنطن تريد من بوتين أن يساعد في تحريك سوريا نحو محادثات السلام وتشكيل حكومة انتقالية كشرط أمريكي مقابل تحسين العلاقات، بما فيها تنفيذ حملة مشتركة ضد تنظيم الدولة، وقالت إن هذا ما يطلبه الغرب عموما، وكذلك العرب السنة.
 
واختتمت افتتاحيتها بالقول، إن بوتين سيظل في موقف دفاعي إذا استمر في حمايته رجلا كان من المفترض أن يكون في قفص الاتهام بلاهاي بدلا من أن يكون بقصر الحكم في دمشق. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق