حكايات من داخل سجن النسا.. «أم هاشم» تزوجت مرتين كرها وقتلت الثاني

لا يخلو عش الزوجية من الخلافات، خاصة في السنوات الأولى من إتمام الرباط المقدس، وسرعان ما تطورت الأمور بين «أم هاشم» وابن عمها، فعادت من فورها إلى منزل أهلها بعد بضعة أشهر من المشكلات والخلافات طالبة لدعم، فساندها والدها وخلصها من زواجها البخيل، وانفصلت عنه، بعد أن لملمت بعض من أغراضها البسيطة، وجلست تبكى بين يدى أبيها سوء حظها، وتلومه على اختياره الخاطئ تارة، وإجبارها على الزواج من ابن عمها، وتشكر له معروفه بتطليقها تارة أخرى.

قبل انتهاء شهور العدة بأيام قليلة، تقدم أحد بلطجية إمبابة لخطبة «أم هاشم»، فوافق الوالد على الفور، إتقاء لشروره، وأخذ ينصح نجلته بضرورة الحفاظ على زواجها هذه المرة، والرضا بقضاء الله وقدره حتى لا تمر بتجربة الطلاق مجددًا، وتعطى الفرصة لجيرانها ليتحدثوا عنها بالسوء خاصة وأنهم يعيشون فى حارة شعبية لا يتقبل سكانها فكرة الطلاق المتكرر، فزفت العروس إلى منزل زوجها الجديد راضخة لقرار أبيها، متمنية أن يدوم زواجها.

إجبار «أم هاشم» على الزواج من البداية جعلها كارهة للحياة فى منزل واحد مع البلطجى، ناقمة على أبيها لفرض رأيه عليها للمرة الثانية، واختياره رجلا لا يميل قلبها إليه، ولا يحسن معاملتها، وبعد شهور قليلة من إتمام الزواج، أرغمها على البحث عن عمل لتساعده فى مصاريف «الكيف»، ففتشت عن وظيفة تناسبها فى محل ملابس أو كوافير، وعندما لم تجد عملت كخادمة لإحدى الأسر الراقية فى المهندسين، فكانت تلقى براتبها كله تحت أقدام زوجها ليكف يديه عنها، ومع ذلك لم يرحمها من السباب واللعنات والاعتداءات الجسدية.

وذات يوم، عادت «أم هاشم» من عملها فى تمام الساعة السابعة مساءً، لتفاجئ بصوت تأوهات رخيصة قادمة من غرفتها، وعندما فتحت الباب وجدت زوجها برفقة ثلاثينية، فحاولت التماسك أمامهما، وخرجت إلى الصالة كأنها لم ترى شيئًا، ولم يتحدث البلطجى معها أو يناقشها فيما رأته، واستمرت حياتهما معًا على منوالها الروتينى كالعادة حتى أحس بخضوعها واطمأن لها، ولم يكن يعلم أنها تخطط للتخلص منه فى قرارة نفسها، فبعد أيام وضعت له السم فى الطعام، وهربت إلى منزل خالها بمنطقة كرداسة حتى تم إلقاء القبض عليها، وقضت المحكمة بسجنها 20 عامًا قضت نصفها داخل سجن النساء بالقناطر.