بعد توقف العمل في «سد النهضة».. «تميم» يزور إثيوبيا لتمويل السد
الخميس، 06 أبريل 2017 09:18 م
نظرا لكونها قارة الثروات الطبيعية وأهم مصادر الطاقة في العالم قديما وحديثُا، كانت أفريقيا ولا تزال محل أطماع القوى الخارجية التي تسعى جاهدة للسيطرة على مصادرها مواردها، تأتي زيارة الأمير القطري تميم بن حمد إلى إثيوبيا والتي يخوضها ضمن جولة افريقية لتكشف بما لا يدع مجالًا للشك بحسب مراقبون عن مساعي الدوحة لتوسيع نفوذها والإضرار بمصالح القاهرة.
ويثير تحرك تميم بن حمد إلى إثيوبيا بالتحديد بعض الشكوك، لاسيما وأن الزيارة تأتي في وقت يتحدث فيه كثيرون عن قرب انتهاء سد النهضة الإثيوبي، وعلى الرغم من ان التصريحات الرسمية التي خرجت من السفارة القطرية في إديس ابابا تؤكد أن الزيارة تأتي في إطار مناقشة العلاقات الثنائية، وسبل تعزيز مجالات التعاون بين البلدين، إضافًة لجملة من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك أكد السفير محمد المنيسي مساعد وزير الخارجية الاسبق إن الزيارة مرتبطة ايضًا بملف سد النهضة الإثيوبي.
وأضاف المنيسي في تصريحات خاصة لـ «صوت الآمة»، أن إثيوبيا على الرغم من إعلانها عبر وزير دفاعها عن الانتهاء من 57% من بناء سد النهضة وأنهم انتهوا من تركيب ثلثين التوربينات الكهربائية في جسم السد الرئيسي، إلا أن من المؤكد أنهم يواجهوا مشكلة واسعة في تمويل ما يتبقى من مراحل نهائية في بناء السد.
وتابع أن زيارة أمير قطر تأتي في إطار تحقيق مصالح مشتركة بين الجانب القطري والإثيوبي، فمن جانب إديس ابابا فإنها تسعى إلى توفير التمويل لاستكمال البناء بأي شكل من الأشكال، فيما تستخدم الدوحة هذه الورقة لإرباك القاهرة والإضرار بمصالحها المائية مؤكدًا إنها على استعداد لعمل أي شيء يؤثر على مسيرة مصر في استعادة دورها في المنطقة.
وحذر سفير مصر السابق بقطر من الاستهانة بتحركات قطر في اثيوبيا، مؤكدًا انه لا يجب أن تتساهل مصر مع الدوحة في كافة تحركاتها المضرة بمصالح القاهرة على كافة المستويات، وأخرها استخدام الدوحة أدواتها الإعلامية لإفساد زيارة الرئيس السيسي إلى واشنطن.
ووقعت قطر وأثيوبيا في ديسمبر الماضي، 11 اتفاقية تعاون في مجالات اقتصادية عدة، على هامش زيارة وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لأديس أبابا.
وتنوعت الاتفاقيات في قطاعات السياحة والاستثمار والبنية التحتية ودعم التقارب الثنائي بين رجال الأعمال والمال في البلدين وسبل تعزيز التعاون في مجال السلم والأمن على المستويين الدولي والإقليمي.
وفي أبريل 2013 أجرى أمير قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، زيارًة إلى أديس أبابا، كانت الأولى لزعيم قطري إلى أثيوبيا منذ استئناف العلاقات بين البلدين عام 2012 بعد انقطاعها عام 2008.
واتفقت أثيوبيا وقطر على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية الكاملة بعد مرور أكثر من 4 سنوات من إقدام حكومة أديس أبابا على قطعها مع الدوحة، بدعوى أن الأخيرة «تنتهج سياسًة معاديًة» لها، وهو ما اعتبرته الدوحة في حينها مزاعم وادعاءات ليس لها أساس من الصحة”، لكن يبدو ان هذه المرحلة تشهد تطورًا ملحوظًا في العلاقات لاسيما وأن الأخيرة تعتمد بشكل كبير على الاستثمارات القطرية.