«قاضي الحشيش».. حصانة أتلفها الكلب «بحر»

الواقع والحقيقة يؤكدان أن بني البشر يقدرون بعضهم البعض، خاصة أصحاب المناصب والكراسي منهم، إلا أن هناك العديد من المخلوقات لا تنظر إلى تلك المناصب أو الحصانة، كما فعل الكلب «بحر» صاحب الفضل الأول في القبض على القاضي طارق محمد زكي، رئيس محكمة جنح مستأنف ديرب نجم السابق، بمحافظة الشرقية، على خلفية اتهامه بالحيازة والإتجار في كمية كبيرة من الحشيش بلغت 693 فرشا بوزن 173 كيلو و250 جراما، وذلك داخل نفق الشهيد أحمد حمدي بمحافظة السويس، بغرض توصيلها إلى تجار مخدرات داخل سيناء، مستغلا حصانته القضائية التي وفرها له القانون.  

«بحر» الذي انصفه الرائد أسامة المندوة، رئيس مباحث نفق الشهيد أحمد حمدي، خلال شهادته أمام محكمة جنايات السويس، كي يتحمل مسؤولية القبض على صاحب الحصانة منفردا، حيث أكد أنه أثناء تواجده في عمله بالنفق الساعة 4 فجرا لاحظ هو والقوة المرافقة له سيارة تدخل عليه بالكمين الأمني للنفق، وبتوقيف السيارة قال له شخص بها: «أنا المستشار طارق محمد زكي»، فقال له نظرا للحالة الأمنية، استعدادا ليوم 11 نوفمبر «سيتم فحص جميع السيارات دون تمييز»، ولم يعترض المستشار وقال: «لا يوجد اعتراض».

وأكد الرائد: «بدأنا فحص السيارة عن طريق كلب مدرب وأثناء الفحص قام الكلب بشد حقيبة بالمقعد الخلفي للسيارة، ونظرا لأن الكلب مدرب على كشف المواد المخدرة، تبين أنه توجد بالشنطة ثلاث قطع بنية ملفوفة بلاصق، ثم تحفظت على الموجودين بالسيارة واستكملت التفتيش وعثرت على طبنجة بتابلوه السيارة ووجدنا أيضا بالتابلوه منشطات جنسية وأعيرة نارية وأقراص مخدرة، ثم وجدنا 137 لفة داخل أجولة بالمقعد الخلفي للسيارة».

وأضاف: «بتفتيش حقيبة السيدة التي كانت بالسيارة مع المستشار وجدنا قطعة بنية مخدرة، ثم توجهنا للقاضي طارق زكي وأخذنا منه طبنجة كانت بحوزته داخل ملابسه عيار 9 مم حلوان».

من جانبه، قال مصدر أمني في تصريح لـ«صوت الأمة»، أن مديرية أمن السويس، قامت في سرية تامة بتكريم الكلب «بحر» صاحب الفضل الأول في تلك القضية عقب صدور حكم محكمة جنايات السويس، يوم السبت الماضي بالمؤبد 25 سنة على القاضي، و10 سنوات لكل من يوستينا مجدي عبدالمجيد مصطفى 20 عامًا (طالبة) وإسلام مصطفى عبدالهادي 23 عامًا، والمتهمين بحيازة الحشيش في القضية  4455 لسنة 2016 جنايات الجناين.  

وأضاف المصدر فى تصريح لـ«صوت الأمة»، أن الكلب «بحر» تم إهداءه في عام 2012 مع مجموعة أخرى من الكلاب من وزارة الداخلية الألمانية إلى الداخلية المصرية، مشيراَ الى أنه من نوع «جيرمن شيبرد» الألماني، ويرتفع الكلب إلى 25 بوصة، ويتراوح وزنه إلى 27 كيلو جرام، حيث يبلغ من العمر 5 سنوات، وله العديد من الإنجازات، فقد خدم فى أكثر من 5 مديريات أمن منها «السويس، الإسماعيلية» وغيرها.  

وأشار المصدر إلى أن  الكلب «بحر» لازال مستمرًا في الخدمة حتى يصل لسن التقاعد وهو 8 سنوات، موضحًا أنه يتميز بخاصية «التتبع» وهي عبارة عن تدريب الكلب على تتبع الروائح، حيث تتعلق في ذاكرتهم لعدة أعوام، ويمتلك قدرات فائقة على شم الروائح لكشف عن المتفجرات والمواد المخدرة.

فى سياق آخر، قال وحيد الكيلاني، رئيس لجنة الحوار النقابي بنقابة المحامين، إن الكلب بحر يستحق شهادة تقدير من وزارة الداخلية، كونه شاهد الإثبات في قضية قاضي الحشيش المحكوم عليه بالمؤبد.  

وأضاف الكيلاني في تصريح لـ«صوت الأمة»، أن شاهد الإثبات هو الكلب «بحر» الذي لم يعترف بالحصانة، ولكنه مارس عمله على الوجه الأكمل، وردد قائلاَ: « تحية عرفان وتقدير للكلب بحر ولا عزاء للحصانة».

كانت محكمة جنايات السويس قضت، السبت الماضي، على المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا بـ «قاضي الحشيش»، بحبس المتهم طارق زكي بالسجن المؤبد وغرامة 500 ألف جنيه، وسجن يوستينا مجدي، وإسلام مصطفى 10 سنوات.