خطة أردوغان لإحكام سيطرته على مفاصل الدولة التركية

الأربعاء، 05 أبريل 2017 05:44 م
خطة أردوغان لإحكام سيطرته على مفاصل الدولة التركية
اردوغان
كتب- محمود على

يقترب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تحقيقه حلمه، بالسيطرة على مفاصل حكم الدولة التركية، لا سّيما وأن الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي تعزز سلطاته اقترب إجراءها والمقرر انطلاقها في منتصف أبريل الحالي، لذلك يتحرك الرئيس التركي الذي يصنفه كثيرون بأنه إخواني ويحمل أيدلوجية فكرية قريبة من الجماعة الإرهابية على كافة الاتجاهات للتصويت بنعم في الدستور.
 
وترصد «صوت الأمة» الكثير من التحركات الأردوغانية التي تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك بأنه يستخدم سلطاته في تحقيق طموحاته بأن يصبح رئيسًا ديكتاتورًا يحكم بقبضته الرئاسية كافة المؤسسات التركية، منتقدًا هو في أحد خطاباته أمام حشد من مؤيديه النظام التركي القائم الذي كان يدعى من قبل أنه ديمقراطي وأكد أن تقسيم السلطة بين الرئاسة والحكومة أمر يؤثر على طبيعة الحكم، مؤكدًا أن يتحول النظام إلى رئاسي.

استخدام المنابر الإسلامية لإحكام قبضته على السلطة
ومن بين هذه التحركات التي فاجئت كثيرين وتحدثت عنها الصحافة التركية هو استخدام الرئيس التركي في حملته للتصويت بنعم في الدستور شيوخ ودعاة إسلامين ومصطلحات دينية لكسب تعاطف المؤيدين، حيث أكدت صحيفة جمهوريت التركية أوزجور مومجو، إن السياسيين التابعين لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا سيخضعون في المقام الأول لوصاية وتوجيهات أستاذ الشريعة خير الدين كارامان الموصوف في تركيا بـ«شيخ السلطة» «وشيخ أردوغان»، وهو الذي يدعم توجه الرئيس التركي بتحويل النظام إلى رئاسي ويعمل على تسويقه بمصطلحات إسلامية.
 
وانتقد الكاتب الصحفي الشيخ كرامان تسويق الرئيس أردوغان والنظام الرئاسي من خلال مصطلحات إسلامية، من قبيل أولي الأمر، والخليفة، وغيرهما، وضرورة طاعة ولي الأمر، سواء كان عالما أو إداريًّا أو حتى موظفًا تم تعيينه من قبل السلطة الحاكمة، ولزوم تجنب مخالفة أوامره، وكأن تركيا ستصبح بعد موافقة محتملة على تعديلات النظام الرئاسي دولة إسلامية تطبق فيها أحكام الشريعة الإسلامية.

شيطنة الأكراد وفتح معهم معركة وهمية لإشغال الأتراك عن المشاكل الداخلية
من جهة آخري عمل «أردوغان» في الفترة الأخيرة على شيطنة الأكراد وجناحهم العسكري حزب العمال الكردستاني على كافة الجبهات داخليًا وخارجيًا حيث فتح معهم معركة وصفها كثيرون بأنها وهمية لإشغال الأتراك عن مشاكلهم الداخلية، ومحاولة حشد اللهجة القومية في صفة للكسب بمعارك عدة ابرزها التصويت بنعم على الاستفتاء على التعديلات الدستورية.

فتح حرب كلامية مع دول الاتحاد الأوروبي لحشد الأتراك لصفوفه
من جانب آخر فتح الرئيس التركي حرب كلامية وسجال دبلوماسي مع دول الاتحاد الأوروبي واصفًا آياهم بأنهم نازيين وصليبين فيما أكد الكثير من المحللون عن هذا الحديث بأنه محاولة من أردوغان لحشد الأتراك إلى صفوفه في الاستفتاء، لا سّيما وأنه يعلم أن الأتراك والمسلمين لديهم ذكريات آليمه مع النازيين في القرون الماضية، ومن هنا أكد البعض أن يثير مشاعر المسلمين للاستفادة بذلك في الاستفتاء على الدستور.

اتهامه بتدبير انقلاب تحت السيطرة للقضاء على معارضيه وإعفاء القضاة وضباط الشرطة
من ناحية فأن هناك تقرير صدر مؤخرًا عن المعارضة التركية رصد فيه ان الانقلاب الفاشل الذي استهدف أردوغان كان "انقلابا تحت السيطرة" وان السلطات تركته يحدث لاستغلاله لاحقا.
 
وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو ان ما لا يقل عن 180 شخصا يعملون في الادارات الرسمية استخدموا وسيلة اتصال مرمزة للاعداد للانقلاب، وان الاستخبارات التركية كانت تملك لائحة باسمائهم، مضيفًا "ما دامت هذه اللائحة لا تزال سرية فهذا يعني ان ما حصل في الخامس عشر من يوليو كان انقلابا تحت السيطرة" مضيفا ان "السلطات كانت تملك معلومات عن الانقلاب قبل وقوعه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق