أردوغان يزعم: الأوربيون يريدون قتلي.. دراسة: يستخدم اللاجئين لتهديد أوروبا وزعيم حزب الحرية بهولندا: «مجنون»
الإثنين، 03 أبريل 2017 03:10 مكتب- محمد الشرقاوي
في تطور سريع للأحداث على الساحة الدولية، شهدت العلاقات التركية الأوربية توترًا جديدًا وذلك بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نشرتها صفحته الرسمية على الفيس بوك، مساء أمس الأحد، تقول إن الشعب التركي سيلقن القادة الأوروبيين درسًا لن ينسوه في 16 أبريل المقبل، معلقًا على رفع لافتة أمام البرلمان السويسري مؤخرًا تدعو لقتله.
الرئيس التركي حاول ادعاء البطولة مجددًا بقوله: «ارتدينا أكفاننا قبل أن نبدأ مسيرتنا، فالطيب أردوغان لن يموت بناء على رغبتكم، والأعمار بيد الله»، وخاطب في أنصاره الوزاع الديني، أضاف في خطابه: «الاتحاد الأوروبي يرفض عضوية تركيا لأنه تحالف صليبي، فجميع زعماءه ذهبوا إلى الفاتيكان للاستماع إلى البابا، ونحن تعلقنا بالله».
واعتبر الرئيس التركي أن الدول الأوربية تحمي الإرهابيين، وتسمح بتنظيم تظاهرات مناهضة للتعديلات الدستورية، كما تريد إعادة تركيا إلى العهود البائدة».
وفي دراسة جديدة لمعهد المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، بعنوان «ما هي حدود التوتر في العلاقات التركية-الأوروبية؟»، تحدث الباحث خورشيد دلي، الخبير في الشئون والعلاقات الدولية، عن تداعيات ومآلات الصدام بين أنقرة وأوروبا.
وحدد الباحث مآلات الصدام، أولها «قضية اللاجئين»، وذلك لأنها تتأثر بالصدام بين تركيا والدول الأوروبية، لا سيما مع تهديد الرئيس أردوغان أوروبا مرارًا بإغراقها باللاجئين انطلاقًا من الشواطئ التركية على البحر المتوسط، في الوقت الذي لا تمانع أوروبا استقبال اللاجئين من سوريا، وهو الأمر الذي سيزيد من أعباء تلك الدول.
وأشارت الدراسة إلى أن الأزمة الجارية سيكون لها تداعيات منها تحقيق الرئيس التركي مكاسب في تأييد إلى درجة أن المعارضة التركية وجدت نفسها مضطرة للاصطفاف إلى جانبه في الأزمة الجارية، ومثل هذا الأمر يحتل أولوية لدى أردوغان طالما أن المعركة تتعلق بمستقبل نظامه السياسي.
من بين المستفيدين من الأزمة «التيارات اليمينة المتطرفة» في الجانب الأوربي، نظرًا لأنها تكتسب مشروعيتها من أيديولوجيا التطرف وكره الأجانب والإسلاموفوبيا، بما يجعل من الأزمة مع تركيا سلاحًا في معركتها مع القوى الديمقراطية.
روسيا أيضًا سيكون لها جانبًا من المكاسب، فالأزمة تشكل هدية ثمينة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز التحالف التركي- الروسي، والاستفادة من هذا التحالف في مواجهة القوى الأوروبية ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما مع سعي تلك القوى إلى مواجهة النفوذ الروسي والتوسع شرقا عبر حلف الناتو، وعليه ليس غريبًا أن يبادر بوتين في لحظة ما إلى تقديم مبادرات لأردوغان من نوع حل الخلاف التركي– الأرمني بهدف إبعاد التأثير الأوروبي والغربي عمومًا على تركيا، ودفع الأخيرة إلى الاصطفاف الاستراتيجي مع روسيا.
وأكدت الدراسة على أن الأزمة الجارية بين تركيا وأوروبا توحي بسلسلة من الأزمات المتتالية لتصعيد الطرفين في الملفات الخلافية، بما يعني صعوبة إن لم يكن استحالة عودة العلاقات «التركية- الأوروبية» إلى ما كانت عليها حتى بعد الانتهاء من الاستحقاقات الانتخابية والاستفتاء التركي، خاصة أن المتغيرات الداخلية لدى الطرفين قد تزيد من حدة التوتر والصدام على أرضية التناقض الحضاري والسياسي بينهما.
ويعود الخلاف التركي الأوربي على خلفية منع بعض الدول بالقارة العجوز فعاليات كانت مقررة على أراضيها لدعم الاستفتاء على التعديلات الدستورية المقررة في منتصف إبريل 2017، ما يُؤكد الموقف الأوروبي الرافض لتعديلات الدستور التركي، انطلاقًا من قناعة بأن النظام الرئاسي الذي يتطلع إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يؤسس لحكم شمولي لا يتوافق مع القيم والمفاهيم الأوروبية للحكم في دولة سعت طويلا إلى نيل العضوية الأوروبية.
وساهم من توتر الأوضاع تصريحات الرئيس التركي بوصف الدول الأوربية بـ «النازية والفاشية والعنصرية»، وهو ما أثار ردود فعل أوروبية غاضبة، وصلت إلى حد وصف زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف بهولندا «شن جيرت فيلدرز» الرئيس التركي بـ«المجنون»، كما صرح بعض السياسيين الأوروبيين علنًا بأنه لا مكان لتركيا في الاتحاد الأوروبي.