الصدفة قادتنا لاكتشاف تمثال سيتى الأول.. «واللى لابس جلابية عالم آثار».. ومرتبات العمال أعلى من الأثريين

الإثنين، 03 أبريل 2017 03:00 م
الصدفة قادتنا لاكتشاف تمثال سيتى الأول.. «واللى لابس جلابية عالم آثار».. ومرتبات العمال أعلى من الأثريين
مكتشفي تمثال المطرية في ضيافة صوت الامة

بين ليلة وضحاها، هز الاكتشاف الأثرى، فى منطقة المطرية (شمال القاهر)  للملك بسماتيك الأول، منتصف مارس المنصرم، جدران المتاحف الأثرية فى العالم، وكأن الملوك والفراعنة أفاقوا من سُباتهم منتظرين استخراج صديقهم، ووضعه فى مكان يليق بمكانته، على بعد أمتار من تماثيلهم، ليصطفوا معا، فى انتظار رعاياهم من شعوب الأرض المختلفة، لا سيما الرعايا المصريين.
 
«صوت الأمة» -ولأهمية الحدث ـ عقدت ندوة، حضرها الدكتور ديترش راو رئيس البعثة الألمانية المصرية (ألمانى الجنسية) والدكتور أيمن عشماوى رئيس الفريق المصرى بالبعثة، والدكتور خالد أبو العلا نائب رئيس البعثة ومدير عام آثار المطرية، والدكتورة منة الله البدرى عضو بالبعثة والمكتب العلمى لوزير الآثار.
 
«راو» أكد فى حديثه عن احترافية استخراج التمثال، ورد على المشككين قائلا: استخدمنا الحفار فى آخر لقطة فقط؛ وهى المتعلقة بإخراجه إلى سطح الأرض، ولكن قبلها بسنوات تم إجراء دراسات علمية، لعملية الاكتشاف،  رغم وجود 13 مترا من القمامة أعلى المنطقة التى تم فيها الحفر، والتى كانت عائقًا، أمام الخبراء الأجانب، والأجهزة الحديثة فى عملية الاكتشاف، إلا أن إصرارى على الحفر، كان لعلمى بوجود آثار فى هذه المنطقة، من خلال الخرائط التى أثبتت وجود معبد الملك رمسيس الثانى، فى هذه المنطقة، كما تم استخدام الحفار فى سحب المياه من الحفرة لإخراج الأثر.
 
وأشار رئيس البعثة الألمانية المصرية، إلى أنه تم البدء فى الحفر عام 2010، إلا أن قيام ثورة يناير - 25 يناير 2011 - كانت سببا فى محاول بعض الأهالى لردم الحفر، والبناء على المنطقة، لكنه حاول جاهدا مع وزير الآثار آنذاك، وفريق البعثة المصرية الألمانية للتصدى لهذا الأمر، وهو ما نتج عنه، الاكتشاف العظيم، الذى يتحدث العالم أجمع عنه. وعاد «راو» فى حديثه أربعة عقود، ليروى تفاصيل زيارته الأولى إلى مصر قائلا: «جئت أول مرة إلى مصر فى زيارة مع والدى عام 1977، وشربت من مياه النيل لذلك عدت مرة ثانية فى زيارة عام 1979 كسائح، ثم جئت عام 1981، ثم جئت بهدف العمل والاستقرار عام 1988، وعملت فى المعهد الألمانى للآثار بأسوان 5 سنوات، ثم ذهبت إلى دهشور وعملت بها حتى عام 1996 ثم منطقة الكوم الأخضر ثم إدفو ثم الجيزة والأقصر، وأخيرا أصبحت مسئولا للبعثة الألمانية وأستاذًا بالمعهد الألمانى للآثار.
 
وأضاف رئيس البعثة الألمانية المصرية: «كنت أسمع وأقرأ عن مصر وآثارها العظيمة فقررت أن أتعمق فى دراستها، ودرست الآثار المصرية مدة 10 سنوات، وحصلت على دكتوراه فى معبد هليوبوليس فى الدولة الحديثة عن مصر، وتعلمت الحفريات فى ألمانيا أيضا على أمل أن أوظف كل هذه الدراسة فى خدمة الآثار المصرية والإسهام فى استخراجها من باطن الأرض لتخرج إلى النور ويتمتع بها كل عاشق للآثار، وأقيم منذ عام 2000 فى الزمالك».
 
وفى حالة إثبات أن الآثار الموجودة خارج البلاد مهربة، يتم استعادتها من قِبل الإدارة المسئولة عن استرداد الآثار، وهناك تنسيق عن طريق الإنتربول والخارجية بحكم القوانين.
 
كما أضاف عشماوى، أنه بعد الانتهاء من تفريغ معبد الملك رمسيس الثانى، من محتوياته، بدأ أحد العمال فى حفر «حفرة» بجوار المعبد لتفريغ المياه الجوفية فاصطدم بتمثال آخر وهو تمثال الملك ستى الثانى، والذى لم يحظ بما حظى به الملك بسماتيك من تفاعل إعلامى، وبعدها أخرجته البعثة المصرية الألمانية، وأرسلته للترميم داخل المتحف المصرى بالتحرير.
 
كما أكد عشماوى، أنه منذ عام 2006 وهناك أبحاث علمية وحفائر فى منطقة المطرية، على عمق مترين من المياه الجوفية، لافتًا إلى أنه تم نقل رأس التمثال بالحفار، لزيادة وزنها التى تصل إلى 4 أطنان ومن المستحيل رفعها بواسطة عمالة، كما تم تنظيف الجزء المفصول، والتى كانت كتلة صماء كبيرة للغاية، ولم يتم أى احتكاك بينها وبين المعدة التى استخرجتها، نافيا كسر التمثال بسبب المعدات، مؤكدا على ما قاله رئيس البعثة، بأن التمثال كُسر قبل عدة قرون.
 
وعن وجود أشخاص يرتدون «جلاليب»، وينظفون التمثال بجرادل مياه، قال عشماوى: « إن الحجر الذى استخرج هو حجر درجة صلابته عالية، وتم إزالة الطين والأوساخ بالمياه، ومن يرتدون الجلاليب هم عمال متخصصون فى استخراج الآثار، من قرية «قفط» بمحافظة قنا - جنوب صعيد مصر - : «واللى لابس جلابية ده عالم كشف معظم آثار مصر، والباقون هم عِمالة أجرها أعلى من الأثرى نفسه».
 
وأشار إلى أن العامل، باستطاعته أن يُقَوم ما يقوله العالم الأثرى، وهو ما حدث بالفعل، عند اكتشاف «شقفتين» بجوار تمثال الملك بسماتيك، حيث أصر الخبير الأجنبى على أنها «شقفة» واحدة، إلا أن نظرية العامل المصرى كانت هى الصحيحة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق