حكايات من داخل سجن النسا.. «سارة» الباحثة عن الهروب من «مشنقة عشماوي»
الأحد، 02 أبريل 2017 06:05 مكتب - إسلام ناجي
«لو فشل المحامي في الدفاع عني.. هيكون لي لقاء مع عزرائيل».. كانت تلك هي كلمات الختام التي صدرت من «سارة»، سيدة العقد الثالث، أثناء رواية قصتها المليئة بالشغف داخل أروقة مستشفى سجن النساء لبعض زميلاتها.
قبل كلمات «سارة» القاتلة ببضع ساعات، كان محرر «صوت الأمة»، يخوض جولة مع اللواء محمد الخليصي، مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون، للاحتفال بـ «عيد الأم»، داخل سجن القناطر. وأثناء الجولة لفتت سيدة ثلاثينية أعين المارة، بشغفها الشديد أثناء حديثها عن أطفالها «محمد، ومروان».
«حياتنا كانت أبسط مما يمكن، طبق مكرونة وشوية بطاطس كانت بتخلي عيالي طايرين من السعادة.. صحيح سهام الوحدة صابتني أنا وعيالي، ومكنش في ضهر يحمينا بعد ما زوجي سبنا ومشي، لكن أنا كنت سعيدة بوجود عيالي حولي وكنت عارفة أن في يوم من الأيام هيكبروا وهيكون ليٌ ضهر وسند في الدنيا».. كانت تلك الكلمات هي شرارة حديث «سارة»، والتي تسببت في التفاف العديد من النساء حولها ليسمعون كواليس حياتها.
وتقول «سارة»: « كل يوم الزمن والدنيا كانت بتبقى أقوى مني.. صحيح أنا كنت بموت نفسي في الشغل علشان خاطرهم، بس كان عندي طموح زي أي حد في الدنيا أربي عيالي وأكبرهم وأدخلهم مدارس علشان يطلعوا محترمين ويقدروا يكونوا حاجة».
«وفي يوم من الأيام.. صحيت من النوم على صوت خبط جامد على باب البيت، فتحت لقيت رجال البوليس أمامي.. سألني واحد إنتي (سارة)، وأول ما قلتله آه، رد عليا (تعالي معانا).. وهناك بدأت جولة كبيرة من التحقيقات، وعرفت ساعتها إني متهمة بالقتل، اتكلمت كتير وحاولت أدافع عن نفسي، لكن مكالمة تليفون عملتها للشخص اللي قُتل كانت سبب توجيه الاتهام ليٌ».
وتضيف: «صحيح أنا كلمته، ولكن أنا مقتلتش حد، أنا كلمته، علشان كنت محتاجة فلوس، حتى أقدر أقدم لأولادي في المدارس، وعلشان ظروفي كانت صعبة.. وعمري في حياتي ما فكرت أقتل ولا أطمع في حد، أنا كان كافيني نظرة في عين أولادي وفرحة بأكلة بسيطة عملتها».
وتابعت صاحبة العقد الثالث: « دلوقتي لو المحامي فشل في الدفاع عني، وإقناع المحكمة ببرائتي.. هيكون ليٌ لقاء مع عزرائيل، وعمري ما هقدر أشوف عيالي مرة تانية»، بهذه الكلمات اختتمت سارة حديثها، بعد أن حولت البسمة التي رسمتها على شفاه زميلاتها إلى سيل من الدموع.