غادة والي تتضامن بـ«البدلة الزرقاء» مع مرضى التوحد في يومهم العالمي
الأحد، 02 أبريل 2017 04:04 م
بـ«البدلة الزرقاء» عبرت غادة والي وزير التضامن الإجتماعي عن تضامنها، مع مرضى التوحد في اليوم العالمي للتوحد خلال الندوة التوعوية الثقافية العلمية للتوحد التي أقيمت بهذه المناسبة في مبنى وزارة التضامن الاجتماعي اليوم .
الوزيرة أكدت في مستهل كلمتها بمناسبة اليوم العالمي للتوحد والندوة التوعوية الثقافية العلمية للتوحد عن سعادتها بتكثيف النشاط والاهتمام بهذه الفئة حيث كانت الفعالية الأولى حول قدرات أصحاب الإعاقات الفكرية الذين يتم توظيفهم وتدريبهم للعمل في المصانع،مشيرة إلى أن الفاعلية الثانية اليوم عن أحد أعراض اضطرابات النمو المعروف بإسم طيف التوحد أو "الأوتيزم" وتتناول أيضاً حق المصابين بهذه الإعاقــة التطورية في العمل
وقالت الوزيرة: «كثيرا منا منذ عشر سنوات لم يكونوا يعرفون ما معنى توحد أما اليوم وبفضل جهود المجتمع المدني وبفضل إصرار الأمهات في أسر كثيرة يعاني أبناؤها من هذا الاضطراب نجد اليوم في مصر مباني كثيرة مضاءة بالأزرق ونجد أناسا كثيرين يرتدون اللون الأزرق ونجد معلومات كثيرة متاحة حول التوحد وعدد المصابين به والذي يقدر بـنحو 800 ألف فرد في مصر وحدها، وعرفنا أيضاً أن 1 من كل 160 طفلا يصاب بهذه الأعراض بدرجات مختلفة، وأن الإصابة بين الذكور أربعة أضعاف الإصابة بين البنات وانه يسبب مشاكل في التواصل الاجتماعي والعاطفي وأن بعض المصابين به لديهم قدرات خاصة متميزة مقارنة بأقرانهم ومن الممكن ان يتفوقوا في مجالات محددة وهناك مشاهير يقال أنهم عانوا من التوحد ، كما يوجد في مصر حاليا أكثر من 90 جمعية مهتمة أو متعاملة مع هذه الفئة ومنها الجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوي الإعاقة Advance والتي بادرت بالدعوة لندوتنا اليوم لرفع الوعي العام بقضية التوحد في اليوم العالمي للتوحد».
وأوضحت غادة والي، أن مصر تعاني من صعوبة التشخيص ومن صعوبة الدمج، لافتة إلى إن مصر بها نسبة أمية عالية ونسبة فقر عالية ونعاني من مشاكل في نظامنا التعليمي نحتاج لوقت للتعامل معها ولكن علي كل منا أن يبذل جهداً وأن يجتهد ليصبح إنساناً أفضل بالتعرف عن قرب علي أنواع الإعاقات المختلفة فنصبح جميعاً مجتمعاً أفضل.
واستشهدت الوزيرة بكلمات عدد من الأمهات اللاتي سعت للتعلم منهن قائلة إنها سمعت للآتي: «أصبح أبني أكثر سعادة وأفضل حالاً عندما فهمت وقبلت وتقبلت بصدق وعندما تحقق لي السلام النفسي والطمأنينة استطعت مساعدة إبني" وأيضا " ارتحت عندما قررت أن لا أحارب التوحد لأنتصر عليه ولكن أن أتقبل إبني وأفخر به». وكذلك «حاولت اكتشاف قدرات غير عادية أو مواهب فذة لديه ولكن إبني ببساطة غير موهوب بشكل خاص ولكنه أغلي ما عندي وهو بالدنيا وما فيها».
وأضافت أيضا شهادة أخرى لإحدى الأمهات: «نجاحي الأهم ليس في تعليمه ولا في اكتشاف قدرات غير عادية ولكن نجاحي في سعادته وطمأنينته»، إبني المصاب بالتوحد هو الأكثر حساسية بين أولادي أحياناً يكون جالساً خلفي في السيارة وعندما تنزل دموعي يمد يده ليمسحها دون أن يراها.
وتابعت الوزيرة: «على الأم والأب مساعدة أنفسهم بالتعرف على طبيعة التوحد ليصبحوا أقوى وأعلم وأكثر فهماً فيستطيعون مساعدة أبنائهم كما إن على المجتمع مساعدة الأسرة في هذه الرحلة الصعبة التي تحتاج لجهد نفسي وذهني وبدني وعلى الدولة أن تتعلم وتقدم كل خدمات الدمج والدعم وسبل الرعاية لأطفال التوحد، موضحة أنها رحلة تعلم هدفها التعايش مع الأبنــــــاء ورعايتهم تبدأ بفهم الأعراض وطبيعتهـــا ثم بعد الفهم تبدأ مرحلة تقبل الأبناء والابن المصاب بالتوحد رغم عدم قدرته علي التواصل إلا انه شديد الحساسية يشعر بمن حوله وإن كان لا يتجاوب ولا يتفاعل ظاهريًا».
وشددت غادة والي، على أن الأسرة التي تعي وتتقبل هي الأسرة القادرة علي رفع وعي المجتمع بأسره ، متابعة «مازال أمامنا طريق طويل، وعلينا جميعاً أن نتعلم ونعلم أولادنا وبدلاً من الرهبة والابتعاد عنا الإقبال على الأسر ذات الأطفال المصابين بالتوحد وغيره من الإعاقات الفكرية بل وكل أنواع الإعاقات لأننا بذلك لا ندعم الأسر وأبنائها فقط ولكننا بالأساس نتعلم فنصبح أفضل وأكثر إنسانية وأكثر رحمة وأكثر نضجاً وأكثر فهماً ووعيًا».
وقالت الوزيرة: «إنها ليست فقط رحلة تعلم ولكنها أيضاً رحلة إيمان بالله وبحكمته الخافية علينا وبرحمته التي تغلف كل ابتلاء وهي رحلة إيمان بأنه العدل وأنه الرحمن الرحيم الذي كلما أحب عبداً ابتلاه وأن هذا الابتلاء هو أيضاً مصدر رحمة وهو مصدر قوة فالتعلم والفهم والتقبل والإيمان هي أسلحة وأدوات التعامل مع أبناء التوحد مع ضعاف الأمة الذين قال رسول الله عنهم بهم تنصرون وبهم ترزقون».
ودعت الوزيرة الحاضرين في نهاية كلمتها إلى الوقوف لتحية أسر وأمهات حاربن ومازلن يحاربن من أجل حق أولادهم في السعادة ، كما افتححت أيضا معرضا لمنتجات ذوي إعاقة التوحد والدي أقيم بالوزارة على هامش الندوة التوعوية .
من جانبها، قالت مها هلالي رئيس مجلس ادارة الجمعية المصرية لتقدم الاشخاص ذوي الإعاقة والتوحد، إن اجمالي عدد الاشخاص المصابون بالتوحد حول العالم يبلغ 100 مليون شخص.
وأضافت، أن اجمالي عدد المصابون بالتوحد في مصر قد يصل حاليا إلى مليون شخص، مشيرة الى أن التوحد يعد المرض الاكثر انتشارا من بين الإعاقات، موضحة ان المصابون بالتوحد لا يختلفون كثيرا في سلوكهم عن الاصحاء.
وأوضحت، أن التوحد يعد اأثر الإعاقات غموضا حيث أنه عبارة عن مشكلة في التواصل تظهر عند عمر 6 شهور وحتي 3 سنوات اي خلال الطفولة المبكرة.