«حافظ محمود».. صاحب العضوية رقم (1) في نقابة الصحفيين

 

في وقت يحتفل فيه الصحفيون بمرور أكثر من ثلاثة أرباع قرن على إنشاء نقابتهم، التي وصل عدد أعضاءها لما يقارب الـ  10 ألاف صحفي، وبينما يُعاني عدد أخر من الصحفيين الذين لم يلتحقوا بنقابتهم حتى الآن بسبب طريقة القيد داخل النقابة التي تشترط تعيين الصحفيي داخل صحيفته أولا، كان هناك صحفي في أربعينيات القرن الماضي،  حمل أول كارنيه لعضوية نقابة الصحفيين المصريين، حيث بدأت النقابة فور إنشاءها في عام 1941، في إصدار البطاقات الصحفية وكان أول من تقدم بطلب البطاقة، هو حافظ محمود، ليسجل التاريخ أنه أول عضو في نقابه الصحفيين، وتحمل بطاقته الصحفية رقما فريدا في خانة القيد ألا وهو 1. 

 

حافظ محمود، الذي لُقب بنقيب النقباء هو كاتب وصحفي أسس جمعية القلم الأدبية وهو لا يزال صبيا في عشرينيات القرن الماضي، ثم ما أن كبر قليلا حتى أسس جمعية الاستقلال الاقتصادي، ولعب حافظ محمود دورا أساسيا في تأسيس نقابة الصحفيين، في صباح 31 مارس 1941 وكانت مكافاة أن عُين عضوا في مجلس النقابة في المجلس المؤقت لها لحين انتخاب نقيبا للنقابة الوليدة.

 

يجزم كافة أساتذةن ومؤرخي الصحافة أن حافظ محمود بما فعله في الفترة من مارس إلى  ديسمبر 1941 كان أول انقلاب في الصحافة المصرية، انقلابا خلصها من سيطرة الصحفيين الأجانب وجعل مصائرها في يد الصحفيين المصريين ونظرا لأن الحدث كان جليلا فإن العديد من الصحفيين حتى المغمور منهم حاول نسب قيادة الانقلاب الصحفي إلى نفسه إلا أن كتب التاريخ وأمانه المؤرخين تحفظ لحافظ محمود حقه.

 

كان المجلس ينتخب مرة كل عام في ديسمبر ثم تطور الأمر في نهاية الستينات ومطلع السبعينات إلى كل عامين، وقد انتخب حافظ محمود عضوا في مجلس النقابه 26 دورة متتالية وهو رقم قياسي باعتراف اتحاد الصحفين العالمي.

 

وشغل منصب ممثل الصحفيين الشباب سنة 1941، ووكيل عام النقابة لمدة 21 دورة انتخابية متتالية وسكرتير عام النقابة لمدة 13 دورة متتالية، ونقيب الصحفيين لمدة 4 دورات متتالية، وعضو مجلس نقابة الصحفيين لمدة 26 دورة متتالية، وتوفى عن عمر يناهز الـ 90 عام في أواخر عام 1996.

 

وكان وجود شخص بتاريخ حافظ محمود هو حماية لكل شيوخ الصحافة، ففي عام 1985 ناقش مجلس النقابة إلغاء المعاش لكل من يبلغ سن ال 70 توفيرا للنفقات وحينما سمع الناقد الرياضي ناصف سليم، بالأمر وقتها ذهب إليهم وقال جملة واحده: حافظ محمود عمره 78 مش هتدوا مؤسس النقابة معاش كمان؟ وانتقل المجلس لمناقشة البند التالي في جدول أعماله بلا تعليق.

 

ونظرا لأنه الوحيد الذي انتخب أربع مرات متتالية ولدفاعه عن حقوق الصحفيين حتى النقباء منهم سمي نقيب النقباء إلى جانب صاحب البطاقه الصحفية رقم واحد وشيخ الصحفيين.