حكايات من داخل سجن النسا.. «هدى» تربي صغيرتها «علياء» خلف الأسوار

الجمعة، 31 مارس 2017 02:02 م
حكايات من داخل سجن النسا.. «هدى» تربي صغيرتها «علياء» خلف الأسوار
سجن النسا
كتب - إسلام ناجى

كانت «هدى» بجانب «المرجيحة» تتأمل ضحكات صغيرتها عندما اقترب منها اللواء محمد الخليصي، مدير مصلحة السجون، لتفقد حالتها، فتهلل وجه النزيلة، وقابلته بدعوات الصحة والسلامة وشكرته على معروفه، معها وزميلاتها، فبادلها كلماتها بابتسامة خفيفة ومضى في جولته داخل «سجن النسا»، فتملكني الفضول للتعرف على قصتها، واقتربت منها فارتسمت على وجهها ابتسامة ودودة هادئة، ورحبت بي، وبعد أن عرفتها بنفسي، قصت علي حكايتها.
 
وقعت «هدى» في فخ الشيطان قبل 6 سنوات، وحكم عليها بالسجن 9 سنوات في قضية تبديد، فتركت ابنتها البكر برفقة والدها، ودخلت الـ«القناطر» حاملًا في شهورها الأخيرة، لتضع صغيرتها «علياء»، داخل أسوار الزنزانة، وتكون الطفلة البريئة دافعًا لها لتحمل الحبس، وإلهامًا لتغيير مجرى حياتها الحرام، وتتعلم حرفة جديدة تعينها على كسب قوت يومها بعرق جبينها، وساعدتها إدارة السجن في ذلك، فأتقنت «التريكو»، والحياكة في وقت سريع، وأصبح الجميع يتحدث عن أعمالها الرائعة.
 
لم تفارق «علياء» والدتها، فالأب الغاضب رفض استلامها أو زيارتها، لتظل حبيسة في حضانة السجن مع «هدى»، وتقضي أغلب وقتها في اللعب برفقة أطفال المسجونات الآخريات منتظرة أن تمر السنوات الثلاث المتبقية من عقوبة أمها لتخرج إلى العالم الواسع، وتلتحق بالمدرسة كأقرنائها، وتشارك أختها الكبرى غرفتها، وتستمع إلى قصصها الخرافية الكثيرة، فساعات الزيارة القليلة التي تجتمع فيها «علياء» بشقيقتها لا تكفيها.
 
تحلم «هدى» بانقضاء مدة عقوبتها سريعًا، والتحرر من الجدران الشاهدة على تبدلها وتغير أفكارها لتؤسس مشروع صغير لتصنيع المفارش ومستلزمات جهاز العروسين حتى تضمن منه الحصول على لقمة حلال لإشباع طفلتيها، وتعليم مناسب يمنعهما عن سلوك طريقها السابق، فسنواتها الأخيرة كانت خير درس يمكن أن تتلقاه من الحياة لتعود إلى رشدها وتمتنع عن الحرام.
 
حكايات سجن النسا (1)
 

حكايات سجن النسا (2)
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة