شيخ الأزهر: التجديد خاصية من خواص الإسلام

الخميس، 30 مارس 2017 03:50 م
شيخ الأزهر: التجديد خاصية من خواص الإسلام
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
كتبت- منال القاضي

 أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن التجديد خاصية لازمة من خواص دين الإسلام.

وأوضح الإمام الأكبر في مقاله الأسبوعي بجريدة «صوت الأزهر»، أنه لابد من إعداد قائمة إحصائية بكبريات القضايا التي تطرح نفسها على الساحة الآن، على أن تكون الأولوية للقضايا التي شكَلت مبادئ إعتقادية عند جماعات التكفير والعنف والإرهاب المسلح، مثل قضايا الجهاد، والخلافة، والتكفير، والولاء والبراء، وتقسيم المعمورة وغيرها.

وقال «الطيب» إن الاجتهاد في توضيح هذه المسائل يجب أن يكون اجتهادًا جماعيا وليس فرديًّا، مشيرا إلى أن الاجتهاد الفردي فات أوانه، ولم يعد ممكنا الآن لتعدد الاختصاصات العلمية، وتشابك القضايا بين علوم عدة.

وأوضح الإمام الأكبر، أن التجديد الذي ننتظره ينبغي أن يسير في خطين متوازيين: خط ينطلق فيه من القرآن والسنة أولًا، وبشكل أساسي، ثم مما يتناسب ومفاهيم العصر من كنوز التراث بعد ذلك، وخط موازٍ ننفتح فيه على الآخرين بهدف استكشاف عناصر التقاء يمكن توظيفها في تشكيل إطار ثقافي عام يتصالح فيه الجميع، ويبحثون فيه معًا عن صيغة وسطى للتغلب على المرض المزمن الذي يستنزف طاقة أي تجديد واعد، ويقف لنجاحه بالمرصاد، والمتمثل في الانقسام التقليدي إزاء "التراث والحداثة" إلى: تيار متشبث بالتراث كما هو، وتيار متغرب يدير ظهره للتراث ثم تيارٍ إصلاحي خافت الصوت لا يكاد يبين.

وأشار «الطيب» إلى أن هذا الاختلاف في حد ذاته أمر طبيعي وظاهرة مقبولة، لكنه ليس مقبولًا ولا طبيعيا أن يتحول الموقف كلُّه من مواجهة خارجية وإلى صراع داخلي يترك الساحة خالية لفرسان أجانب يسحقون الجميع، لافتا إلى أن التيار الإصلاحي «الوسطي» هو المؤهل لحمل الأمانة، والجدير بمهمة «التجديد» الحقيقي الذي تتطلع إليه الأمة، وهو -وحده القادر على تجديد الدين بعيدًا عن إلغائه أو تشويهه، ولكن شريطة أن يتفادى الصراع الذي يستنزف طاقته من اليمين ومن اليسار.

وأكد الطيب، أنه في تجارب القرن الماضي كانوا يراهنون على أن بالإمكان العيش في إطار التقليد الضيق، الموروث عن السلف، وإيصاد الأبواب في وجه أمواج الحضارة الغربية وثقافتها المتدفقة، غير أنهم ما لبثوا أن تراجعوا دون أن يهيئوا المجتمع لأن يتعامل مع المتغيرات العالمية بأسلوب مدروس، وكانت النتيجة أن أصبح المجتمع أعزل أمام ثقافة غربية مكتسحة، والشيء نفسه يمكن أن يقال على «المتغربين»، الذين أداروا ظهرهم للتراث، ولم يجدوا في الاستهزاء به والسخرية منه حرجا ولا حياء، وأعلنوا مقاطعة التراث شرطًا لا مفر منه في حداثة التجديد والإصلاح، وكانت النتيجة أن أدارت الأمة ظهورها لهم، بعد ما تبينت أنهم لا يعبرون عن آلامها وآمالها، وأنهم يغردون وحدهم خارج السرب، هؤلاء خسروا المعركة أيضا، ولم يحلوا مشكلة واحدة من مشكلات المجتمع، إن لم نقل زادوا الأمور ظلاما على ظلام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق