تمثيل عربي نادر بـ«قمة عمان».. وخبراء: لقاء السيسي بسلمان ومحمد السادس ينهي الشائعات
الإثنين، 27 مارس 2017 04:56 م
تأتي القمة العربية الـ28، المُقررة الأربعاء المُقبِل، بشكل ذو طبيعة خاصة حيث يشارك بها عددا كبيرا من القادة العرب، وفي ظروف استثنائية تمر بها المنطقة العربية على المستويات السياسية والإقتصادية.
مشاركة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي وصل اليوم الإثنين إلى الأراضي الأردنية، سيطر على اهتمام العديد من الوسائل الإعلامية العربية، إلى جانب أول تغريدة ترحيب بقائد عربي، قام بها العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي، تويتر، والذي تم تدشينه أمس الأحد، قائلًا: «أرحب اليوم بأخي الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، في بيته وبين أهله». هذا إلى جانب مُشاركة العاهل المغربي، محمد السادس، بالقمة؛ الأمر الذي لفت انتباه المُتابعون، حيث جرت العادة على إرساله لمندوبين، دون حضوره بشكل شخصي.
أيضًا مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تُمثل أهمية خاصة من نوعها، فحضوره القمة يأتي بين لقاءه اليوم الإثنين بالعاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وزيارته لواشنطن ولقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في مطلع إبريل المُقبِل. بالإضافة إلى ترقُب الخبراء والسياسيين لطبيعة اللقاء بين الرئيس السيسي وكُلًا من العاهل السعودي، ونظيره المغربي.
في إطار ما سبق، أوضح المحامي المغربي والخبير في القانون الدولي، صبري الحو، أن ملك المغرب، محمد السادس، بحضوره القمة يكسر تقليدًا بعدم حضوره الشخصي للقمم على المستويين العربي والدولي. وقال لبوابة «صوت الأمة»: «يأتي ذلك في خضم سياسة الملك لحركة ديبلوماسية جديدة، حيث أصبح سفيرًا فوق العادة للعلامة المغربية، وربما فرض ذلك مكانة ودور المغرب الحيوي، إلى جانب حسن العلاقات بين الملك محمد السادس والعاهل الأردني، وسمعة مملكة الأردن التي لا تتدخل في شؤون باقي الدول، ما دفع أخلاقيًا على قادة وملوك الدول العربية حضور القمة على أرضها»، مُضيفًا أن طبيعة المرحلة تستوجب إصطفافًا عربيًا، وبالأخص لمُواجهة التمدد الإيراني في المنطقة، وما يُمثله من خطورة عليها.
وأضاف «الحو» أن «قمة الأردن قد تُشكل فرصة ومناسبة للقاء الرئيس السيسي والملك محمد السادس لتبديد كل الشكوك، وطي سوء الفهم بين البلدين، والتأكيد على أهمية التنسيق والتعاون بين المغرب ومصر في جعل قوتهما أكثر شدة، فأهمية البلدين تعتمد على العنصر البشري وموقعيهما الإستراتيجي، إلى جانب تجدرهما في أعماق التاريخ، ما يُمثل ضرورة لتبادل التجارب بينهما وإستثمار الطاقة البشرية وتأهيلها لتتحول إلى كنز ثمين، والذي قد يتفوق حال تأهيله على معدن الذهب ومادة البترول؛ ففي اتحاد قوة مصر والمغرب وباقي الدول العربية تحقيق لتوازن القوة؛ بل ربما تفوق كل القوى الإقليمية، سواء كانت إيران أو تركيا أو إسرائيل».
كما أشار الأكاديمي الإماراتي، الدكتور عبدالخالق عبدالله، إلى أن حضور كل من الملك سلمان والملك محمد السادس، إلى جانب القادة العرب، بهذا الشكل المُكثف الذي تجاوز حالة المُقاطعات التي شهدتها «قمة نواكشوط» السابقة؛ يعكس الحرص العربي على نجاح القمة الحالية، والحرص أيضًا على أن يكون التمثيل العربي بها كبير.
وقال في تصريح خاص لبوابة «صوت الأمة»: «لقاء الملك سلمان والرئيس السيسي في الأردن سيأتي تتويجًا لمرحلة جديدة من التوافُق والتنسيق السعودي المصري، بعد ما شهدناه من ملامح في تحسُن العلاقات على مدار الشهر الجاري».
وأضاف حول خلاف بعض الدول العربية بما يخُص ملف البوليساريو بين المغرب والجزائر «لا أعتقد أن ذلك الملف سيُمثِل أى أزمة بين الأطراف المُختلفة حولها، وخاصة أننا شهدنا محاولات عربية وإفريقية عدة لتهدئة حدة التوتر بين المغرب والجزائر، وبالفعل بدت رغبة حقيقية في احتواء تلك الإشكالية».
فيما يرى المحلل السياسي والكاتب البحريني، عبدالله الجنيد أن مشاركة الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي في القمة، لها قيمة سياسية وحيوية في دعم الشرعية باليمن، مُضيفًا لبوابة «صوت الأمة» أن هناك ضرورة لإصلاح آليات عمل الجامعة العربية، مُطالبًا بإدراج ذلك على جدول الأعمال الخاص بالقمة.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، الدكتور إبراهيم الهدبان، على أهمية هذه القمة، قائلًا لبوابة «صوت الأمة»: «تأتي هذه القمة مفصلية ومحورية حيث يلتقي فيها أكثر عدد من الزعماء العرب، كما سيتم السعي الحثيث لحل الأزمة السورية والعراقية واليمنية والليبية خلالها، في ضوء القرارات الدولية والمصلحة العربية المشتركة ووحدة الأراضي السورية والعراقية والليبية واليمنية، إضافة إلى رفض التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية ورفض الإرهاب، وتثمين الجهود لمحاربته واحتوائه».
كان اجتماع وزراء الخارجية العرب بدأ في صباح اليوم الإثنين، تحضيرًا للقاء القمة الـ28، والمُقررة بعد غد الأربعاء.