وزير الصحة ..الهروب من الفشل والفساد الى الهجوم على عبد الناصر

الإثنين، 27 مارس 2017 03:26 م
وزير الصحة ..الهروب من الفشل والفساد الى الهجوم على عبد الناصر

هل يستحق وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين عناء الرد ومشقة العتاب واللوم والتوبيخ وتعب تعليمه وتذكيره.
 
الوزير الذى كان على قائمة المرشحين للاطاحة به فى التغيير الحكومى الأخير بعد فشله الذريع فى اصلاح المنظومة الصحية فى مصر منذ توليه منصبه فى 19 سبتمبر 2015 وكانت ولايته للوزارة – ومازالت- شاهدة على الأزمات والفشل فى معالجة الاحتكار ونقص الأدوية وأزمة ألبان الأطفال وغلاء الأسعار وتجارة الأعضاء، لم يجد شماعة يعلق عليها فشله الذريع والمدمغ  فى اصلاح الصحة، سوى التهجم على الزعيم الراحل جمال عبد الناصر واتهامه بأنه السبب فى انهيار المنظومة الصحية بسبب قرارات مجانية التعليم ومجانية العلاج والصحة..
 
هكذا بكل بجاحة وبعد وفاة عبد الناصر بـ47 عاما لم يجد " أحمد عماد الدين" سببا لفشله الا مجانية التعليم الذى اتخذها عبد الناصر طريقا للعدالة الاجتماعية لانصاف أبناء الفقراء والطبقة الوسطى، وحملها مسئولية فشل وزارته وفساد العاملين فيها.
 
كان عليه أن يتوارى خجلا أو يقدم استقالته لو كان يملك الشجاعة عندما نشبت أزمة أدوية الأطفال الذى تسبب فيها بقراراته المتسرعة أو أزمة تجارة الأعضاء فى المستفيات الخاصة التى لم يعلم عنها شيئا وكشفت عنها الرقابة الادارية، أو فساد مستشاريه ووقائع الرشوى والاختلاس  التى كشفت عنها الرقابة بـقيمة 6 ملايين جنيه فى 3 شهور.. بعد أن كشفت "الأموال العامة" تورط مدير المطبعة باختلاس 2 مليون.. والقبض على مستشار برشوة 4.5 مليون جنيه.
 
هذا هو سجل انجاز وزير الصحة منذ توليه الوزارة ولم يضبط متلبسا برؤية أو خطة واضحة لاصلاح حال الصحة المتدهورة والمتدنية وترك المصريين فريسة لاحتكار السوق السوداء فى العلاج والدواء وتجارة الأعضاء.
 
لم يجد سببا فى كل هذا الفشل سوى " مجانية عبد الناصر" الذى نشأ وتربى فيها ونهل منها حتى أصبح طبيبا، ولولا المجانية ما أصبح وزيرا للصحة ولكنها تصاريف وغدر الزمن والجحود الذى يبديه أبناء مجانية ناصر فى آخر الزمان.
 
قبل أن يهاجم مجانية التعليم كان الأجدر به أن يوارى سوءاته وعوراته فى أداءه البليد فى الوزارة وكان عليه أن يعرف أن وزراء الصحة فى عهد عبد الناصر لم تنتشر فى مكاتبهم الفساد وتحيط بهم من كل جانب. وهو لا يرتقى الى مقامهم وأعمالهم وانجازاتهم منذ قيام ثورة يوليو حتى وفاة عبد الناصر وحتى قيام حرب أكتوبر 73. فأين هذا الوزير من الدكتور النبوى المهندس أو الدكتور محمد عبد الوهاب شكرى أو الدكتور نور الدين طراف أو محمد محمود نصار أو الدكتور محمود محفوظ. هؤلاء هم وزراء الصحة العظام الذين نهضوا بمنظومة الصحة فى عهد عبد الناصر وأنشاؤا المستشفيات العامة فى المدن والمراكز والوحدات الصحية فى ألاف القرى للفقراء والفلاحين من ابناء هذا الشعب فى اطار تحقيق التنمية الشاملة المرتبطة بالعدالة الاجتماعية.
 
أدعوك يا معالى الوزير اذا كنت من هواه القراءة أن تقرأ سيرة الوزراء الذين سبقوك ومنهم الوزير العظيم الدكتورمحمد النبوى المهندس الذى قام فى نهاية الخمسينات وفى عهد جمال عبدالناصر، بإنشاء وحدة صحية فى كل قرية بمصر، وقام بالارتقاء بالمنظومة الصحية، وهو صاحب فكرة التطعيم، وإنشاء المستشفيات الخاصة، بالإضافة للمستشفيات الحكومة، كما كان صاحب مشروع تصنيع الدواء في مصر وغيرها من المجهودات الصحية.
 
 ما هو انجازك يا سيادة الوزير مقارنة بهؤلاء. فانت مازلت تعيش على تراث عبد الناصر رغم خط التخريب والتدمير الممنهج له طوال أكثر من 40 عاما. فهل تم بناء مستشفى حكومى واحد على مستوى مستشفيات عبد الناصر أو وحدة صحية واحدة واحدة مثل حدث فى الخمسينات والستينات. هل تعلم كم مستشفى تم بناءها لصالح الفقراء، كان الأصل عند المصريين هو العلاج فى مستشفيات الحكومة وليس فى المستشفيات الخاصة التى انتشرت كسلعة وتجارة على حساب صحة المصريين حتى بلغ عددها أكثر من 937 مقابل 632 مستشفى حكومى منذ زمن ناصر.
 
 هل هو التعليم والعلاج المجانى هو السبب فى تدهور المنظومة الصحية يا سيادة الوزير. أم أنه العجز وغياب الارادة والرؤية والفشل الادارى والفساد وتولية ذوى الكفاءة والخبرة المتدنية والفقيرة فى مناصب لا يستحقونها.
 
وكيف تعلمت انت يا سيادة الوزير الهمام..ألست خريج مدارس وجامعات مجانية ايضا. فاذا كنت ترى أنها السبب فى الانهيار فعليك الاعتذار فورا عن الشهادات التى حصلت عليها بسبب هذه المجانية.
 
واذا كنت لا تعلم فمصر عاشت على تراث عبد الناصر فى النهضة التعليمية والصحية والثقافية والاجتماعية رغم أن هذا التراث تعرض لعميلة تخريب في التعليم بعد أن بدأت فترة التدهور فيه منذ فترة السادات، واستمرت في عهد مبارك حتى انتهت إلى جعل مصر في المكانة الأخيرة لدول العالم في التعليم حسب التقارير العالمية الأخيرة عن جودة التعليم في مصر، وأصبحنا نجد بشكل حقيقي في مدارسنا طلابًا لا يجيدون الكتابة والقراءة بعد سنوات من التعليم بالمدارس. اذا كنت لا تعلم فأسال ابناء المجانية الحقيقيين الذين تعلموا ونبغوا واعترفوا بالفضل لها فى تفوقهم ونبوغهم ولم يكن ابدا من الجاحدين مثلك.
 
هذه المجانية هى التى أنجبت لنا علماء من طراز  أحمد زويل ، محمد النشائى ، مجدى يعقوب ، مصطفى السيد ، يحيى المشد ، سعيد بدير  وغيرهم كثيرون رغم كل افتراءات الجهلة والحاقدين على عهد عبد الناصر وسياساته الطموحة . ولتقرأ يا معالى الوزير اذا كنت تريد معرفة فضل المجانية مذكرات و أراء هؤلاء العلماء الأفذاذ عن الرئيس عبد الناصر وعهده وتعليمه المجاني. اقرأ وأظنك لست بقارئ.
 
أما عن كلامك بأن العلاج المجانى أدى الى تدهور الخدمة. وكأنك تستكثر على الفقراء والبسطاء فى هذا البلد العلاج المجانى وفقا للدستور، فعليك أن تعرف أن مصر عبد الناصر أنشأت المستشفيات والوحدات الصحية القروية لتوصيل الخدمات الطبية المجانية لابناء الريف البسطاء. 
 
وكان هناك اهتمام كبير بها. وساهمت في رفع المستوي الصحي لابناء القري. بعد ان كان المرض ينهش في أجسادهم ابان حكم الملكية والاحتلال الانجليزي. وتم ضمان التأمين الصحى والإجتماعى والمعاشات لكل مواطن مصرى.
 
عليك أن تعرف أن مصر أنشات صناعة كبرى فى الدواء من خلال عشرات المصانع الكبرى لانتاج الدواء الذى كان يغطى احتياجاتها بنسبة 80% لأنها اعتبرت الصحة مسألة أمن قومى واحتلت المرتبة الأولى فى الشرق الأوسط فى انتاج الدواء وتصديره. بسبب قاعدتها الصناعية الكبرى فى الدواء وغيره.
 
الوضع لا يحتاج الى مقارنة يا معالى الوزير الهمام لأنه بالتأكيد ليس فى صالحك وأنت بتصريحاتك الغير مسئولة عن مجانية التعليم تسيئ الى مرحلة استثنائية فى تاريخ مصر مازالت حاضرة كفترة تنمية وبناء وعزة وشموخ وكرامة، رغم غياب زعيمها ورغم كل حملات التشوية والتخريب والتدمير.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق