يلقب بـ«حسن البنا السعودى».. «عوض القرنى».. سقوط صنم الإخوان فى المملكة
الأحد، 26 مارس 2017 04:40 مكتب: عنتر عبداللطيف
لا نؤيد بالطبع قرار منع البعض من الكتابة مهما اختلفنا مع ما يكتبونه فالفكر يرد عليه بالفكر والحجة تقارعها الحجة ولكن فى نفس الوقت هناك من يبث سموماً فى المجتمع لا أفكاراً، ما يدعو -ربما لأول مرة- بعض الدول اتخاذ مواقف قد تعرضها لانتقادات بشأن حقوق الإنسان فى التعبير عن الرأى، وهو ما حدث بالفعل بعد منع الداعية السعودى «عوض القرنى» والذى يصفه البعض بكونه «مرشد جماعة الإخوان المسلمين فى السعودية» فيما يقول عنه آخرون إنه «حسن البنا السعودى» بعد منعه من الكتابة على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» وتغريمه 100 ألف ريال نظراً لأنه دائم «التلفظ على رجالات الدولة السعودية، والتدخل فى الشئون الداخلية لدول عربية، وإعداد وإرسال ما من شأنه المساس بالنظام العام».
قد لا يعلم البعض أن «القرنى» سبق أن جرت محاكمته فى مصر وأدين بتهمة تمويل الجماعة الإرهابية حيث قضت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ فى 2011 بحبس متهمين بالسجن من 3 إلى 5 سنوات وجاء على رأسهم الداعية السعودى عوض محمد القرنى ووجدى غنيم اتهم فى قضية التنظيم الدولى للإخوان.
وقضت المحكمة بالسجن 3 سنوات وتغريمه 5 ملايين و600 ألف يورو ومصادرة المبالغ المضبوطة «2 مليون و800 ألف يورو» ومنعه من التصرف فى أمواله العقارية والمنقولة والسندات والأسهم وألزمته بالمصاريف -وفق النيابة- فإن «المتهمين أمدوا الجماعة المحظورة، مع علمهم بأغراضها، بمبلغ أربعة ملايين جنيه إسترلينى لتمويل أنشطتها التنظيمية فى مصر وبعضهم ارتكب جريمة غسل أموال تبلغ قيمتها مليونين وثمانين ألف يورو».
وقضت المحكمة غيابيا على كل من د. أشرف محمد عبدالغفار، وعوض محمد القرنى ووجدى غنيم، وإبراهيم منير بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات وذلك بعد أن وجهت النيابة لهم تهمة تمويل نشاطات جماعة أسست خلافا لأحكام القانون وغسل أموال والانتماء لتنظيم دولى يعارض مؤسسات الدولة فى قضية أمن دولة حملت رقم 404 لسنة 2009.
وعقب الحكم على المعزول محمد مرسى ويوسف القرضاوى بالإعدام فى قضية اقتحام السجون غرد «القرنى» عبر حسابه «تويتر» قائلا «يا عقلاء أمتى إن الظلم إذا فشى وانتشر ولم يؤخذ على أيدى السفهاء، كان ذلك مؤذنًا بخراب الأوطان وتشرد الشعوب وتفرق الكلمة».
«القرنى» له كتاب بعنوان» «الحداثة فى ميزان الإسلام» وهو كتاب يراه بعض المثقفين السعوديين محرضا فيما وصفه إسلاميون بكونه «تسطيحا ثقافيا» ويصف البعض القرنى بأنه أحد صقور حركة الصحوة وثيقة الصلة بجماعة الإخوان فى المملكة.
فى معرض رده على سؤال صحفى حول كون حركة الإخوان المسلمين فى السعودية حركة حقيقية بعد أن قال يوسف القرضاوى إن مناع القطان هو مسئول الإخوان فى السعودية قال «القرنى»: «كل من كتب عن الإخوان فى السعودية من الإخوان أنفسهم ومن بينهم الشيخ يوسف القرضاوى يؤكدون فيما كتبوه أن الإخوان فى مصر عندما جاءوا إلى السعودية فى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين كان لهم تنظيمهم الخاص وأن مناع القطان كان على رأس هذا التنظيم بل أكد بعضهم فى كتاباتهم أن قيادات التنظيم عندما جاءوا إلى السعودية اتخذوا قرارا وكانوا متمسكين به بعدم العمل التنظيمى بين السعوديين على الإطلاق، وذكر بعضهم أن دواعى العمل التنظيمى فى مصر لم تكن قائمة فى السعودية ولا حاجة لها، وأن ما أقيم من أجل تحقيقه فى مصر قائم ومتحقق فى السعودية يبقى بعد ذلك التأثر الفكرى وهذا أمر طبيعى، فحركة بحجم الإخوان منتشرة فى المنطقة وكتبها موجودة وشخصياتها منتشرة وإعلامها منتشر من الطبيعى أن يحصل هناك تأثير وتأثر حتى الكتابات المنصفة تؤكد أن الثقافة الدينية المحلية فى السعودية بعد اتصالها بالإخوان أثرت فيهم، فى مصر وغير مصر وحدث على ضوء ذلك عدد من المراجعات فى فكر الإخوان، هذا أمر طبيعى فإذا وجد فى أرض الحرمين من اعتنق الفكر الماركسى والفكر القومى والفكر الليبرالى والفكر الحداثى أفلا يمكن أن يوجد من يعتنق الفكر الإسلامى أيا كان هذا الفكر، ولكن مرة أخرى أوضح أن وجود الإخوان فى السعودية والجهات الرسمية تعلم ذلك، بين السعوديين هو تيار فكرى يؤثر ويتأثر، ولا يستطيع أحد أن يقدم دليلا على أنه نشأ تنظيم خاص بالسعوديين على شاكلة التنظيمات فى الدول الأخرى ومرتبط بها تنظيميا، لا لعدم جواز قيام التنظيمات، بل لعدم الحاجة لقيامه - وفق قوله.