الوجه الآخر لشاعر الرومانسية.. الموت كان دافع لموهبته والحرب منعت نشر أشعاره
الأحد، 26 مارس 2017 06:00 مكتبت هند محمود
من أوجاع وحروب رسم بكلماته حياة تمنى أن يراها حقيقة، لكن الواقع لم يمنحه الفرصة ليظل شاعر المرأة والحب، فقد كان للحروب آثر فى تغيير شكل قصائده وكلماته الحزينة، وكانت حرب 67، نقطة تحول في حياته ودخول معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة فى الوطن العربى وصلت إلى حد منع نشر أشعاره فى وسائل الإعلام.
فحياته الشخصية كانت أحد أسباب أشعاره وذلك بعد وفاة زوجاته ، حيث توفيت زوجته الأولى، وابنة عمه زهراء آقبيق بعد أن أنجب منها هدباء وتوفيق.
إلا أن الموت اقتنص توفيق عام 1973 وكان وقتها طالبا بكلية الطب، وقد ترك ذلك أثر كبيرا فى حياته ونعاه بقصيدة "الأمير الخرافى توفيق قبانى" ليلعب الموت دوره مرة أخرى ويخطف زوجته.
وتزوج مرة أخرى من امرأة عراقية الأصل تدعى بلقيس الراوى، لكنها قتلت أثناء الحرب الأهلية اللبنانية فى حادث انتحارى استهدف السفارة العراقية فى بيروت حيث كانت تعمل، وقد رثاها نزار بقصيدته الشهيرة "بلقيس التى قال فيها أن الجميع كان لهم دور بقتلها"، وقد أنجب منها عمر وزينب ولم يتزوج بعدها.
لم تنتهى مأساة نزار مع الموت فقد عانى منه طوال حياته وهذه المرة عندما انتحرت شقيقته وصال، بعد أن أجبرها أهلها على الزواج من رجل لم تحبه، وهو ما ترك أثر عميق فى نفسه، وساعد فى صياغة فلسفته العشقية، وصراع المرأة لتحقيق ذاتها وأنوثتها ولم يكشف عن حقيقة هذه الحادثة، ووقتها شيع أنها توفيت بمرض فى القلب، إلا أن الشاعرة كوليت خورى كشفت حقيقة الأمر وهو ما ثبت صدقه فى مذكراته الخاصة، حينما قال "إن الحب فى العالم العربى سجين وأنا أريد تحريره".
وقد وصف نزار حادثة الإنتحار "صورة أختى وهى تموت من أجل الحب محفورة فى لحمى، كانت فى ميتتها أجمل من رابعة العدوية".