زعماء مصر في أمريكا.. بين رفض وصعود وهبوط
الأحد، 26 مارس 2017 12:13 م
يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، زيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية، في 3 أبريل المقبل، تلبية لدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أول زيارة رسمية للرئيس السيسي إلى واشنطن منذ تنصيبه رئيسًا للجمهورية، بعد زيارته الأولي للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ69، والمشاركة في أعمال قمة المناخ.
لم تكن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية، بمصر، على ما يرام على مدار تاريخ مصر الحديث، واتخذت العلاقات بين الدولتين مستويات عدة من الصراعات والفتور تارة، وتعاون مشترك تارة أخرى، ويتضح ذلك من تاريخ زيارات الزعماء المصريين لأمريكا، فالزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر، لم يزر أمريكا على الإطلاق وأكتفى بتبادل زيارات دبلوماسية بين وزراء خارجية البلدين، في إعلان صريح لرفضه هيمنة الجانب الأمريكي على قرار الإدارة المصرية، بدأ صراعة مع الولايات المتحدة الأمريكية، بعد إجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي جون دالاس، عام 1953، الذي رفض فيه إدخال مصر في تحالف دولي ضد الاتحاد السوفيتي، اثناء الفترة التي وصفت وقتها بالحرب الباردة بين روسيا وأمريكا، لتبدأ مرحلة من العداء الأمريكي ضد مصر تصاعدت لمساندة أمريكا للعدوان الثلاثي 1956، وتبعها نكسة 5 يونيو 1967.
بعد تولي الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الحكم خلفا للزعيم جمال عبد الناصر 1970، شهدت العلاقاتن بين مصر وأمريكا تطورات جادة على المستوى السياسي، اتسمت بالمرونة في بعض الأحيان، بدأت تظهر ملامحها، قبل توليه عندما قام بزيارة للولايات المتحدة الأمريكية عام 1966، أظهرت مدى ميله للمعسكر الأمريكي.
ومع سياسة الانفتاح التي انتهجها الرئيس السادات، زار أمريكا 4 مرات، كان أولها في أكتوبر 1975 في أعقاب انتصارات أكتوبر 1973، لبحث إمداد مصر بالأسلحة الأمريكية المتقدمة، أعقبتها زيارة في نوفمبر 1975 والقى خلالها خطابًا أمام الكونجرس الأمريكي حول الأزمة في الشرق الأوسط، بينما كانت الزيارة الأخيرة للسادات في إبريل 1977 لبدأ المباحثات مع نظيرة الأمريكي جيمى كارتر، في واشنطن حول أزمة الشرق الأوسط، تحددت على أثرها زيارتة السادات الأخيرة عام 1978 لانهاء المفاوضات المصرية الإسرائلية لاسترداد الأراضي المصرية المحتلة من الجانب الإسرائيلي، وخلال هذه الرحلة جرت مباحثات اتفاقية السلام بين مصر وإسرائل، برعاية جيمى كارتر، إلى أن وقع السادات معاهدة كامب ديفيد عام 1979 .
بعد توالي الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك للحكم في 1971، سارت العلاقات بين القاهرة وواشنطن على نفس النهج الذي حدده الرئيس الراحل أنور السادات، واعتاد مبارك على زيارة سنوية رسمية للولايات المتحدة الأمريكية، على مدار فترة حكمة.
لكن علاقة مبارك بالإدارة الأمريكية، لم تسير على خط واحد طوال الوقت، وشهدت فترة تعاون في وقت وأصابها الفتور والجمود في وقت أخر، ففي عام 2002 عقدت قمتين بين مصر وأمريكا، إحداهما في شهر مارس والأخرى في بداية يونيو من نفس العام، لبحث عمليات التصعيد الإسرائلي ضد الفلسطينين ودخول عملية السلام للنفق المظلم بين الجانبين، إلا أن العلاقات بين البلدين، شهدت فتورا حادا في عهد الرئيس جورج بوش الابن، أدى إلى انقطاع مبارك عن عادته السنوية، وكان ذلك بعد زيارته الشهيرة لمزرعة الرئيس بوش في كروافورد بولاية تكساس عام 2004، التي شهدت مناقشات حادة بين الطرفين حول التطور الديمقراطي في مصر، وملف الانتخابات الرئاسية المصرية، وقضايا حقوق الإنسان، وهو ما اعتبره مبارك تدخلًا في الشؤون الداخلية المصرية، أدت لانقطاع مبارك عن زيارته السنوية للولايات المتحدة الأمريكية، وفي أغسطس 2009، أجرى مبارك زيارة رسمية لوشنطن، لبحث توترات منطقة الشرق الأوسط في فلسطين ولبنان وسوريا وتمدد النفوذ الإيراني في منطقة الخليج العربي.
وفي سبتمبر 2010 شارك مبارك مع نظيره الأردني الملك عبد الله بن الحسين، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في المحادثات التي استضافها البيت الأبيض بقيادة أوباما لحل القضية الفلسطينية.