كواليس اللمسات الأخيرة قبل زيارة السيسي لـ«واشنطن»

السبت، 25 مارس 2017 03:25 م
كواليس اللمسات الأخيرة قبل زيارة السيسي لـ«واشنطن»
السيسى
أميرة عبد السلام

تحركات دبلوماسية مكثفة لوزير الخارجية سامح شكري، خلال زيارته الحالية لواشنطن، والتي تعتبر زيارة لوجستية لوضع اللمسات النهائية على كافة الاستعدات لزيارة الرئيس السيسي لواشنطن، تلك الزيارة الرسمية التي تستعد لها كافة قطاعات الدولة سواء الدبلوماسية أو السياسية، والمقرر لها الأول من إبريل وتستمر إلى يوم 4 إبريل.
 
تلك الزيارة هي أول زيارة رسمية للرئيس السيسي لواشنطن منذ تنصيبه رئيسا للجمهورية، فقد اقتصرت زيارات السيسي إلى الولايات المتحدة خلال الثلاث سنوات الماضية، على نيويورك فقط، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي أيضا الزيارة الأولى لرئيس مصري إلى البيت الأبيض منذ 7 سنوات، منذ آخر زيارة للرئيس السابق مبارك، والتي إلتقى بارك أوباما في سبتمبر 2010.
 
وتأتي زيارة الرئيس السيسي تلبية لدعوة نظيره الأمريكي دونالد ترامب، ومن المقرر أن يجري الرئيسان مباحثات ثنائية هى الأولى من نوعها بالبيت الأبيض، لتعزيز العلاقات الثنائية، والتشاور فيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية والدولية خاصة ملف الأرهاب، الذي يعتبر حجر الزاوية في تلك الزيارة.
 
خاصة بعد الرسالة الشفهية التي نقلها وزير الخارجية سامح شكري من الرئيس السيسي إلى كل من الرئيس المنتخب دونالد ترامب ونائبه مايكل بنس مؤخرا. وأكدت عمق وخصوصية العلاقات المصرية الأمريكية، وتطلع مصر إلى تعزيز علاقات التعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة، والتأكيد على إمكانية اعتماد الولايات المتحدة على مصر كشريك يدعم الاستقرار ويسهم بفاعلية في حل أزمات الشرق الوسط، ويساهم بفاعلية في جهود مكافحة الإرهاب.
 
وزارة الخارجية أعلنت أن كافة الاستعدادات الدبلوماسية لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة الأمريكية، مستمرة على قدم وساق لانهاء كافة الإجراءات الخاصة بالزيارة والتي انتهت خلال مشاركة وزير الخارجية سامح شكري في اجتماع التحالف الدولي ضد «داعش» بواشنطن منذ (22 مارس) الجاري.
 
الدكتور أحمد فؤاد أنور الكاتب والمحلل السياسي وأستاذ العبري الحديث بجامعة الإسكندرية، يرى أن زيارة الرئيس السيسي للولايات المتحدة الأمريكية لها أهمية مضاعفة هذه المرة فهي تدشن مرحلة جديدة من مراحل العلاقة مع واشنطن والتي تقوم على التعاون، والندية وليس التبعية الهيمنة والغطرسة، التي سادت الموقف منذ 30 يونيو، وحتى صعود ترامب للسلطة في مفاجأة كبرى شاركت مصر في صنعهما بدعمها المبكر لترامب كمرشح، وفي المقابل تبني ترامب بسرعة وجهات نظر مصرية بالكامل متهما الإعلام بالتزوير والكذب، وهو ما عانت منه الإدارة المصرية بشدة، حيث أثرت تلك الدعاية على الرأي العام في أمريكا خاصة وأن غالبيته العظمى لا تتحرى الأخبار ومصداقيتها.
 
وعن جدول أعمال الزيارة أكدت مصادر دبلوماسية بالسفارة المصرية في الولايات المتحدة أنه جاري إعدادها حتى الأن بالتنسيق بين القاهرة وواشنطن وتم حتى الأن إقرار لقاء الرئيس السيسي مع أعضاء من الكونجرس الأمريكي، إضافة إلى لقاء مجتمع الأعمال الأمريكي ولكنه ليس من المطروح على مائدة الحوار لقاء السياسية الأمريكية البارزة هيلاري كلينتون.
 
الجدول النهائي للزيارة حسمه وزير الخارجية سامح شكري خلال زيارته لواشنطن فزيارة الرئيس السيسي ستشمل عقد قمة مع الرئيس دونالد ترامب، ولقاءات مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، ومستشار الأمن القومي، ووزير الدفاع، وعدد من أعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بالاضافة إلى لقاء عدد من المستثمرين والجالية المصرية هناك.
 
علاوة عن لقاءات مع عدد من وسائل الإعلام الأمريكية، بالاضافة إلى مؤتمر صحفي للرئيس السيسي وترامب، وصدور بيان مشترك متوقع أن يكون عن مواجهة الأرهاب.
 
أما عن الوفد المرافق للرئيس خلال الزيارة فيقتصر على الوجوده الدبلوماسية حتى الأن حيث سيرافقه فى الزيارة وزير الخارجية سامح شكرى و مجموعة من المساعدين للوزير خاصة المختصين بالأمريكتان  بالاضافة الى الوفد القنصلى و الدبلوماسى الذى يرتب للرحلة من سفارتنا و قنصليتنا فى واشنطن. 
 
و لكن ليس من  مطروح حتى الأن مرافقة وفد برلمانى  أو سياسى للرئيس فى زيارته للولايات المتحدة  خاصة و ان البرلمان يستعد لأول زيارة رسمية لأمريكا عقب انتهاء زيارة الرئيس. 
 
و لكن المقلق حتى الأن تحركات جماعة الإخوان الإرهابية فى واشنطن هى الأقوى حتى الأن  خاصة بعد رصد مجموعة من التحركات المعلنة على مواقع التواصل الإجتماعى بين التيار المؤيد للمرشحة الأمريكية الخاسرة في الإنتخابات الرئاسية هيلارى كلينتون للتنسيق على تنظيم تظاهرات بالقرب من الأماكن التي يواجد فيها السيسي خلال زيارته للولايات المتحدة ولقاء ترامب سواء فى محيط البيت الأبيض أو مقر إقامته و عقد اللقاءات.
 
و عن مدى إمكانية تأثير ظهور الأخوان المسلمين الموجودين فى واشنطن خلال زيارة السيسى أكد  د.أحمد فؤاد أنور أستاذ العبري الحديث بجامعة الإسكندرية والكاتب والمحلل السياسي  أن حجم تأثير الإخوان سيتقلص خلال الزيارة نظرا لأنهم سيوزعون جهدهم على انتقاد الرئيس  السيسى وكذلك الرئيس المنتخب ترامب، فضلا عن سعيهم في المقام الأول لتقليل خسائرهم وعدم اعلانهم منظمة إرهابية في الولايات المتحدة أيضا.
 
إسرائيل و علاقتها بتلك الزيارة  قوية كما اكد الدكتور فمن جانبها تسعى تل أبيب  لضرب التقارب الظاهر بين القاهرة  وواشنطن وافساده لكونه سينعش الاقتصاد المصري ويدعمه ويعزز قدرة مصر على رعاية المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
 
ومن الثابت للمراقب أن نتنياهو غير خريطة مواعيده وكثف من اتصالاته مع كبار مساعدي ترامب لبلورة صيغة مقبولة ولو مرحليا لإسرائيل بشأن تجميد الاستيطان، وبشأن ترضية إسرائيلية منتظرة للرأي العام المصري بعد التصريحات المستفزة المنسوبة للوزير بلا وزارة الدرزي أيوب قرا.
 
مع العلم بأن نسبة كبيرة من الإطار العام للمباحثات بين الرئيس ترامب والرئيس السيسي قد تم صياغته بالفعل من خلال الوزير سامح شكري وبناء على ذلك تم تحديد موعد نهائي للزيارة وهو ما أقلق إسرائيل وجعلها تكثف جهودها لعلها تخفف من صياغة بند أو تصريح أو تضيف عليه ما يخفف من وقعه على الإسرائيليين الذين قد يدفعون نتنياهو لانتخابات مبكرة إذا ما اقترن فساده المفضوح بفشله في كبح التعاون المصري الأمريكي في ثوبه الجديد والذي من شأنه خلق علاقات أكثر توازنا أيضا بين مصر وروسيا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق