في ذكري ميلاده .. «فتحي غانم» رجل محي ظله (بروفايل)

« قلم لم ينصفه أحد »، جملة للكاتب الكبير«نجيب محفوظ» وصفت بدقة حال أحد رواد الرواية المصرية الحديثة، تعمد البعض أن يهمشوا ذكره عن ساحة الأدب المصري لفترة، إلا أن قلمه الصادق واجه ذلك.                                            

 تعرض الكاتب «فتحي غانم »، لمضايقات كثيرة، فكان الكاتب الصحفي الكبير «محمد حسنين هيكل» أحد الأسباب- حسب ما قيل في بعض الكتابات-، حيث تم فصله من عمله بسببه، وذلك حين تعرض له في رواية «رجل فقد ظله» في شخصية يوسف الذي وصل إلى منصب رئيس التحرير بالانتهازية كما قال البعض، ووجه له ذات مره عبارة لاذعة رددها «غانم»: «قال لي هيكل إنه سيكون طول عمره في الصفحة الأولى، أما أنا فسأكون طول عمري في الصفحة الأخيرة حيث النقد والأدب».                                                                                                                  

  تميز أسلوبه بالعمق وقدرته علي جذب القارئ لعالمه، رسم بصدق صورة لعصره وعكس فيها مشكلات مجتمعه على مستوياتٍ مختلفة وبطرق سردية متعددة، وذلك من خلال عدد من الروايات التي أثرى بها عالم الأدب والرواية بشكل خاص، من أشهر رواياته «الجبل، رجل فقد ظله، تلك الأيام»، وهذا كان سلاحه الوحيد الذي قاد به هذه المعارك، رغم أن «نجيب محفوظ» أشاد به، وأثنى على أعماله، فهذا لم يكن كافيا في ذلك الوقت لرفع غضب «هيكل»، الذي كان من المعروف أن لا يغضب وحده بل معه بعض أجهزه الدولة.

يذكر أن «فتحي غانم»، ولد في 24 مارس 1924 بالقاهرة، وتخرج من كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول - القاهرة حاليا- عام 1944، وعمل بالصحافة في مؤسسة روز اليوسف، ثم انتقل منها وعمل بعده صحف كرئيس مجلس إدارة وتحرير، ثم عاد مرة أخرى إلى روزا ليوسف حتى وفاته عام 1999.