بالفيديو والصور.. بعد أسبوع من اطلاق خدمة أكشاك القمامة.. مصر الجديدة لم تتأثرأ بـ"ثورة الزبالين".. المواطنون يقبلون على بيع قمامتهم بالمنافذ الجديدة بكثافة.. ويطالبون بزيادة عدد الأكشاك
الإثنين، 20 مارس 2017 09:17 م
مر أسبوع على إطلاق خدمة أكشاك شراء القمامة من المواطنين بحي مصر الجديدة، من خلال إنشاء منفذين بميدان ابن سندر و شارع أسوان، تحت إشراف محافظة القاهرة وحي مصر الجديدة، بعد أن اقترح كل من شرين فراج ونادية هنري نائبتي مجلس الشعب الفكرة وتبنتها إحدى الجمعيات الأهلية ومولتها.
ورصدت «صوت الأمة» التجربة على أرض الواقع بمختلف أركانها وعناصرها، وكيف يراها المواطنين؟، وهل هناك اقبال عليها أم لا؟، وما هي الشرائح الاجتماعية التي تذهب بالمخلفات للأكشاك لبيعها؟، بالتزامن مع إعلان جامعي القمامة في منطقة الخصوص المسئولين عن جمع القمامة بشرق القاهرة الإضراب بـ 5 أحياء بينهم حي مصر الجديدة اعتراضًا على انشاء الأكشاك باعتبارها ضربة قاضية لمصدر رزقهم الأول.
القمامة تحولت من نقمة إلى نعمة ومصدر رزق
تحولت القمامة من نقمة تهدد المجتمع، إلى نعمة ومصدر رزق للكثيرين، بعدما وافقت محافظة القاهرة على إنشاء «كشكين» بميدان ابن سندر وشارع أسوان بمصر الجديدة وسط الميدان، ففي ميدان ابن سندر وُضع الكشك على مساحة 4 أمتار في 5 أمتار، بجوار كشك لبيع الحلويات والشيبسي، مغلفًا باعلانات المبادرة التي ساهم فيها «هنري موسى» أحد سكان المنطقة ، كنوع من رعاية المبادرة ودعمًا لها بالتنسيق مع نائبتي مصر الجديدة، بالإضافة إلى عدد من العبارات التي تحث المواطنين على المشاركة في بيع قمامتها ومخلفاتها الصلبة كـ «سلم القمامة واستلم النقدية» وغيرها، بالإضافة إلى قائمة لأسعار المخلفات وجاءت كالتالي: «20 قرش للزجاج و80 قرش للورق الابيض وجنيه للكارتون و3 جنية للبلاستيك ، و9 جنية للكانز» .
العمل من 8 الى 5 مساءا والحصيلة طن مخلفات صلبة
للوهلة الأولى فور وصولك أمام كشك «ابن سندر»، تظن إنه لا يوجد اقبال من المواطنين عليه وأن مخطط حل أزمة القمامة من خلال فرزها بالمنازل فشل، فاقتربنا ودخلنا الكشك، وهناك كان يقف العامل بشرى جاد الرب 50 عاما يرتدي افرول رصاصي وسط اجونة المخلفات ويقوم بتوزيعها كلاً في الجونة المخصصة له «زجاجات المياه والبلاستيك الناشف جراكن وجرادل واواني المطبخ المتهالكك، والكارتون ، والورق الابيض ، والكانزات».
وقال عم بشرى خلال مواصلته لعملة ويتقاضى منه 1500 جينه شهريًا ، «كنت بشتغل في المعمار بشيل واحط وجئت من سوهاج ومعايا 5 عيال اشتغلت في الفاعل عليهم عشان اربيهم لحد ما صحتي راحت، والشباب في المشروع يعرفوني واول ما بدأوا طلبت اشتغل فشغلوني، اليوم بيبدأ الساعة 8 حتى الساعة 5 عصرًا ، اقوم بفتح الكشك حيث أن بعض الموظفات خلال ذهابها للعمل تمرر علينا اكياس المخلفات لديهم وبعد ذلك اقوم بتوزيعها ووقت الذروة لاقبال المواطنين يكون الثامنة صباحا والرابعة عصرًا ، ثم تاتي شركة من اكتوبر تحمل ما تم جمعه طوال اليوم تاركة اجونة خالية لليوم التاني».
بداية الفكرة
وهنا يدخل مينا عبد النادي المشرف على الكشك، شاب في الثلاثين من عمره ، واحد الشباب المسؤلين عن المشروع ليروي لنا كيف اصبح الحلم حقيقة وكيف تحولت فكرة لمشروع يدر دخلاً على مجموعة من الشباب يصل عددهم 30 شاب على الاقل قائلا «بعد فوز النائبتين نادية هنري وشرين فراج بمقعد مصر الجديدة وجهوا الدعوة لشباب المنطقة لطرح مجموعة من المشروعات الصغيرة عليهم للبدء فى تنفيذها، لم يكن مشروع القمامة مطروحًا وقتها وانما تم طرحه بعد عدة جلسات مع الشباب الذين لم يكونوا على علاقة ببعض وإنما جمعتهم النائبتين، فتلاقت الأفكار ودخلت في حيذ التنفيذ بمساعدة من النائبتين اللاتي حددن موعد مع مسؤل الحي بمصر الجديدة وتم طرح المشروع على محافظ القاهرة الذي اصدر قرار بالموافقة على بدء التنفيذ وتحديد موقع الاكشاك وبدء العمل».
ويكمل «مينا»، حكاية الكشك وبوادر نجاح المشروع وهو يقف بفخر وشط كم المخلفات داخل الكشك والتي ظننا إنه متراكم منذ بدء المشروع وكانت المفاجأة حين قال، إن هذه الكمية التي ملأت الكشك هي حصيلة نصف اليوم مؤكدًا أن الحصيلة اليومية تصل إلى طن مخلفات او نصف طن تقريبًا ، تأتي اكبر شركة في الشرق الاوسط لرفعها من الكشك ، وأن المشروع حدد حد ادنى للعاملين فيه مبلغ 1200 جينه مع «بونس» على عدد الكيلوات التي يتم تحقيقها كل شهر، وهو ما يمثل دخل محترم لنا كشباب .
شباب المبادرة : عرضنا دخول المتعهدين معنا وبعضهم يبيع لنا المخلفات
وحول ما اعلنه جامعي القمامة، من اعتراضات على موضوع الاكشاك وإنها محاربة لهم فى رزقهم ، قال «مينا» ، لم نحارب احدًا في رزقه وإنما من حقنا أن يكون لدينا مشروع نعمل فيه ، دون المساس باحد فنحن لا نمر على البيوت نجمع القمامه، والوضع السابق لم يخفى على احد فجامع القمامة لا يمر على المنازل ويكتفي بتفتيش الصناديق لأخذ المخلفات الصلبة منها، تاركًا وراءه كومة من القمامة في الشارع ليتحول لمقلب قمامة كبير يستفيد منها ولا ينظف مكانه .
الاكشاك توفر المواد الخام للمصنع اعادة تدوير«البى اي تي»
ويضيف مينا : «طالبنا خلال اجتماعنا مع المحافظ بدخول متعهدي القمامة معنا والمفروض هما يساعدونا وهناك بعضهم يأتي إلينا يبيع لنا ما جمعه، فالجزء الذي نستطيع جمعه ، يأخذه الأن المصنع الوحيد في الشرق الاوسط الذي يقوم بإعادة التدوير لـ «للبى اي تي» والذي كان يعمل بطاقة إنتاجية 40 % وكان يشتري المواد الخام من الخارج ومع ارتفاع سعر الدولار كان يواجه مشكلة في توفيره، حيث أن الزبالين كانوا لا يأخذون هذه الزجاجات الخاصة بزجاجات المياه البلاستيك لأن سعرها ضعيف ويتركوها، و منذ أن تم المشروع تاتي لنا يوميًا سيارة المصنع لتشترى ما تم جمعه لأنه يدخل في إعادة التدوير لتصنيع زجاجات الزيت».
الجدة وحفيدها : العائد ليس المال فقط
وفي هذه اللحظة دخلت الحاجة ماجدة حسن ومعها حفيدها عبد الرحمن وائل، الذي اكدت إنه هو من شجعها لجمع «كراكيب» البلاكونة وتسليمها للكشك، وأن المبادرة جيدة وليس الهدف منها العائد الذي تأخذه مقابل القمامة التي تسلمها، وإنما من أجل نظافة المنزل وباقي القمامة يتم القائها في الصندوق بعد عزوف جامعي القمامة، عن الصعود لها بمنزلها لأخذ القمامة بعد أن تم وضع الرسوم على إيصال الكهرباء.
وجه حضارى واستفادة مزدوجة
وقال الدكتور الحسيني محمد موسى الباحث بمركز البحوث الزراعية، «المشروع جميل جدًا ويحتاج لدعاية لتعريف الجميع به مطالبًا بتوسع المشروع وعمل جزء خاص باستلام المخلفات العضوية لاهميتها في الزراعة وتصنيع «الكمبوست» بها .
أما كريم طالب جامعي، والذي انهى تسليم المخلفات للكشك فطالب بأن يتم تعميم المشروع خاصة في الاماكن الشعبية ، قائلاً «المشروع يحتاج لنشر الفكرة وتوسيع اماكن تواجد الاكشاك وخاصة في الاماكن الشعبية التي تكتظ بكل المخلفات وأن الفكرة من الممكن أن تفتح باب رزق لكثير من ابناء المنطقة».