الألاعيب الإسرائيلية لإسقاط «مشيرة خطاب»

الخميس، 16 مارس 2017 07:22 م
الألاعيب الإسرائيلية لإسقاط «مشيرة خطاب»
مشيرة خطاب
كتبت- أمل غريب

تلعب الصفقات الساسية «القذرة» دورا خطيرا في التوجهات التي تتبعها المنظمات والهيئات الدولية الكبرى، التي ظهرت بعد خسارة وزير الثقافة فاروق حسني كرسي المدير العام لمنظمة اليونسكو، بعد منافسة شرسة مع البلغارية إيرينا باكوفا، على الرغم من دعم الخارجية والعديد من الدول والقطاعات الدبلوماسية له، إلا أن تحركات الدول الأعضاء والتي كان من بينها دول عربية أخرجته من المنافسة بتآمرات كانت واضحة وقتها من الجانب الإسرائيلي  الذي يسعى بكل قوة لإسقاط المرشحين العربي، خاصة وإن كان هذا المرشح مصري الجنسية.

واللافت للنظر المفاجأة التي فجرته فرنسا، قبل ساعات قليلة من غلق باب الترشح رسميا على مقعد مدير عام منظمة اليونسكو، وإعلانها ترشيح وزيرة الثقافة والاتصال بالحكومة الفرنسية «أودري أزولاى»، مواليد أغسطس 1972، وتبلغ من العمر 45 عاما، من أصول مغربية يهوديه، فهي ابنة مستشار ملك المغرب محمد السادس، وقبلة والده الحسن الثاني «أندرى أزولاي».

يهودية مغربية في بلاد الرئاسة

 فاجأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الجميع عندما عين في التعديل الحكومي الذي أجراه في 2014 «أودري أزولاي» كوزيرة للثقافة والاتصال خلفا لفلور بيلوران، والمفاجأة ليست في قدرات وخبرات ولامؤهلات «أزولاي» ولكن في مسيرة هذه الأخيرة التي لم ترتبط بالسياسة إلا قبل نحو عامين، فقد دخلت قصر الإليزيه في سبتمبر 2014 في ثوب مستشارة الرئيس للثقافة والاتصال، كان عن طريق الصدفة، بعد أن تعرف عليها «هولاند» خلال رحلة قام بها في شهر إبريل 20143 للمكسيك، حيث كانت «أزولاي» ضمن الوفد المرافق له، وقرر تعيينها مستشارة له في قصر الإليزيه، وكانت قبل دخولها الإليزيه مسؤولة بارزة في المركز الفرنسي للسينما، وبقيت لغاية تعيينها وزيرة قاضية في محكمة المحاسبة.

والدها «أندري أزولاي»، مواليد 17 أبريل 1941، بالصويرة في المغرب، سياسي يهودي مغربي من أصول أمازيغية، يعمل مستشارا خاصا للملك محمد السادس، كما عمل مستشارا للملك الحسن الثاني، ويعتبر وجها لامعا من الطائفة اليهودية بالمغرب التي تعد أكبر طائفة يهودية في البلدان العربية والإسلامية، وهو عضو في لجنة الحكماء لتحالف الحضارات ورئيس مؤسسة الثقافات الثلاث، ومسير في كل من الحوار المتوسطي، ومركز شمعون بيرس للسلام، كما يشغل منصب سفير النوايا الحسنة لإمارة موناكو، وتم انتخابه في 2008 رئيساً لمؤسسة آنا ليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات.

زار إسرائيل للحصول على شهادة الدكتوارة الفخرية من جامعة بن غوريون تقديراً له كيهودي جذوره مزروعة في المغرب، كرّس حياته من أجل تعزيز التعايش بين اليهود والعرب في شمال أفريقيا، ووصف نفسه في مقابلات صحفية كمقاتل في معركة السلام القائمة بين الفلسطينيين وإسرائيل قائلاً: «إني أسعى دائماً لإيجاد طريقة تعطي الفلسطينيين فرصة للحصول على حريتهم، كرامتهم وهويتهم وإقامة دولتهم من أجل جعل إسرائيل أكثر أمنا وأكثر قوة، فالأمن الإسرائيلي مرتبط بالوضع العام للفلسطينيين، إذ أنه لن يكون أمن وأمان لإسرائيل ما دامت القضية الفلسطينية لم تحل ولم تقم الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل» ودائما يردد بكل قوة وأمل مقولته الشهيرة « اليهود لن يختفوا من المغرب.. لن نختفي.. لن ننقرض من المغرب.. لنا تاريخ.. طويل في هذا البلد».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق