3 رجال يسلمون أرواحهم لـ«عزرائيل».. الانتحار أسهل طرق الموت
الخميس، 16 مارس 2017 05:42 م
ومن التدخين ما قتل
ساورها القلق على صغيرها، وارتابت لتصرفاته الغريبة، فبعد تعرفه على أصدقاء جدد أصبح يتغيب عن المدرسة بالأسابيع دون سبب واضح وأحيانًا دون أن يخبرها، فضلًا عن التهرب من الإجابة على أسئلتها، ورفضه التحدث إليها والإفصاح عن مكنون صدره لها كعادته دائمًا، ولاحظت عليه إهماله الشديد لنفسه وهيئته، وإمتناعه عن الطعام فى أغلب الأوقات، وإرتفاع صوته عليها.
وفي أحد الأيام، عندما أنهت الأم عملها، وعادت إلى المنزل، دخلت غرفة ولدها لتطمئن عليه وتعلمه بعودتها، ففوجئت بغرفته مليئة بالدخان، ووجدته جالسًا على سريره يمسك في إحدى يديه سيجارة، وفي الأخرى كوب شاي، فنهرته على فعلته، وعاتبته على تدمير ثقتها به، وهددته بمقاطعته أن استمر على أفعاله السيئة.. مرت ساعات ولم يخرج الولد من غرفته، فدخلت الأم لتنظر ما به، فوجدت مُعلقًا من عنقه بحبل في سقف الغرفة.
تلقى العميد إبراهيم المليجي، مأمور قسم شرطة الهرم، بلاغا يفيد بانتحار طالب بشنق نفسه داخل مسكنه بدائرة القسم، وبإجراء التحريات تبين للرائد عمرو حجازي رئيس مباحث قسم شرطة الهرم، ومعاونه النقيب طارق مدحت، أن «أحمد.ص»، طالب بالصف الثالث الإعدادي شنق نفسه داخل شقته بسبب قيام والدته، مربية أطفال، بمعاتبته لتغيبه عن المدرسة، ومخالطته أصدقاء السوء، وتدخينه السجائر.
الموت السبيل للقاء الأحباب
تسمم ولده الوحيد، وصعدت روحه إلى ربها قبل عامين، فنهش الحزن فؤاده، وشعر بأسود العالم من حوله إلا أنه وجد زوجته الحبيبة المخلصة إلى جواره، فساعدته على تقبل أمر الله، وظلت بجانبه رغم آلامها، وما كاد قلبه يبرأ من الوجع حتى لحقت الأم بأبنها قبل 45 يومًا، وتركت الأب وحيدًا، بلا مؤنس أو سند، فتملك الحزن منه، ودخل في حالة إكتئاب مستعصية، فاستغل الشيطان ضعفه، ووسوس له بإنهاء حياته.
أمسك بصورة تجمعه مع زوجته وولده، وأخذ ينظر إليهما ويتأمل ملامحهما والوجع يعتصر قلبه حتى تبللت الصورة بدموع عينيه، فأعادها إلى مكانها مرة أخرى، وأحضر كرسي، وصعد عليه حتى تمكن من ربط إيشارب حبيبته بالسقف، ثم ربطه في عنقه، وركل الكرسي بخفة، وأخذ يتأرجح والدموع تنهمر من عينيه شوقًا لملاقاة أحبابه.
تلقى قسم شرطة الوراق بلاغًا يفيد بانتحار سائق داخل منزله بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة لعامل في العقد السادس من عمره، ويرتدي كافة ملابسه مع وجود أثار احمرار حول الرقبة ناتجة عن شنق المتوفي لنفسه، وبإجراء التحريات اللازمة تبين أن المتوفي يمر بضائقة نفسية وذلك لوفاة زوجته ووفاة نجله من قبلها نتيجة إصابته بحالة تسمم.
الحالة المادية
تدهورت حالته الإقتصادية، وأصبح غير قادر على توفير متطلبات بيته وأبنائه، واضطر للاستدانة من جميع معارفه لسد حاجة أطفاله أملاً في تحسن حالته مع مرور الوقت فيتمكن من تسديد ديونه، إلا أن توقعاته كانت في غير محلها، فعلى العكس تمامًا، تزايدت ديونه وتزايدت معها خلافاته مع زوجته التي لا تكف عن طلب فلوس منه رغم علمها بحالته.
لم يجد سائق «التوك توك»، أمامه سبيلًا إلا الانتحار، ليتخلص من مأساته، فلم يفكر في حالة أسرته من بعده، وأحضر جيركن بنزين قبل أن يصعد إلى سطح منزله ليكون على مرأى ومسمع من الجميع، وفتح الجيركن، وسكب محتواه كله على جسده، وألقى نظرى سريعة على القرية وأشعل النار في نفسه.
تلقى العميد طارق داود مأمور مركز زفتي، إشارة من مستشفى طنطا الجامعي، بوفاة محمد عبد الحميد كامل 47 عامًا، سائق «توك توك»، متأثرا بإصابته داخل المستشفى، بعد أن اعتلى سطح منزله بقريته تفهنا العزب، وسكب بنزين على نفسه، وأشعل النار في نفسه أمس الأربعاء، لمروره بضائقة مالية، وخلافات أسرية مع عائلته.