خريطة «منابر داعش» في الشرقية

«مساجد محافظة الشرقية خارج السيطرة، وأعضاء الجمعات الإرهابية يستخدمون منابرها لبث السموم».. كانت تلك هي أول الرصاصات التي أطلقتها أحد المسؤولين السابقين بإدارة أوقاف الشرقية -رفض ذكر اسمه- مشيرًا إلى أن محافظة «الرئيس المخلوع»، هي المفرخة الرئيسية للإرهاب، بالإضافة إلى أنها تمتلك الكثير من عتادهم.

 

وأضاف، أن محافظة الشرقية لديها العديد من الإدارات دون ائمة مساجد، وهو ما يسهل على «الجماعات الإرهابية» فرض هيمنتها على المساجد، قائلًا: «معظم خطباء مساجد القرى والمراكز بالشرقية لا يخضعون للأوقاف.. واﻷمثله كثيرة منها (مسجد نور القرآن بعزبة العلايا بإدارة بلبيس، الذي يسيطر عليه أنصار السنة، والفتح الكبير بإدارة بلبيس، ومسجد الدكتور نجم وأم القري والمغفرة، ومسجد التوحيد، الذي يسيطر عليه السلفيون)».

 

وتابع المسؤولين السابقين بإدارة أوقاف الشرقية: «ويعتبر مسجد اﻷزهر بميت أبوعلي، المنبع اﻷصلي (للسلفيين)، وهناك مسجد محمد علي النجار، والمدينة المنورة، والذي يسيطر عليهم (اﻹخوان)، ومسجد عرب الحصة»، مشيرًا إلى أن قريتي «العدوة وصبيح» من أخطر قرى المحافظة، مشيرًا إلى أن إدارة الأوقاف لا تستطيع دخول تلك القرى نتيجة سيطرة «الجماعات الإرهابية» عليها، قائلًا: «مثل العدوة مسقط رأس المعزول محمد مرسي».

 

وأكد أن عدم قدرة الأوقاف على التصدي لانصار الجماعة الإرهابية، سهل السيطرة على منابر المساجد، مشيرًا إلى أن تلك المساجد لا تلتزم بالخطبة المواحدة التي تقرها الأوقاف، قائلًا: «التيارات المتشددة والتي تعتلي منابر مساجد الشرقية لا تهتم سوى ببث السموم على الوافدين على المساجد.. ومن هنا يتوغل الفكر التكفيري والمفاهيم المغلوطة».

 

وفي سياق متصل. يقول «محمد.ع»، أمام وخطيب إحدى مساجد الشرقية، إن الكثير من المساجد بها أئمة معينون ولكن لا يأتون ﻹلقاء الخطبة، مشيرًا إلى أن قيادات «الجماعات التكفيرية»، تعتلي منابر المساجد، وهذه كارثة.. فالعديد من المواطنين البسطاء محدودي الثقافة والتعليم قد يتأثروا بهذا الكلام بل ويطبقوه في حياتهم العادية.

 

ومن جانبه أكد زكريا الخطيب، وكيل وزراة الأوقاف بالشرقية، أن محافظة الشرقية تمتلك نحو 12 ألف مسجد، ومن الصعب أن تكون نسبة اانضباط بها مائة بالمائة، مضيفًا أن هناك بالفعل إهمال لا يمكن التغاضي عنه ولكن نسبته ﻻ تتعدي 2%.

 

وعن اﻷشخاص الذين يعتلون المنابر وهم غير تابعين للأوقاف. قال القانون أعطاني حق الضبطية القضائية، ويساعدني فيها ثلاثة آخرون، وفي هذه الحالة أقوم بتحرير محضر في النيابة ضد من قام بإعتلاء المنبر وهو من خارج اﻷئمة المعينين من قبل اﻷوقاف.

 

كانت تحقيقات نيابة أمن الدولية العليا، خلال الفترة الماضية، أكدت أن نسبة كبر من الإرهاب تنحدر من محافظة الشرقية، كما تمكنت الحملات الأمنية خلال الفترة الماضية، من ضبط كميات كبرة من المواد المتفجرة والأسلحة، وهو ما يدعو للقلق والريبة.