جمال مبارك.. أدمن النفوذ والسلطة
الأربعاء، 15 مارس 2017 03:00 ص
السلطة شبيهة بالرحى، فإن لامسها المرء بلطف صقلته، وإن هي على العكس ضغط عليها مزقته إربا إربا، هكذا وصف «الحسن الثاني»_ملك المغرب_ محبي السلطة والاحتفاظ بها إلى أبد الآبدين الذي تتصدرهم مصر منذ 30 عاما بجداره، فإذا ذكرت مصر ومحبي السلطة ذكر«جمال مبارك»، لن نحتاج لتعريف من هو «أشهر من النار على العلم»، كان دائما يرفع شعار «لن أعيش إلا في جلباب أبي».
بعد حكم «مبارك» 30 عاما لمصر، لم يكن كافي بالنسبة لهم ليكتفوا من السلطة، بل وجدوا حل آخر ليجعلهم متواجدين في الصورة دائما، لينتقلوا من حكام حكموا مصر إلى حكام امتلكوا مصر، وهذا الحل كان متمثلاً في «جمال»، فما الذي يجعله يصر علي تلميع نفسه ومحاولة تسويق حقبة والده من جديد؟، وما سر تشبثه بالسلطة رغم كل ما جرى له ولعائلته بسببها وهل هناك دوافع نفسيه وراء ذلك؟ هذه الأسئلة سنحاول الإجابة عليها في السطور التالية.
يقول الدكتور «جمال فرويز» استشاري الطب النفسي، في تحليل للشخصيات المحبة للسلطة، إن هناك العديد من الأسباب التي تدفع الشخص إلى ذلك منها تملقه إلى المنصب كنوع من أنواع التعالي على الآخرين، موضحا أن أصحاب البارانويا دائما يشعرون أنفسهم الأفضل لهذا المنصب، هناك أيضا شخصيات سيكوباتية تسعى دائما إلى خدمة مصالحه الشخصية من خلال منصبه، وتطرق من ذلك إلى شخصية «جمال مبارك» قائلاً إنه من الطبيعي أن يكون من محبي السلطة فمنذ ولادته وهو ابن مسؤول، كان «مبارك» نائب رئيس الجمهورية وعمره 14 عاما، ومن قبل ذلك كان والده قائد القوات الجوية، فكان من المعهود أن يعاني من البارانويا.
وبالاتفاق مع ذلك أوضح الدكتور «عمرو هاشم ربيع» نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن أي تدرج للسلطة يجب أن يكون بالانتخاب، موضحا أن الانتهازية للوصول للحكم يعد فسادا سياسيا بحد ذاته، مؤكدا أن موقف جمال في محاولة وصوله المستمر للسلطة ما هو إلا رغبة في النفوذ والإفساد.
نشأت سلطة تحكم ومحكوم يطيع، ونشأ بينهما عقد اجتماعي يفرض بأن يقوم كل منهما بواجبه، فإذا أخلَّ فريق بواجبه حق للآخر فك العقد، والثورة_جان جاك روسو_، وعند حدوث الخلل من قبل «مبارك» اتجاه «الشعب» فك العقد وقامت ثورة 25 يناير،الذي احتل «جمال» الصدارة في اندلاعها، لتطيح بمخططاتهم إلي الهاوية، ولتنتهي بنص في القانون ينص على منع ترشح نجلي مبارك لانتخابات الرئاسة، إلا أنهم عادوا إلى الساحة من جديد، ليظهروا في العديد من المناسبات، فهم لم ولن يفعلوا ذلك لوجه الله والوطن، حيث كان الشعب معتاد على ظهورهم النادر وتعاليهم، فما الذي يسعى إليه نجلي مبارك، هل يفعل أبناء المخلوع ذلك لرد الاعتبار إلى أنفسهم، أم هناك مفاجأة جديدة.