هدد بسحق رأس الملك فاروق.. «العقاد» مفكر ذبح «الديكتاتورية»

الثلاثاء، 14 مارس 2017 01:27 م
هدد بسحق رأس الملك فاروق.. «العقاد» مفكر ذبح «الديكتاتورية»
عباس محمود العقاد
كتب- إسراء سرحان

فى 17يونيو 1930- وقف المفكر الكبير الراحل «عباس محمود العقاد»- والذى تحل ذكرى رحيلة الـ53-  وقف في مجلس النواب وقفه رجل لا يخشى في الحق لومه لائم، ليقول بصوت شجاع «فليعلم الجميع أن هذا المجلس مستعد لأن يسحق أكبر رأس في البلاد في سبيل صيانة الدستور وحمايته‏»، وكان ذلك ردًا علي الملك «فؤاد» حينما أراد إسقاط عبارتين من الدستور، ‏تنص إحداهما على أن «الأمة مصدر السلطات»، والأخرى أن «الوزارة مسؤولة أمام البرلمان».

كان معروفًا عن الملك فؤاد بعدائه للمفكرين والأدباء وبنزعته الاستبدادية المتسلطة علي الشعب، فلا نجد إلا «العقاد» في 15 أكتوبر من عام 1930 متمثلًا أمام النيابة العامة للتحقيق معه بتهمه «العيب في الذات الملكية»، وكان من الممكن أن يتدخل الملك ليعفو عنه ولكنه لم يفعل ذلك، واستمر التحقيق معه لعده أيام، ليصدر ضده أمر رسمي باعتقاله وتقديمه لمحكمه الجنايات، فحكم عليه بالحبس تسعه اشهر، وقضي العقاد مده حبسه في سجن القلعة، وبعد أن خرج من السجن أول جملة قالها إنه «سيستمر ثابتًا على مبادئه ولم يزده السجن إلا صلابة وقوة ونضالاً».

وأضافه إلى هذا الموقف، وقف «العقاد» موقفًا معاديًا للنازية في الحرب العالمية، حتى أن الدعاية النازية وضعت اسمه بين المطلوبين للعقاب، إلا انه تخوف من عقاب الزعيم النازي «أدولف هتلر»، ففر إلي السودان ولم يعد إلى مصر إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بهزيمة دول المحور.

ولد العقاد 28 يونيو عام1889- في أسوان بلاد الثقافة والجمال، لام من أصول كرديه، وأب ينتمي لمحافظه دمياط، اقتصر تعليمه علي المرحلة الابتدائية فقط ، لعدم توافر المدارس الحديثة في أسوان، كما أن موارد أسرته المحدودة لم تمكنه من إرساله إلي القاهرة لإتمام مراحل تعليمه، لم يحد ذلك من فرصه للتعلم، فاعتمد علي ذكائه، حتى أصبح صاحب ثقافة  لا تضاهي أبدًا، كما انه أتقن اللغة الانجليزية من مخالطته للسياح الوافدين للأقصر وأسوان، أصبح عضوًا في مجلس النواب المصري، وعضو في مجمع اللغة العربية لم تقتصر أعماله الأدبية علي هذا فقط، قام بتأليف 72 كتابًا كان من أشهرهم «عبقرية عمر، عبقرية محمد، التفكر فريضة إسلامية» ليتوفى العقاد في 13 مارس من عام 1964، تارك لنا إرثا كبير من الكتابات العظيمة، التي لم ولن تموت في عقول القراء ومحبي الثقافة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق