الجامعة الأمريكية: 99% من المصريات تعرضن للتحرش وكلما زاد التدين في مجتمع زاد معدل التحرش الجنسي.. أستاذة محاضرة من أمريكا: تعرضت للتحرش أثناء قدومي للندوة
الثلاثاء، 14 مارس 2017 07:15 ص
قال الدكتور هاني هنري، رئيس قسم علم الاجتماع والنفس بالجامعة الأمريكية في القاهرة، إن هناك دراسة أجرتها مؤسسة تمكين المرأة مع الأمم المتحدة عن تعرض السيدات المصريات للتحرش الجنسي، وخلصت الدراسة إلى أن 99% منهن تعرضن لتحرش جنسي من مختلف الأنواع أبسطها معاكسات بسيطة وأخرى مغلظة
وأضاف هنري، خلال ندوة «التحرش الجنسي في مصر: لماذا يحدث وكيف ينتهي؟» والتي عقدت، الاثنين، بحرم الجامعة، بالتحرير، بحضور الدكتور هاني هنري، أستاذ علم النفس المشارك ورئيس قسم علم الاجتماع وعلم المصريات بالجامعة الامريكية بالقاهرة، الدكتورة هيلين ريزو أستاذ علم الاجتماع المشارك بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن البعض ينظر إلى المرأة بأن لها حدودًا لا يجب أن تتخطاها منها اللبس المحدد وتقاليد المصريين وعدم خروجها من البيت وتعاليم الدين، مشيرا إلى أنه في حالة كسر المرأة تلك القواعد يتم لومها وعدم التعاطف معها في حالة التحرش بها.
وتابع رئيس قسم علم الاجتماع والنفس بالجامعة الأمريكية، أن الدراسة أوصت بضرورة المساواة بين المرأة والرجل منذ بداية نشأتهما كأطفال، ورصدت أن المجتمع المتدين بصورة أكبر ظهرت فيه علامات التحرش بصورة أكبر.
وأكد هنري، أن نظرية التحرش هي نظرية نسوية وأنه فعل عنصري، كما أنه وسيلة غير مباشرة لبعد المرأة عن الشارع، مشيرا إلى أن هناك بحثًا يؤكد أن التحرش فى مصر أمر طبيعي، وأن الخطأ من جانب المرأة.
وأوضح هنري قائلًا: "إنه كلما كان المجتمع متدينًا كلما زاد التحرش الجنسي فيها، متسائلا هل نستخدم الدين بشكل صحيح أم لا؟".
وأضاف، أن البعض استخدموا بعض التفسيرات حول التحرش مثل: "إن الله يعاقب الست على خروجها من البيت وهذا اعتقاد خطأ"، موضحا أن هناك ما يسمى الإحساس بالآخر، وهي مشكلة كبيرة جدا في مصر، موضحا أنه في حالة العزل يكون النوع الآخر بالنسبة إليك غامض.
في السياق ذاته، أكدت آن جستس، أستاذ مشارك ممارس في علم النفس بجامعة تولين في نيو أورليانز، لويزيانا بالولايات المتحدة الأمريكية، أنه لابد من الاعتراف أن التحرش ظاهرة فاشية في مصر، لافتة إلى أنها تعرضت للتحرش والكثير من التعليقات أثناء قدومها للندوة، وذلك خلال دقائق محدودة.
وأضافت جستس، أن التحرش له العديد من الآثار السلبية على الجانب الاقتصادي، الاجتماعي والنفسي، فضلا عن آثار قصيرة وطويلة المدى، مشيرة إلى أن أهم الآثار التي تعاني منها الشابات الضحايا هي الأمراض النفسية مثل الاحباط، ولوم النفس، والكثير من المشاعر التي تؤدي إلى الاكتئاب خاصة إذا تعرضن للتحرش في بداية حياتهن، مضيفة أنه كلما زادت حدة التحرش كلما ازدات نتائجه
وأوضحت جستس، أن هناك دراسة أجريت العام الماضي عن التحرش الجنسي للفتيات في الجيش الامريكي، اثبتت ان ما تعانيه هذه الفتيات من آلام نفسية اكثر من ويلات الحروب، وعلى رأسهم تعرضهن لاكتئاب متزامن، وارتفاع ضغط الدم، والصداع مما يؤدي إلى امراض القلب ومشكلات صحية، لافتة إلى أن التحرش الجنسي يؤدي إلى أمراض جسمانية، ومشكلات النوم، ويقلل من احترام النفس ومشكلات نفسية، مثل العزلة والانسحاب من المجتمع وعدم القدرة على رعاية الأطفال بالنسبة الأمهات، مؤكدة أنه إذا تراكمت هذه الآثار على مدار سنوات مع تكرار تعرض السيدة سيؤدي لآثار لا يمكن علاجها، تؤدي البعض للجوء للانتحار.
أما من الناحية الاقتصادية أكدت جستس، أن ضحايا التحرش في أماكن العمل، ترتفع نسب غيابهن إلى العمل، ويفقدن رغبتهن في الذهاب للعمل، مما يؤثر سلبيا على الناتج الاقتصادي والصناعة.
وكشفت أستاذة علم النفس، أن هناك دراسة أجريت منذ عامين عن العلاقة بين "العصبية نتيجة التحرش الجنسي" والتي أثبتت أن التحرش يقلل الحافز النفسي للضحايا، ويزيد من أمراض الجهاز الهضمي ويزيد حدة الأمراض بين الزوجين.