الدكتور شريف حتاتة لـ«صوت الأمة»: زواج المثليين أمر شخصى ولا يجب سجنهم.. وانفصلت عن «السعداوى» لأنها اكتسبت صفات الرجال

الإثنين، 13 مارس 2017 04:26 م
الدكتور شريف حتاتة لـ«صوت الأمة»: زواج المثليين أمر شخصى ولا يجب سجنهم.. وانفصلت عن «السعداوى» لأنها اكتسبت صفات الرجال
شريف حتاتة
حاورته - سحر حسن

الطبيب والروائى الدكتور شريف حتاتة، هو أحد أبناء الطبقة البرجوازية الذين شاركوا فى الدفاع عن فقراء المصريين فى العصر الملكى، ودفع الثمن من حياته بالسجن لمدة 13 عاما فى عهدىّ الملك فاروق والزعيم جمال عبدالناصر، ورغم ذلك يرى أن «ناصر» زعيم لن يتكرر فى حياة المصريين، ويرى أيضا أن زواج المثليين حرية شخصية٫ وقال إنه انفصل عن زوجته السابقة نوال السعداوى لأنها اكتسبت صفات الرجال ولأنه أحب زوجته الحالية وكان يجب انتهاء زواجه بسعداوى.
 
حتاته بلغ الرابعة والتسعين من عمره وما زال قلبه ينبض بالحب، وخاصة للمرأة التى لعبت دورًا كبيرًا فى حياته، وهى الزوجة الأولى ديدار الإيطالية. 
 
«صوت الأمة» حاورته على فراش المرض فقال كعادته آراء جريئة تغرد بعيدًا عن السرب ليراها الكثيرون صادمة، ويتفق معها البعض وتكشف السطور التالية فى حواره لـ«صوت الأمة» التفاصيل: 
 
 
فى بداياتك شاركت فى المظاهرات الطلابية للدفاع عن الفقراء فى عصر الملك فاروق، رغم أنك أحد أبناء الأثرياء.. ماذا كانت دوافعك؟ 
- بعد التحاقى بكلية الطب نشطت الحركة الوطنية عام 1946 وتشكلت اللجنة الوطنية للعمال والطلبة، التى نظمت إضراب 21 فبراير احتجاجًا على سياسة الملك فاروق لتعاونه مع الإنجليز، ولأننى أحد أبناء طبقة الأثرياء سمح ذلك لى بالسفر والإطلاع على الحركات الثورية فى العالم، ومن ثم تأثرت وشاركت فى المظاهرات الطلابية، والتاريخ يؤكد أن كثيرًا من الحركات الثورية فى العالم قام بها أبناء الطبقتين المتوسطة والغنية. 
 
بعض المثقفين يتمنون أن يعود بهم الزمن للعيش فى العصر الملكى.. فما تفسيرك لذلك؟ 
- كل عصر له عيوبه وميزاته، حتى النظم الاستعمارية أيضًا، ورغم موقفى الرافض للاستعمار البريطانى إلا أنه أول من أنشأ السكة الحديد فى مصر وهذه ميزة كبيرة، أما عصر الملك فاروق فكان يطلق عليه مجتمع الـ2 ٪ الذين يملكون خيرات البلد حيث كانت الفوارق الاجتماعية بين طبقات الشعب بشعة، بالإضافة إلى استعباد الفقراء، وقد شاهدت بنفسى سجونًا للفقراء داخل بيوت الإقطاعيين، أما عن انتشار ظاهرة الإشادة بالفترة الملكية وسط طبقة من المثقفين حاليًا فترجع لأن كل طبقة تبحث عما تحتاجه، فالفلاح والعامل يبحثان عن قوتهما، أما المثقف فيبحث عن الحرية الفكرية، وكان عهد الملك فاروق به حرية حزبية إلى حدٍ ما، مقارنة بعصر عبدالناصر الذى فقد فيه المثقفون حريتهم، ما جعلهم يجنحون إلى العصر الملكى أملا فى استعادة حريتهم من جديد. 
 
ماذا عن ذكرياتك عن الرئيس جمال عبدالناصر؟ 
- عبدالناصر زعيم لن يتكرر فى حياة المصريين ولم يُصَغ تحليل دقيق لعهده حتى الآن، حيث كانت لديه ميزة كبيرة عن غيره من الزعماء، فرغم أنه خرج من صفوف العسكريين الذين لا يقبلون المعارضة وهى طبيعة كل الجيوش، ولكنه كسر القاعدة وتحرر من هذه المفاهيم فتحول من شخص يميل إلى الديكتاتورية إلى شخص يخاطب الشعب ويتعلم ويتغير، والدليل على ذلك أن جميع المميزات التى حصل عليها العمال والفلاحون والمثقفون من فرص العمل والاطمئنان على المستقبل كان فى عهد عبدالناصر، ولذلك الشعب كله وقف معه وسانده عندما قرر التنحى، أما عن عيوبه فكانت من خلال الضباط الأحرار، حيث كانوا يرفضون أن يشاركهم أحد فى حكم مصر، ولم يؤمنوا بالنظام الديمقراطى لخلق مجتمع جديد، ولهذا السبب وقفوا ضده.
 
رغم سجنك لمدة عشر سنوات فى عصر «عبدالناصر» إلا أنك تشيد به.. ما أسباب ذلك؟ 
- دخلت السجن فى عهد عبدالناصر بسبب عضويتى فى تنظيم يسارى باسم الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى، وهى الحركة التى أيدته عام 1952 ولكنه كان يرفض وجود أى تنظيم آخر غير تنظيم الاتحاد الاشتراكى، وإلى حد ما كان محقًا فى ذلك، لأن جميع التيارات حاربته بعد ذلك، ومنها الوفديون والسعديون والشيوعيون والدستوريون ولذلك لم يطمئن لهم جميعًا ومع ذلك فالزعيم عبدالناصر كان من أهم السباب اعتزازى بمصريتى.
 
ما تقييمك لفترتى حكم السادات ومبارك؟ 
- بسبب فترة حكم السادات ومبارك وصلنا إلى ما نحن فيه الآن من معاناة 
 
هل نجحت ثورة 25 يناير؟ أم فشلت من وجهة نظرك؟ 
- الثورة فشلت ولكنها تركت فى التراث الثورى المصرى معالم هامة تؤثر على نضال الشعب المصرى فى المستقبل لأن من قاموا بها لم تكن لديهم خبرة فى العمل السياسى، كما أن جميع الأنظمة التى جاءت بعد ثورة 25 يناير لم تخدم الشعب، ولم تحقق العدالة الاجتماعية، بل أنها عملت ضد نجاح الثورة، ومنها المجلس العسكرى والإخوان.
 
الرئيس الحالى لمصر من الجيش، والشعب يشعر بطفرة كبيرة من خلال العديد من المشاريع.. فهل ترى ذلك؟ 
- للأسف هناك صفات مشتركة بين تلك الأنظمة وبعضها، والتغيير الذى تم حدث من خلال ارتباط النظام أكثر مع المعسكر الغربى وارتباط مصالح الحكم المحلى بمصالح الاتحاد الأوروبى والأمريكان، وكل المشاريع التى تمت كانت لصالح بنية تحتية لإدخال رؤوس الأموال الأجنبية التى تستغل الشعب دائمًا من خلال بيع خيراتنا بالرخيص والشراء بالغالى بسبب القروض والديون المتراكمة على البلد، ولكنى أعيش على الحلم لأرى البلد بشكل أفضل. 
 
بدأتَ حياتك فى جماعة الإخوان ثم انتقلت إلى الشيوعية فماذا عن هذا الاختلاف الشديد فى حياتك؟ 
- «عمرى ما انتميت للإخوان» لأنى عندما اقتربت منهم وجدتهم يفرضون سيطرتهم بالخناجر والسكاكين، فرفضت تمامًا أن أتعامل معهم.
 
كيف ترى موقف الأزهر من تطوير الخطاب الدينى الخاص بالقضايا الاجتماعية؟ 
- لا يجوز أن يكون للدولة دين، والأزهر يشارك فى الإرهاب والدليل على ذلك موقفه من عدم تكفير داعش. 
 
ما تقييمك للحالة الطبقية فى مصر؟ 
- الطبقية فى مصر تعددت بشكل كبير جدًا حتى أصبحت بين المليارديرات وبين أدنى الطبقات الاجتماعية، ما يجعل المجتمع فى صراع دائم. 
 
هل ترى أن المثقفين يؤدون دورهم المنتظر تجاه الشعب المصرى؟ 
- للأسف افتقدنا المثقفين الذين يعبرون عن جوانب الثقافة فى مصر وبدلناهم بأذرع للدولة ممن يبحثون عن مصالحهم الشخصية ليحصدوا الجوائز والسبب فى ذلك الدولة التى تعمل على تشجيع هذا المناخ لتستخدمهم لصالحها. 
 
ماذا عن الحب فى حياتك؟ 
- الحب فى حياتى كان من خلال زوجاتى الثلاث الأولى ديدار وهى مصرية إيطالية ثم تزوجت من الأديبة نوال السعداوى وآخرهن زوجتى الثالثة د. أمل الجمل الناقدة السينمائية.
 
هل مارست دور «سى السيد» على نوال السعداوى ومن ثم تم الطلاق بعد 41 عاما؟ 
- لم أمارس طوال حياتى دور «سى السيد» وعشت مع نوال حياة جميلة وأثرت فى حياتى الأدبية بشكل كبير وتعلمت منها الكثير، لكنها اكتسبت بعض صفات الرجال فى تحكمها فى كل شىء فى حياتنا ورغم أن الحياة الخاصة بيننا كانت جميلة ولكنها لم تكن سهلة لأنى تغيرت أكثر منها وكنت أكثر مرونة وتنازلت عن أشياء كثيرة ولكنها لم تحاول أن تتنازل من أجلى. 
 
لمن كان القرار بانفصالكما؟ 
- قرار انفصالنا قرار مشترك لأن الحب دخل حياتى من جديد من خلال زوجتى الثالثة د. أمل الجمل ولأنى مؤمن بالحب قررت ألا أكمل حياتى بدون حب مع السعداوى. 
 
إحدى المؤسسات الصحفية رفضت نشر مذكراتك وخاصة اعترافك باغتصابك.. فهل مازلنا ندفن رؤوسنا فى الرمال لعدم الاعتراف بمشاكلنا الاجتماعية وحلها؟ 
- اغلب الانحرافات المتعلقة بالجنس حتى اليوم تمارس سرًا ويرفض المجتمع الاعتراف بها، والإعلان عنها لإمكان التصدى لها، لنظل دائمًا نعانى من نفس المشاكل بدون حلول، ومنها زواج المثليين. 
 
هل توافق على زواج المثليين؟ 
- لا أشجعه ولكنه أمر شخصى ولا يجب سَجن من يمارس ذلك لأن أى عادة شخصية تمارس بين الناس ولا تضر بالآخرين «مالناش دعوه بيها وكل واحد حر فى حياته وهناك رجال يلجؤون للمثلية للهروب من المشاكل مع النساء والعكس صحيحو، وهذا الأمر موجود فى العالم كله ولكن المجتمع يهتم بهذه الأشياء ويكبرها وإحنا مش عارفين نزرع أرض نأكل منها!»
 
ولكن.. زواج المثليين ضد الدين؟ 
- لا أتعامل مع القضايا الاجتماعية من خلال الدين، فهل المخدرات يحللها الدين؟! ومع ذلك فهى موجودة. 
 
ما تقييمك لنسب الأبناء للأم؟ 
- وما المانع أن ينسب الأبناء للأم وهى التى تحمل وتلد وتربى فإذا أقر المجتمع ذلك فليست هناك أى مشكلة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة