لماذا اغتالت قوات الحرس الثوري الإيراني قائد ميلشيا «حزب الله» في سوريا؟
الجمعة، 10 مارس 2017 10:14 مكتبت- هانم التمساح
اتهمت مصادر لبنانية، «قاسم سليماني» القيادي بالحرس الثوري الإيراني، بالوقوف خلف جريمة اغتيال القائد العسكري بمليشيا حزب الله «مصطفى بدر الدين»، المكنى بـ«ذو الفقار»، بسبب عدم انصياع الثاني لتعليمات إيران أثناء مشاركة الحزب في الحرب بسوريا.
وكشفت المصادر لـ «صوت الأمة»، عن تفاصيل جديدة حول عملية التخلص من «بدر الدين»، وسر كراهية إيران، وقائد ميليشيا «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني للراحل «بدر الدين».
وقالت المصادر: «سليماني كان يتجاهل خبرة بدر الدين الكبيرة، ويطمح ليقود المعركة بأسرها، وأن قائد مليشات حزب الله كان يخاطر بحياته في الميدان مرة تلو الأخرى، ويقود عناصره لانتصارات كبيرة، كما يأخذ المسؤولية على الخسائر التي تكبدها الحزب عندما يكتشف أن سليماني يفضل دفع عناصر الحزب إلى المعركة ليقوم بحماية الجنود الإيرانيين، ليقوم بمعارضته ويطلب منه أن يقود عناصر الحزب بنفسه حسب قراراته، ومعرفته، وخبرته.
وتابعت المصادر: سبب خلاف بدر الدين وصدامه المستمر مع سليماني مشكلة لطهران، مما دفعها للتخطيط للتخلص منه، ولتستمر محاكمته الغيابية في المحكمة الدولية بقضية اغتيال «الحريري»، مما شكل أيضًا ضغوطا كبيرة على حزب الله، ولفتت المصادر إلى إلحاح من قبل سليماني على «حسن نصر الله»، وطلب إزاحة بدر الدين من طريقه، وثانيًا من مسألة المحكمة الدولية صمم أن يجد طريقة للتخلص من هذا المقاتل.
وأضافت المصادر: في 13 مايو من العام الماضي عندما أعلن حزب الله اللبناني مقتل القيادي البارز مصطفى بدر الدين داخل سوريا، لم يت كشف أي تفاصيل عن العملية، ولكن بعدها بيومين تلاها معلومات تفيد أن بدر الدين قتل بقنبلة فراغية، ولكن على الرغم من تأكيده أن هناك 3 أشخاص كانوا يصطحبان بدر الدين لمطار دمشق، إلا أنه الوحيد الذي قتل، ليكتشف أن الأشخاص هم بدر الدين، وكشف عدد من الأشخاص أنهم شاهدوا قاسم سليماني يترك الموقع قبل دقائق من العملية ويتضح أن الاجتماع كان بمبنى أمني بالقرب من مطار دمشق، وأن بدر الدين تلك الليلة كان مع عدوه الكبير قاسم سليماني، الذي على ما يبدو هو من خطط المؤامرة وعرف أن يترك المكان في الوقت المناسب، في دقائق قبل الاغتيال، بينما الشخص الثالث كان المرافق الشخصي لبدر الدين، والذي لم ينقذ قائده، وحسب شهود عيان فإن الشخص الرابع هو «إبراهيم حسين جزيني»، هذا رجل الحزب الذي انتظر للحظة المناسبة ليقوم بالقضاء على صديقه «مصطفى بدر الدين».
يذكر أنه في عام 2013 طُلب من حزب الله القتال في سوريا، وقام زعيم الحزب «نصر الله» بتكليف قائده مصطفى بدر الدين ليقود عناصره هناك، ومعه أرسلت إلى سوريا قوات الحرس الثوري الإيراني بقيادة « قاسم سليماني».
وأعلن حزب الله في 13 مايو 2016 مقتل مصطفى بدر الدين في معارك بسوريا، وهو الأمر الذي صدقه الشارع اللبناني، ولكن ما لبث أن تحول التسليم بالرواية إلى إثارة الشكوك حول موته، الأمر الذي انكشف بعد 10 شهور من موته.
مصطفى بدر الدين قيادي بارز في حزب الله اللبناني، يعتبر من الأسماء المؤسسة للحزب، اتهم بتنفيذ تفجيرات في الكويت ولبنان، وأسس حزب الله بالعراق، واتهم بالمشاركة في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الراحل «رفيق الحريري».
ولد مصطفى بدر الدين الملقب بـ«ذو الفقار» في 6 أبريل 1961 بمنطقة الغبيري بلبنان، وهو شقيق زوجة القائد العسكري السابق لحزب الله «عماد مغنية».