«أنفاق داعش».. تحمي تاريخ العراق

تعد الأنفاق السرية أحد أهم السياسات التي يعتمد عليها التنظيم الإرهابي داعش، في تسيير أحواله داخل البلاد التي يسيطرعليها، حيث يعتمد عليها في التخفي والتنقل بين المناطق وبعضها داخل المدن، وكما أفاد أحد ضباط الجيش العراقي، فإن تلك الأنفاق الطويلة التي كانت تحفر في باطن الأرض كانت تستخدم في الرصد أيضًا، حسب ما ذكرت الوكالة الروسية.

وعند قيامه بحفر الأنفاق تحت مدينة الموصل التاريخية، لم يكن يتوقع داعش أن هذا الحفر سوف يحافظ على تاريخ العراق، فتلك الأنفاق سهلت الكثير من العناء لعلماء الآثار، ووفرت ميزانية كبرى يتم صرفها على عمليات البحث عن الآثار الدفينة هناك، حيث تم اكتشاف زوج من التماثيل يعود تاريخهما إلى 600 عام قبل الميلاد، على هيئة ثور مجنح والمعروفة أثريًا باسم «الثور الآشوري المجنح»، وذلك عن طريق الصدفة في الأنفاق الموجودة بالجزء الشرقي في المدينة، حسبما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية.

وأشارت الصحيفة إلى اكتشاف ألواح أثرية مصنوعة من الرخام ومكتوب عليها باللغة المسمارية القديمة (الكتابة الآشورية)،مضيفة أن علماء الآثار يتسابقون مع الزمن لإنقاذ القطع الأثرية التى تم اكتشافها، ويجرون حالياً اتصالات مع خبراء المتحف البريطاني للمساعدة في أي أبحاث أوعمليات ترميم تحتاجها الآثار المكتشفة.

وأكدت الصحيفة أن الآثار لم تقع تحت أيدي التنظيم الإرهابي حيث وجدت في حالة جيدة ولم تتضرر.

ووفقا لوكالة فرانس برس، ذكرت ليلى صالح، رئيس مصلحة الآثار في المنطقة، أن هناك أكثر من 100 قطعة من الفخار وجدت في حالة جيدة، ويعتقد إن داعش عثر عليها في منزل في الموصل ووضعها في النفق دون أن يدمرها.