«دمياط».. قلعة «السلفيين» لتجنيد الأطفال

الخميس، 09 مارس 2017 05:31 م
«دمياط».. قلعة «السلفيين» لتجنيد الأطفال
الدعوة السلفية
تحقيق- محمد الشرقاوي

جلابيب و«غُتر» بيضاء، ولحى تميزوا بها عن بقية الرجال، ليست قصيرة ولا مهذبة، ظهورهم لا يقتصر على يوم «الجمعة» من كل أسبوع؛ فهم الأكثر نشاطاً في الشارع المصري، بعد عزل جماعة الإخوان الإرهابية، غير أن المحافظة الساحلية «دمياط» كانت أكثر حراكًا عن نظرائها في عقل التيار السلفي خاصة «الدعوة السلفية».

في يناير الماضي، ذكرت مواقع سلفية أن اللجنة الشرعية لإصلاح «ذات البين» بالدعوة السلفية بدمياط، نجحت في الصلح بين عائلتين بمركز فارسكور، وأنه تم الصلح بين عائلة «سيد الأهل»، وعائلة «القرم» بقرية «كرم ورزوق» التابعة لمركز فارسكور، وأنه تم دفع الدية الشرعية لعائلات سيد الأهل.

الصلح تم بمفاوضات سبقت المؤتمر الجماهيري الذي حضره كبار رجال الدعوة السلفية على رأسهم الدكتور عبد الرحمن البكري عضو مجلس النواب عن حزب النور، والدكتور البخاري إبراهيم الأستاذ بجامعة الأزهر، والدكتور مصطفى السندروسي.

                              اللجنة الشرعية                            

خلف الحضور كانت «لافتة كبيرة» مكتوب عليها «اللجنة الشرعية لإصلاح ذات البين – الدعوة السلفية»، كان من الممكن أن يتم الصلح بعيدًا عن اللافتة الكبيرة وإظهار التواجد الميداني، يقول عوض الحطاب، القيادي بجبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، في تصريحات لـ «صوت الأمة» إن التيار السلفي ينتشر بشكل كبير في المحافظة عن طريق العمل الدعوي المستمر بقوة برغم تصريحات وزارة الأوقاف على عدم وجودهم والتحركات في الشارع.

                              اللجنة 4كعادة «الدعوة السلفية» لا تدعو إلى فكر في البداية إنما تدعو للإسلام المجرد بعيدًا عن أي مآرب سياسية وهو الظاهر، إلا أنها تستغل ذلك في كسب شعبيتها يكمل «الحطاب» أن ذلك يعطيها القدرة على توسيع الدائرة الشعبية للتيار السلفي وأنه أصبح بديلًا عن الإخوان بقوة.

يتابع «الحطاب» أن التيار السلفي ينتشر في الشارع الدمياطي عبر جمعيات أنصار السنة ودعوة الحق والجمعيات الشرعية، غير أن مكاتب حزب النور لها تنشط وبقوة.

المحافظة في عقل الإسلاميين

دمياط من أكثر المحافظات التي تشهد تواجدًا لتيارات مختلفة من الجماعات ذات الأيدلوجية الدينية، بحسب القيادي المنشق عن الجماعة الإسلامية: «الدعوة السلفية، الجماعة الإسلامية، الإخوان، التوقف والتبين، وجماعات التكفير بأطيافها»، خاصة في مناطق «كفر سعد والزرقا وعزبة البرج».

وبحسب مصادر أمنية لـ«صوت الأمة» فإن المحافظة كان «محظورة» على شيوخ بعينهم من منذري التيار السلفي بأنواعه (الجهادي والدعوي والتكفيري) على رأسهم محمد حسان وفوزي السعيد – سبق اتهامه بقيادة تنظيم الوعد وتمت تبرأته بحكم المحكمة العسكرية، وأبو إسحاق الحويني.

غير أنها باتت مفتوحة في الفترة التي تلت ثورة يناير، وأصبحت ساحة لمنافسة شرسة بين السلفيين والإخوان، في الفترة التي تلت 25 يناير 2011، للسيطرة على الشارع الدمياطي.

سعى كلا الطرفين للسيطرة على أكبر عدد من مساجد المحافظة، والتي استغلها الطرفان في حشد أكبر عدد من المقاعد البرلمانية في انتخابات مجلس الشعب 2012، الأغلبية فيها كانت للنور السلفي.

ولما تحظى به المحافظة في عقل التيار السلفي من مكانة، اختصها ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية والمسيطر الفعلي على مفاصل الأمور بداخلها، بزيارة حاضر خلالها مريدوه بتاريخ 18 فبراير 2011، في مسجد «التوحيد» بمنطقة «المظلوم»، وبصحبته الداعية سعيد عبد العظيم.

«برهامي» كان بالنسبة لسلفيين المحافظة «طموحًا» يتطلعون للقاءه، وزيارته مثلت لهم انتصارًا في وجه الدولة، وشهد يوم الزيارة احتشاد الآلاف.

 

أبرز القيادات وطرق العودة

لم تكن منطقة «المظلوم» وحدها، حيث أعقب زيارة «برهامي» أول مؤتمر جماهيري حاشد في قرية «غيط النصارى»، حضره كلا من طارق الدسوقي وخالد والى والشيخ محمد الطويل - رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية –، وكلها قيادات مثلت الحزب فيما بعد في الانتخابات البرلمانية 2012، إضافة إلى قيادات سماهم عوض الحطاب: يحيى حمزة وعبد الحميد العوادلي ومحمد الطويل، وعشرات الشيوخ بمدينة السرو التي تعد من أكبر البؤر السلفية في المحافظة.

اختفى التواجد السلفي مرة أخرى بعد ثورة 30 يونيو 2013، وأعلن أعضاء التيار السلفي بالمحافظة دعمهم للدولة امتثالًا للقيادة العليا للدعوة، وذراعها السياسي «حزب النور».

يشير عوض الحطاب، إلى أن التغييرات التي طرأت على الساحة السياسية وعزل الإخوان عن الحكم، واختراق الجماعات من الإخوان والجماعة الإسلامية والجهاد والتكفير، كان واجبًا على التيار السلفي الاختفاء ليضمن وجوده، خاصة وأن أدبياتهم تعتمد منهج عدم الصدام مع الدولة.

يتابع: السلفيون تعرضوا لضربة قاصمة خاصة أن انخراطهم في العمل السياسي قلل من نشر دعوتهم وبالتالي انخفضت شعبيتهم في الشارع الدمياطي، إضافة إلى أنهم تعرضوا لحرب نفسية وتشويه من التكفيريين والإخوان، لكي لا يكون لهم توجد سياسي، خاصة وأن العداء بين تلك الجماعات عقائدي وفقهي وسياسي، وتزامن ذلك مع اختفاء شيوخهم خاصة محمد حسان وحسين يعقوب ومنعهم من الظهور.

وللعودة إلى الشارع انتهجت الجماعة السلفية العمل المجتمعي بشوادر الغذاء والسلع التموينية وجلسات الصلح والتي زادت حدتها مع اقتراب انتخابات المحليات.

لجأ التيار السلفي إلى مجموعة من الشيوخ ممن لهم شعبية في الشارع الدمياطي، على رأسهم «مصطفى العدوي»، والذي توالت زياراته للمحافظة خلال الثلاث أشهر الماضية وبالتحديد مدينة «السرو»، لإلقاء محاضرات شرعية، أخرها كان الثلاثاء 7 مارس الجاري.

 

 مناطق التمركز

رصدت «صوت الأمة» المساجد التي يسيطر عليها التيار السلفي في المحافظة، وهي كافة مساجد قام ببنائها السلفيين، جمعية أنصار السنة المحمدية٬ ودعوة الحق٬ أهمها على نطاق مراكز المحافظة: «مجمع الإيمان بالشهابية٬ ومجمع المظلوم بدمياط٬ والمجمع الإسلامي الخيري بالسنانية٬ ومسجد دعوة الحق بدمياط٬ ومجمع الإيمان بالسنانية».

إضافة إلى: «المجمع الإسلامي برأس البر ومسجد قباء بدمياط٬ ومجمع الفتح بشط الملح والخضري، ومسجد الفتح الإسلامي (بجوار المعدية) بمدينة السرو، ومسجد قباء بالزرقا».

ومساجد أخرى بـ «كفر البطيخ، وكفر العرب وشرمساح وأم الرضا والركابية وميت الخولي»، وعن دمياط الجديدة فهي ملجأ لعناصر جماعة الإخوان.  

 

براعم السلفيين

إن إعداد جيل سلفي أمر ليس بالهين، فالأطفال أبناء أعضاء الدعوة عناصر فعالة أيضًا، حيث يخضعون لدورات تدريبية تسمها «طلائع الدعوة السلفية».

ويتضمن البرنامج التدريبي للطلائع بحسب أحد مدربي الدعوة لـ«صوت الأمة»: محاضرات في العقيدة يتم فيها تدريس مجموعة من الكتب تختلف بتنوع الأعمار هي «منة الرحمن في نصيحة الإخوان، لا إله إلا كلمة النجاة، وشرح العقيدة الواسطية وشرح كتاب الإيمان».

ومحاضرات في السيرة النبوية تعتمد على كتاب «رحيق المختوم»، وغيرها من الكتيبات صغيرة الحجم لمصطفى العدوي ومحمد حسين يعقوب وأبو إسحاق الحويني.

ومن ضمن البرامج رحلات وبرامج ترفيهية على المصايف، أخرها ما نفذته الدعوة بمنطقة أم الرضا التابعة لمركز كفر البطيخ.

 

 
 
 
جلسات للأطفال
 جلسات للأطفال 2

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق