«الميليشيات الشيعية».. سلاح طهران لتنفيذ أطماعها

الثلاثاء، 07 مارس 2017 12:14 م
«الميليشيات الشيعية».. سلاح طهران لتنفيذ أطماعها
الميليشيات الشيعية - أرشيفية
كتب- محمد الشرقاوي:

قالت دراسة لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن دراسة جماعات العنف حول العالم تتطلب إلقاء نظرة أوسع على الجماعات الإرهابية، وفهم أنها تتغذى من الخطابات الطائفية لبعضها البعض، فتنظيم «داعش» لا يستخدم وحده خطابات طائفية، بل إن الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في العراق وسوريا ولبنان تستخدم أيضًا خطابًا طائفيًا.

المجتمع الدولي نسي الوجه الآخر للإرهاب، تقول صاحبة الدراسة «حنين غدار»، متخصص الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون، إن إيران تستخدم خطابًا طائفيًا مناهضًا للسنة عمومًا والتكفيريين بشكل خاص؛ من أجل تجنيد المحاربين، من أجل إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش».

  ميليشيات شيعية
ميليشيات شيعية

انتهاكات طائفية

وتابعت الدراسة أن الميليشيات الإيرانية المسلحة ترتكب انتهاكات في المنطقة، خاصة في العراق وسوريا، وسوقت لمعاركها على أنها ضرورية للدفاع عن الهوية الشيعية وأنها معركة «مقدسة» من شأنها أن تمهد الطريق لظهور المهدي المنتظر، أي «الإمام الثاني عشر».

واستطردت أن طهران نجحت في إدماج «وحدات الحشد الشعبي» في الجيش العراقي، وسيطرة «حزب الله» على مؤسسات الدولة في لبنان، ولذا فإن الحل العسكري لمواجهة تلك الميليشيات أمر ليس بسيط.

 الحشد الشعبي
الحشد الشعبي

تكمل الباحثة: «لقد ساهم حدثان أساسيان في وضع المنطقة على مفترق طرقٍ في السنوات الثلاث الماضية هما: ظهور «داعش»، والاتفاق النووي الإيراني في 2015، وبينما كان العالَم يركّز على هذين الحدثين وتداعياتهما في المنطقة وأوروبا والولايات المتحدة، كانت إيران تعمل بانتظام من أجل تحقيق هدفيها الأساسيين، وهما تعزيز هيمنتها الإقليمية وربط طهران عبر العراق وسوريا بجنوب لبنان، وتنفيذها كلا الهدفين من خلال توفير ممر جغرافي يمتد عبر الدول الثلاث، والاستحواذ على القرار السياسي في العواصم الثلاث: بغداد ودمشق وبيروت.

مخطط إيراني

وتشير الدراسة إلى أن طهران أنجزت مخططتها الإقليمي في التوسع بالمنطقة بمساعدة المجندين الشيعة الجدد من لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان، وباتت تمتلك جيشًا  قوميًا للشيعة، يخضع للحرس الثوري الإيراني، تتمثل مهمته في توفير ممرات شيعية في سوريا - أسمتها الدراسة «سوريا المفيدة» - تمر إلى الحدود العراقية، حيث تمارس «وحدات الحشد الشعبي» نشاطًا كبيرًا، ولإنشاء الممر الشيعي تطلب من إيران إخلاء تلك المنطقة من السنة، وتأمينها من قبل الميليشيات الشيعية خاصة «حزب الله»، وذلك لأن هناك قيادة الحرس الثوري لا تثق في الجيش السوري.

وتوضح الدراسة، أن الميليشيات الشيعية قادت مخططًا لتغير التركيبة الديمغرافية «المجتمعية»، منها ما نفذه حزب الله في عام 2013 في منطقتي «القصير والقلمون»، تم إجلاء مئات الآلاف من السنة بحمص، كذلك نقل عائلات عراقية شيعية إلى سوريا من أجل إعادة تأهيل ضواحي دمشق، وأن حركة «حزب الله النجباء»، - قوة شبه عسكرية شيعية عراقية - أشرفت على تلك العملية.

نازحون سوريون
نازحون سوريون

تقول الدراسة، إن الممر السوري مهم لإيران لأنه سيكون بمثابة الجسر الذي سيربط طهران بجنوب لبنان، وسيشكل طريقة أرخص بكثير وأقل صعوبة لنقل الأسلحة والمعدات والمقاتلين، الأمر الذي ستواجه جموع السنة بالغضب رفضًا للهيمنة الإيرانية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة