«الظواهري والقاعدة».. صراع أبناء الشيطان مع الإرهابيين
الثلاثاء، 07 مارس 2017 12:11 م
تشهد الساحة الإفريقية تغيرات جذرية في وضع الجماعات الإرهابية، تدفع نحو تزايد حالة الصراع في شمال القارة السمراء، خاصة بعدما أعلنت كبريات جماعات العنف في الصحراء الكبرى ودول الساحل الإفريقي ذات الأيدلوجية الدينية، والتابعة تنظيميًا إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، عن الاندماج في تكتل إرهابي جديد أسموه «جماعة أنصار الإسلام والمسلمين».
4 جماعات، هي قوة التنظيم الجديد، أعلنت عن مبايعتها لأمير جماعة أنصار الدين «إياد أغ غالي»، أميرًا للتنظيم، وتتكون من جماعة أنصار الدين، وإمارة الصحراء الكبرى، وهي «6 كتائب تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، أميرها يحيى أبو الهمام، وكتيبة المرابطون «جناح الجزائري مختار بالمختار»، وحضر نائبًا عنه الحسن الأنصاري نائبه، وكتائب ماسينا، وأميرها «حمدو كوفا»، وأبو عبد الرحمن الصنهاجي، «قاضي منطقة الصحراء»، معلنين الولاء لأمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وأبو مصعب عبد الودود، أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
الحالة الداعشية
التحالف الجديد جاء في ظل دعوات تنظيم داعش الإرهابي، إلى تحويل منطقة غرب إفريقيا إلى ساحة جديدة لنقل الصراع إليها، في ظل الهزائم المتكررة بكل من سوريا والعراق، بعدما انتهى في ليبيا، بعد طرده من مدينة سرت عاصمته السابقة.
داعش الإرهابي، دعا في أخر إصداراته، عناصره إلى الهجرة إلى منطقة غرب إفريقيا، معتبرًا أنها منطقة استراتيجية تعاني من الاحتلال الفرنسي، وتشهد اضطهادًا للمسلمين، وذلك في ظل بحثه عن ساحات أخرى للانتشار، للهروب من ضربات التحالف الدولي.
يساعد من سهولة انتشار داعش في تلك المنطقة، وجود جماعة «بوكو حرام» الموالية لداعش، في تلك المنطقة، وتمثل حاضنة قوية للتنظيم الإرهابي.
وبدأ ظهور«داعش» في شمال إفريقيا في بداية عام 2014، عندما تمكنت عناصر مسلحة، تابعة للتنظيم، من السيطرة على مناطق واسعة في ليبيا، ليحاول التنظيم بعد ذلك التمدد بالبلدان المجاورة، وشن هجمات مسلحة في كل من الجزائر وتونس، محاولًا استثمار الأوضاع السياسية غير المستقرة بالمنطقة، التي تشهد تواجدًا قاعديًا، تزايد في الآونة الأخيرة، وهو ما ينذر بوقوع اقتتال بين الطرفين.
في دراسة لمركز «السكينة» لدراسات الإسلام السياسي، قالت إن المنطقة تشهد تطورًا كبيرًا حول جماعات العنف، خصوصًا أن المنطقة تشهد نشاطًا مكثفًا للمهربين والمتمردين والجماعات المسلحة، التي من أبرزها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي القريب من منطقة الساحل والصحراء.
وتابعت الدراسة، أنه بالرغم من الضغوط العسكرية الشديدة على «تنظيم داعش»، في مختلف جبهاته في العراق وسوريا، إلا أنه يحاول توسيع حضوره في شمال إفريقيا، ولا يبدو مرحبًا به حتى من قبل «الجماعات الإرهابية» الأخرى، خاصة في دولة «الجزائر».
أشارت الدراسة، إلى أن «الجزائر» باتت مسرحًا للتنافس بين تنظيمي «داعش والقاعدة»، ما دفع السلطات الجزائرية إلى رفع حالة التأهب، وتكثيف المراقبة بالمناطق الحدودية، مضيفةً أن كل طرف منهما يحاول إثبات وجوده، من خلال الهجمات المسلحة والعمليات الانتحارية، الأمر الذي رفضه التنظيم التابع لأيمن الظواهري الذي تبني حربًا كلامية ضد أبناء البغدادي.
الاستعداد للمواجهة
وأرجعت الدراسة، أن إنشاء التكتل القاعدي الجديد «جماعة أنصار الإسلام والمسلمين»، الذي تم الإعلان عنه في الأيام الماضية؛ جاء لمواجهة التواجد الداعشي، والذي يوجد بشكل علني في عدة دول: (ليبيا والجزائر وتونس ونيجيريا ومالي والنيجر)، ودول أخرى كخلايا نائمة هي: (المغرب وموريتانيا والسودان).
وأكملت الدراسة، أن المواجهة بين التنظيمين في شمال إفريقيا لا تزال على المستوى «الديني الفكري»، ولم تتطور بعد إلى مواجهات عسكرية كما حدث في سوريا، غير أن كلا التنظيمين يسعى لاستقطاب المقاتلين، مشيرة إلى أن «داعش» نجح في استقطاب أكثر من 3000 مغربي، و5000 تونسي للقتال في سوريا والعراق، وهي أعداد يمكن أن يستعملها في الشمال الأفريقي، في حين تحافظ القاعدة على أنصار «الفكر المتطرف» في الجزائر.