«مونوريل» مصر.. ترام معلق استلهم المصريون فكرته من «والت ديزني»
الثلاثاء، 07 مارس 2017 12:06 صكتب- شريف علي
منذ فترة أثيرت قصة إنشاء خط جديد «للمونوريل» أو الترام المعلق بين الجيزة ومدينة 6 أكتوبر وتم الترويج للأمر على أنه فكرة جديدة على مصر، لكن الواقع هو أن تلك الفكرة تم بحثها في مصر منذ أكثر من نصف قرن.
ففي منتصف الستينيات، طلب الدكتور عبد القادر حاتم نائب رئيس الوزراء للثقافة والإرشاد القومي، وزارة الإعلام والسياحة والأثار، تقديم التفاصيل الخاصة بمشروع الترام المعلق في القاهرة، وجاء هذا الطلب بعد أن أجريت الدراسات المتعلقة بهذا المشروع، ونفقات تشغيله، التي كشفت إن إنشاء خطوطه الأولى في القاهرة لن يستغرق أكثر من عام، وإنه الحل المثالي لمشاكل المواصلات في القاهرة حتى عام 2065.
فى واقع الأمر بدأت فكرة الترام المعلق بمصر كوسيلة للترويج السياحي، ضمن عدة مشروعات شملت «تلفريك» يصل القاهرة بجبل المقطم، ثم تطور الأمر ليتحول «المونوريل»، من هدف سياحي إلى حل عملي لمشاكل المواصلات في تلك االفترة بحسب تأكيدات العديد من خبراء النقل وقتها.
خلال الستينيات كان «المونوريل» بديلاً مثاليًا لمشروع مترو الأنفاق، الذي ظل موضع بحث منذ العشرينيات وحتى أواخر السبعينيات، وحينها أثيرت قضية طبيعة التربة الطينية الرخوة أسفل شبكات الكهرباء، والمياه، والصرف الصحي في شوارع القاهرة، وهو ما سيزيد من تكاليف إنشاء مترو الأنفاق، إلى مليون جنيه في الستينيات بحسب التقديرات وقتها، عقبة أخرى حالت دون تنفيذ مشروع المترو حينها تمثلت في إغلاق الشوارع التي سيتم حفر مسار المترو فيها والخوف من تأثيره على أساسات المباني بها.
لتلك الأسباب اتجه التفكير لمشروع «المونوريل»، الذي استلهم المهندسون المصريون فكرته من القطار المستخدم في مدينة ملاهي «والت ديزني»، وتم التخطيط لإنشاء 10 خطوط «للمونوريل»، تبدأ من التحرير و تنطلق إلى مطار القاهرة، ومصر الجديدة، والجيزة والأهرامات، والدقي ومدخل القاهرة الشرقي، وامبابه، ومدخل القاهرة الشمالي، والمطرية، والزيتون، ومدينة نصر، والدراسة، والقلعة، وجبل المقطم، وحلوان، وطريق الأوتوستراد، والمعادي.
وتقرر حينها أيضًا إنشاء خط سياحي يمتد بطول كورنيش النيل من مدخل القاهرة عند شبرا الخيمة وحتى حلوان، علاوة على ربط نهايات الخطوط جميعًا بخط دائري يربط أطراف القاهرة ببعضها، ويوفر وسيلة انتقال سريعة دون الحاجة إلى الانتقال داخل المدينة، وقد تطورت تلك الفكرة فيما بعد لتصبح الطريق الدائري، أما فكرة «المونوريل»، فتم صرف النظر عنها لصالح مشروع مترو الأنفاق.