سعد الدين الهلالي في ندوة «تجديد الخطاب الديني»: الإسلام حث على التسامح.. وتخطي العلماء لاختصاصاتهم تسبب في تشتت متلقي العلم.. والشباب قادر على تحديد محاوره لمساعدة الفلسطينيين
السبت، 04 مارس 2017 11:52 ص
انطلقت، اليوم السبت، فعاليات ندوات «تجديد الخطاب الديني لدعم القضية الفلسطينية»، وألقى الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، المحاضرة الأولى والتي حملت عنوان «تجديد الخطاب الديني لدعم القضية الفلسطينية».
وأكد «الهلالي» خلال محاضرته بالندوة، أن المسؤولية هي أن ينصركم الله ويثبت أقدامكم، مشيرًا إلى أن الدين قدم العديد من الدروس التي تبني الأمم، مشددا على ضرورة التمسك بها.
وأضاف أستاذ الفقه المقارن، أن الله يحاسب كل شخص على قدر عمله وعقله، مستندا على الآية القرآنية التي تقول «لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا»، مشيرًا إلى أن الآية تدعو إلى الهدوء وعدم القلق، والانسياق وراء المخاوف، لافتًا إلى أن الدين له نصوص وليس فكرا، في إشارة إلى عدم الانسياق خلف الادعاءات الواهية.
وتابع: «بعض المساجد تحصل على قدسية خاصة، ولو نظرت إلى مسجد الحسين في مصر، وتم دعوتك لزيارته من الممكن أن تقول لقد زرت مسجدا سابقًا، وقد يرى البعض أن المسجد هو أحد المساجد التابعة لآل البيت وله قدسية خاصة»، مشيرًا إلى أن «الأمثلة السابقة تنطبق على العديد من البشر في كافة الأديان السماوية، في رسالة إلى أن أسماء المساجد تطلق من قبل البشر، وأن جميعها متشابه عند الله»، مشيرًا إلى أراء بعض فقهاء الدين الكبار في هذا الأمر، وكان أبرزهم ابن كثير.
وأضاف أن الجميع مؤمنين سواء كان الصلاة في مسجد أو كنيسة، مشددا على ضرورة تقدير المزارات الدينية للأديان الأخرى، لافتًا إلى أنها دليل على التسامح الذي حث عليه الدين الإسلامي، ومن يخالف ذلك فهو يعبر عن أفكار شخصية، لا تمثل سوى ذاته.
وشدد «الهلالي» على ضرورة تطبيع التخصص، مشيرًا إلى تجاوز بعض العلماء تخصصاتهم، مضيفا أن العديد من العلماء يتخطون اختصاصاتهم، وهو ما يسبب التشتت لمتلقي العلم، وما يسبب مشكلة كبيرة، كما شدد على ضرورة التزام أستاذ الحديث بعلوم الحديث فقط، وأستاذ الفقه بالفقه، لافتًا إلى أن كل عالم في مجاله يمتلك ثوابت يجب أن يرسخها في عقول المستمعين له، وذلك من خلال الثوابت الدينية التي درسها.
وأشار إلى أنه لن يتأخر في تقديم المعلومات للحضور بالندوة، مازحًا: «أنا موجود معكم للفجر»، وعاد «الهلالي»، إلى المحاضرة مرة أخرى، مستشهدا ببعض الأمثال بين العلماء في قديم الأزل، لافتًا إلى ضرورة تحكيم العقل في كافة ما يتم نقله عن ألسنة الأشخاص.
وفي الختام قال الدكتور سعد الدين الهلالي، إنه على الشباب كتابة توصية هامة تساهم في تجديد الخطاب الديني وتدعم أبناء فلسطين، مطالبًا الشباب بالتجمع والتوافق على التوصيات التي يمكن تنفيذها وتحقيقها على أرض الواقع، لافتًا إلى أن الشباب على دراية كاملة بكافة الأحداث، وبالأبعاد الخاصة بالقضية الفلسطينية، وقادر على تحديد محاور يمكن من خلالها مساعدة الفلسطينيين.
يذكر أن محافظة البحر الأحمر، تستضيف، ندوة «حول تجديد الخطاب الديني لدعم القضية الفلسطينية»، ومن المقرر أن تستمر الندوة حتى الغد، وتنقسم إلى أربع جلسات على مدار اليومين.