محمد صبحي.. صانع البهجة الحزين
الجمعة، 03 مارس 2017 10:40 منهى سعيد
علاقته بالفن بدأت منذ كان طفلًا صغيرًا يسكن في منطقة الشريف، القريبة من شارع الفن، شارع محمد على، فشجعته هذه البيئة المليئة بدور العرض والمسارح والفنانين على مشاهدة الأفلام، ومتابعة الفن ونجومه، واليوم وبعد أن أصبح واحدًا من أشهر نجومه يحتفل الفنان الكبير محمد صبحي بعيد ميلاده السبعين، وسط أبنائه وأصدقائه ومحبيه.
بالطبع سعادة الفنان الكبير محمد صبحي هذا العام لن تكون مكتملة بسبب غياب زوجته الراحلة نيفين رامز، التي رحلت منذ أشهر قليلة تاركة معه مزيدا من الحزن والألم والوحدة، فهذا هو عيد الميلاد الأول الذي يمر بدون أهم شخص في حياته.
إذا نظرنا لنجاح محمد صبحي طوال مشواره سنجد أن نسبة كبيرة من نجاحه كانت تشاركها به زوجته الراحلةً التي دعمته في كل خطوة خطاها «صبحي» على مدار مشواره الفني، الذي يحمل كثيرًا من تفاصيل الكفاح والعمل والاجتهاد.
بدأ صبحي العمل كممثل منذ عام 1968، ككومبارس يشارك كبار النجوم في أدوار صغيرة وثانوية، قد لا يذكرها أحد، إلا إنه لم يفقد الأمل، واستمر على هذا الوضع حتى عام 1980، عندما قرر أن يكون فرقة ستوديو 80 مع رفيق مشواره السيناريست لينين الرملي، وقرر الثنائي مواجهة الوسط الفني بمفرديهما، وبدأت المعركة، فلنين يكتب الأعمال وصبحي يخرجها ويقوم ببطولتها، ومن عمل لآخر حتى بدأ الثنائي يجني نجاحات أصبحت تكبر تدريجيا، شئ فشي، وقد أثمرت هذه الفترة عن عدد من الأعمال المسرحية التي حفرت اسم محمد صبحي بجانب عمالقة المسرح، وكان من بين هذه الأعمال الجوكر، تخاريف، الهمجي، والبغبغان، بل إنه صنع نجومية عشرات من نجوم الكوميديا في مصر ومن بينهم عبلة كامل، هاني رمزي، سيمون، ووفاء عامر وغيرهم.
وفي عام 1984، قرر محمد صبحي الانتقال باسمه ونجاحه إلى التليفزيون، وبالفعل قدم مسلسل رحلة المليون الذي حقق نجاحًا منقطع النظير، ورسخ لمدرية تليفزيونية جديدة تحمل اسم مجمد صبحي، للتوالي بعدها النجاحات في التليفزيون بجانب المسرح، ويقدم صبحي عددًا من الروائع من بينها سنبل بعد المليون، يوميات ونيس بأجزائه، مسرحية ماما أمريكا، مسرحية كارمن، مسرحية لعبة الست، وغيرها من الأعمال التي أضافت لاسم محمد صبحي مزيدًا من النجومية والبريق.
بجانب عمله كممثل واسم كبير في عالم الفن، لم يتخلى الفنان محمد صبحي عن دوره المجتمعي، واستغل جماهيريته في التوعية بمشاكل الفقراء في مصر، وأزمة العشوائيات، وحتى سنحت له الفرصة لبروزة محاولاته التمنوية، فقد تمكن بعد الثورة من إقامة مشروعه وبرنامجه التنموي معًا، الذي يسعي لحل أزمة العشوائيات، من خلال تبرعات بالملايين، ساهم بها كثير من رجال الأعمال في مصر والوطن العربي، وآلاف من جماهير محمد صبحي الواثقين في فكره وثقافته وأهدافه النبيلة، ومازال صبحي يسعى في نحو حلمه في إقامة مدينة كاملة متكاملة منظمة يواجه من خلالها مرض العشوائيات المستشري في جسد هذا الوطن الذي يستحق الأفضل.