ميناء بورسعيد بوابة «داعش» لتهريب الإرهابيين الجدد.. و«الحتميات» كلمة السر

الخميس، 02 مارس 2017 02:51 م
ميناء بورسعيد بوابة «داعش» لتهريب الإرهابيين الجدد.. و«الحتميات» كلمة السر
ميناء بورسعيد
هناء قنديل

لا شك أن تنظيم «داعش» الإرهابي يضم بين صفوفه عددا من المصريين، وهو ما يطرح سؤالا مهما حول طريقة تجنيدهم، ووسائل تهريبهم إلى حيث مناطق الصراع في العراق وسوريا.

المفاجأة المدوية في هذا الشأن هي أن المخرج الرئيسي لتهريب العناصر التي ينجح التنظيم الإرهابي في تجنيدها، هو ميناء بورسعيد، وهي المهمة التي يقوم بها قبطان سوري هارب في مصر، باستخدام الباسبور البحري، وبحسب مصادر يتم التحقيق في الواقعة.


هذا القبطان يعرفه جيدا من يعملون على السفن في الميناء، كما يعرفه أيضا كل من نجح في الهرب على ظهر السفن المغادرة، سواء إلى أوروبا أو إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، والقتال في سوريا والعراق.

هذا القبطان يستخدم الجواز البحري، الذي يعد الوسيلة المثلى لتهريب البشر إلى أي مكان في العالم، وهو جواز تصدره الأكاديمية البحرية في الإسكندرية، لكل من يجتاز فترة تدريب على السباحة والغطس لديها، ويمكن الحاصلين عليه للصعود على متن السفن للعمل بها، والسفر معها إلى أي ميناء في العالم، ورغم خطورة هذا الجواز فإنه يمكن استخراجه خلال 15 يوما، وبـ1200 جنيه فقط، يدفعهم الشخص بعد أن يتدرب على السباحة والإنقاذ البحري، ثم ينال شهادة تسمى «الحتميات».

ويرجع سر تفضيل هذا الباسبور تحديدا للعاملين في مجال تهريب البشر، إلى أنه مسموح بالحصول على الدورة المؤهلة له، أيا كان المؤهل الدراسي الحاصل عليه طالب الحصول عليه، ولو كان الدبلوم، كما أن المستندات المطلوبة للحصول عليه لا تقل سهولة عن الدورة التي يحتاج الفرد اجتيازها حتى ينال ذلك الجواز الساحر.

وتكشف المعلومات عن أن معظم الحاصلين على هذا الجواز من المصريين، والسوريين، واللبنانيين، والليبيين أيضا، وهي الجنسيات الأكثر تواجدا ضمن تنظيم «داعش» الإرهابي في كل أماكن تمركزه.

وبالحصول على دورة الحتميات، يصبح من حق الطالب، العمل على مركب وفي أي مهنة تحتاجها المركب كميكانيكي السفن، أو عامل النظافة، أو حتى عامل تربية ماشية، فالوظيفة تتحدد بحسب احتياجات المركب، التي حصل العامل على الضوء الأخضر للعمل بها.

ويتم الاتفاق بين العمال الذين يرغبون أصلا في الهروب إلى خارج البلاد، وبين شركات النقل البحري، والسماسرة، للعمل على المراكب والسفن بكل أنواعها.

ويعد القبطان السوري المذكور والمعروف باسم «يحيى»، أهم سماسرة هذا المجال، لأنه على علاقة وطيدة جدا بربابنة السفن من مختلف الجنسيات، فيعقد معهم الاتفاقيات على أن يتم تنفيذها في ميناء بورسعيد، بحيث يصعد للعمل على كل مركب من يريد السفر إلى البلد التي تحمل السفينة جنسيتها وذلك بالاتفاق مع القبطان مقابل المال، فمن يريد السفر إلى إيطاليا يتم إلحاقه بالعمل على سفينة إيطالية الجنسية، ومن يريد الذهاب إلى فرنسا أو هولندا أو تركيا أو أي بلد أخرى، ليس عليه سوى الالتحاق بالعمل على سفينة تحمل جنسية الدولة التي يرغب في الهروب إليها.

وتزداد هذه الأيام العمالة على السفن التركية باعتبار أن تلك الدولة هي أسهل الطرق إلى حيث الانضمام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي.

هذا الباسبور موجود في معظم دول العالم، وهو ما يعني أنه وسيلة لمرور أعداد هائلة من الخارجين عن القانون، والإرهابيين سواء كخلايا نائمة أو ما يعرف بالذئاب المنفردة إلى داخل البلاد، عن طريق الحضور مع السفن التي تزور مصر، والتحايل للهروب على الداخل بعد الحصول على تسهيلات من هذه المافيا العالمية.

أما السيناريو الأكثر سوءا فهو أن يكون هذا الجواز وسيلة لعودة الإرهابيين الذين ذهبوا للقتال في صفوف التنظيمات المتطرفة، دون أن تلحظهم الأجهزة الأمنية.

ويتم تدبير عملية الهرب للعامل الذي عقد الاتفاق مع القبطان عن طريق استغلال حقه في النزول إلى البلد التي تتوقف فيها السفينة لمدة ساعتين، فينزل إلى أسواقها ولا يعود، ويتجاهل القبطان واجبه في أن يحرر محضرا بغياب العامل، وتتحرك السفينة دونه.

وتكتمل حلقات القصة بأن ينزل هذا العامل على أرض الدولة الراغب في البقاء بها، فيتسلمه أحد أتباع القبطان في هذا البلد حتى يفلت من رجال الأمن، لكن لا يمكن أن تتم هذه الخطط إلا بعد إتمام عملية أولية وهي حصول العامل على أكثر من تأشيرة لعدد من الدول التي تزورها السفينة حتى لا يكون موضع شبهة عندما يغادر سفينته للتجول داخل البلد التي ينوي الهرب إليها عندما يحين موعد تنفيذ الخطة.

وفي حالة فشل خطة الهروب واضطرار العامل للعودة، لا تسمح هذه المافيا العالمية بانكشاف الأمور، حيث يتم الإسراع في حل الأمر وديا، وإرضاء العامل منعا لحدوث أزمة تكشف التفاصيل.

ويخشى المتابعون من أن تتحول مصر إلى محطة لتجنيد الأجانب للعمل مع «داعش»، حيث يقوم كل قبطان على السفن المتواطئة مع السماسرة بإحضار الأجانب الراغبين في الذهاب إلى تركيا، وفي ميناء بورسعيد يتم إلحاقهم بالعمل على السفن التركية، ومنها إلى أنقرة للهروب من هناك إلى سوريا والالتحاق بـ«داعش»، وجماعة النصرة وغيرها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق