ملِك سن السكاكين في الأقصر: «أهلي رفضوا شغلتي وأكل العيش مر»
الخميس، 02 مارس 2017 02:27 م
«أهلي اعتبروا شغلتي عيب، ونبذوني»، هكذا بدأ الريس أحمد، الملقب بـ«ملِك» سن السكاكين بمحافظة الأقصر، والذي لا يكل ولا يمل في الانتقال من منطقة إلى أخرى، فأحيانًا تجده في أرقى مناطق المدينة، وأحيانًا أخرى تراه متجولًا بين دروب قراها، باحثًا عن لقمة عيشه من خلال سن السكاكين والمقصات.
وقال الريس أحمد، البالغ من العمر 56 عامًا، إن حرفة سن السكاكين تنحصر في فئة معينة من الأهالي، والذين يعدون أقل فئة في مجتمعات الصعيد، ولذلك فإن تلك الحرفة تنتقل بين أفراد هذه الفئة فقط، لرفض الأهالي تعلمها باعتبارها حرفة «منقوصة»، أو غير لائقة للعمل.
وتابع الريس أحمد، حديثه، قائلًا: «لأنني أنتمي إلى قرية الأقالته بغرب محافظة الأقصر، فإن تلك المنطقة تحرص على تنفيذ العادات والتقاليد المورثة من الأجداد، ولذلك كان عملي بتلك الحرفة شيئًا صادمًا لأفراد أسرتي وعائلتي بأكملها، والذين أعتبرها عيب، ولذلك قامت ضدي موجة من الغضب من جانب أسرتي وطالبوني بترك تلك الحرفة لأنها لا تليق بأعراف العائلة».
واستكمل الرئيس أحمد، كلامه قائلًا: «حرفة سن السكاكين وغيرها من أدوات التقطيع من الحرف غير المنتشرة، وربما ساقني القدر لتعلم تلك الحرفة فأثناء تواجدي بأحد طرقات قريتي الصغيرة شاهدت أحد الأشخاص يقوم بسن السكاكين، فأعجبت بمدى دقته ومهارته وتوخيه الحذر أثناء سن السكاكين وتحويلها من أداة باردة إلى أداة حادة للغاية، وصرت أتتبعه من مكان إلى آخر حتى عرضت عليه أن يعلمني فنون تلك الحرفة، فوجدت قبولًا من جانبه، ولذلك بدأت تعلم تلك الحرفة بشكل تدريجي».
واستطرد، قائلًا: «حرفة سن السكاكين تعد حرفة شاقة للغاية وتحتاج إلى قدر كبير من التركيز، والصبر، والانتباه، فحركة واحدة خاطئة كفيلة بإحداث إصابة كبيرة باليد أو الأصابع، كما أنها حرفة صعبة وهذا بخلاف ما يظنه البعض».
وتابع: «في بداية عملي بتلك الحرفة بدأت بشراء بعض المعدات البسيطة التي تعينني على سن السكاكين، منها صندوق صغير، وماتور كهربائي، ومسن حجري، وبدأت في مهام عملي بالتنقل من منطقة إلى أخرى، حتى أصبحت معروفًا بين الأهالي، وأصبح البعض يطلبني كل فترة لسن السكاكين».
واستطرد: «حرفة سن السكاكين تجلب إلي قدر كبير من الأهانة، وهذا بسبب أن صاحب تلك الحرفة يقوم بالدخول إلى كل منزل، ولذلك يتوجب على من يعمل بها غض بصره، ومراعاة الخلق القويم، والتمسك بالأمانة»، موضحًا أن التزامه بتلك الاشتراطات قد تسبب في ثقة الأهالي به.
ولفت إلى أن تلك الحرفة أوشكت على الاندثار خاصة أن شباب الجيل الحالي يرفض تعلمها، ويفضل العمل بالمهن الحكومية والحرف الأخرى الأقل خطورة.