«مارشال إفريقيا» كلمة السر في زيارة «ميركل» لمصر (تقرير)

الخميس، 02 مارس 2017 12:28 م
«مارشال إفريقيا» كلمة السر في زيارة «ميركل» لمصر (تقرير)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل
شيريهان المنيري

تعكس زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، للقاهرة، أهمية بالغة في مسار العلاقات بين الجانبين المصري والألماني، لما تحمله في طياتها من دلالات ومآلات ربما تصب في صالح مجالات إستراتيجية مختلفة.

الكثير من الخبراء والمُحللين السياسيين يؤكدون أن زيارة «ميركل» تُعد بداية مرحلة جديدة بين الجانبين؛ فقد عكس البيان الإعلامي للسفارة الألمانية في القاهرة، حول الزيارة المُقررة على مدار يومين؛ تعاون مرتقب في النواحي الاقتصادية والسياسية والأمنية.

كما ذكر السفير الألماني بالقاهرة، يوليوس جيورج لوي، في تصريحات صحفية، أن المباحثات المصرية الألمانية ستمتد إلى إبرام اتفاقيات وثيقة بين البلدين في مجالات الثقافة والعلوم والمجتمع المدني، مُشيرًا إلى تمنياته بأن تنجح «ميركل» في تحسين أسس عمل المؤسسات الألمانية في مصر.

في حين ركز البعض على ما تضمنه جدول أعمال زيارة المستشارة الألمانية بالقاهرة فور الإعلان عنه، من لقاءات برموز المؤسسات الدينية في مصر، وخاصة في ظل ما يُعانيه العالم من تداعيات التطرف الديني والإرهاب؛ حيث شيخ الأزهر أحمد الطيب، وبطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني.

فيما علق وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، اللواء يحيي الكدواني، في تصريحات صحفية لبعض المواقع، مُشيرًا إلى رؤيته حول زيارة «ميركل»، وأنها تعكس نجاح الإدارة المصرية كمركز قوة في الشرق الأوسط في ظل ما تُعانيه عدة دول عربية من أزمات وتداعيات لانتشار الإرهاب على أراضيها، موضحًا أن محور الزيارة سينصب حول مُكافحة الإرهاب والدعم الاقتصادي والسياسي للحكومة المصرية، إلى جانب تواجد ملفات الأزمات بالمنطقة العربية على طاولة الحوار.

ورأى طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريحات لـ«صوت الأمة» أمس الأربعاء، أن «ميركل» ستسعى خلال زيارتها إلى إعادة تدوير دور مؤسسات المجتمع المدني الألمانية في مصر، وتصحيح عملها وفقًا للعلاقة السياسية المصرية – الألمانية، والتي وصفها بالـ«الدف» في المرحلة الحالية؛ وذلك بعد كشف قضية التمويل الأجنبي لعدد من المنظمات والجمعيات الأهلية في مصر في عام 2012، لتورط ألمانيا في دعم بعض منها بملايين الدولارات.

وبالعودة إلى مُصطلح «مارشال إفريقيا»، الذي كشفت عنه «رويترز» في نوفمبر من العام الماضي؛ ربما تنكشف واحدة من أهم أسباب جولة المستشارة الألمانية بإفريقيا، والتي بدأت من أكتوبر الماضي، بزيارة كل من مالي والنيجر وأثيوبيا، إلى جانب زيارتها التالية لمصر والمُرتقبة لتونس.

وكانت الوكالة الأمريكية، قد أوضحت ماهية المُصطلح السابق ذكره، مشيرة إلى أن ألمانيا حثت على دعم خطة تعكف على تعزيز اقتصادات إفريقيا بهدف زيادة الاستثمارات الحكومية في إفريقيا، وتوفير فُرص عمل مُختلفة من شأنها الحد من تدفُق المُهاجرين الإفريقيين إلى أوروبا، وخاصة بعد توقعات بأن يُهاجر الملايين إلى الدول الأوروبية إذا استمر مُعدل الهجرة للشباب الأفارقة العاطل عن العمل بالمُعدل القائم بمئات الآلاف.

فيما ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن جولة «ميركل»، تأتي أيضًا في إطار الاستجابة للانتقادات الدائرة بالداخل الألماني، حول سياسات الهجرة، والمُناداة بضرورة بذل جهود أكبر لمُكافحة تهريب المهاجرين عبر البحر المتوسط.

والجدير بالذكر أن تحركات المستشارة الألمانية بإفريقيا، والتي بدأت منذ نهاية العام الماضي؛ تأتي قُبيل الانتخابات البرلمانية المُقبلة والمُقررة بنهاية العام الجاري.

يُذكر أن زيارة المُستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل للقاهرة حاليًا، تُعد الأولى لها منذ ثورة 25 يناير 2011، كما تُعد الزيارة الثالثة لمصر منذ ولايتها، بعد زياراتها في عامي 2007، و2009.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق