في اليوم الثاني لمؤتمر «الحرية والمواطنة».. وزير خارجية السودان الأسبق: سلاح يجب أن نستخدمه في حماية المجتمعات.. وحلبي: فرصة ذهبية لإعادة تكوين مفاهيم الهوية
الأربعاء، 01 مارس 2017 08:14 ممنال القاضي
قال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، وزير خارجية السودان الأسبق، في كلمته التي ألقاها بالجلسة النقاشية الخامسة، في اليوم الثاني لمؤتمر «الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل»، تحت عنوان، «العمل معًا لدرء التدخلات الخارجية»، إن هذا المؤتمر المهم يأتي في مرحلة تاريخية يمر بها العالم، فالمؤتمر يكتسب أهميته من حيث العنوان والزمان والمكان، فمن حيث الزمان وما يشهده العالم اليوم من دمار واقتتال واحتراب نتيجة لفشل التعايش في داخل الوطن الواحد في الإقليم وعلى المستوى الدولي يؤكد أهميته، ومن حيث المكان فاستضافة الأزهر له يعزز من أهميته وتثمين توصياته.
ومن جانبه أكد الدكتور إلياس حلبي، المدير المشارك لمركز الشيخ نهيان للدراسات العربية وحوار الحضارات بجامعة البلمند بلبنان، أهمية هذه المبادرة التي يطلقها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين للبحث كأخوة في كل القضايا التي نواجهها معا، والهواجس التي تؤرقنا فرادى وجماعات، مضيفا أن المسيحيين المشرقيين منتشرون اليوم في كل بقاع الأرض، وكذلك المسلمون من أصول عربية وغير عربية باتوا يشكلون حضورا وازنا في دول العالم، لافتًا إلى أن هذا الواقع يجعلنا أمام تحدٍ كبيرٍ لرسم حدود الخارج والداخل.
وأضاف حلبي أن مثل هذه المبادرة تعد فرصة ذهبية لنعيد تكوين مفاهيم أساسية كمفاهيم الهوية والحرية على أسس تكاملية وتشاركية، تراعي التنوع لننهل منها للتعريف برسالتنا الإنسانية الحضارية إلى عالم اليوم.
من ناحيته قال الدكتور وائل عربيات، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأردني، إن الدين عامل استقرار ووحدة في الأرض ولا يساهم في أي نزاع، مضيفًا أن الوحدة الوطنية تعمل على تقدم الأمم ورفاهيتها، موضحًا أن الحوار الحقيقي يكمن في تبادل المنتج الحضاري بين الشرق والغرب.
وأضاف أن الفكر الإسلامي يسعنا لأن نعيش معًا ونقيم حضارات مشتركة قائمة على التعاون والتعايش المشترك بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق، متابعا: «علينا أن نخرج من هذا المؤتمر بتوصيات خاصة بالشباب الذين يمثلون مستقبل وسواعد الأمة، لافتًا إلى أننا جميعًا مع الإنسانية وأن دياناتنا ديانات إنسانية».
ومن جانبه أكد قيس آل مبارك، استاذ مشارك بجامعة الملك فيصل بالسعودية، أن الإسلام دين رحمة لعموم البشرية، مشيرًا إلى موقف نبي الرحمة مع مخالفيه، بعد فتح مكة حين قال لهم «أذهبوا فأنتم الطلقاء»، مضيفًا أن الصحابة والمسلمين عندما فتحوا البلاد أقامو العدل ورفعوا الظلم وساووا بين الناس في الحقوق والواجبات.
كما تحدث الأمير حارس شهاب، أمين عام اللجنة الوطنية المسيحية للحوار بلبنان، قائلا إن مبادرات الأزهر الشريف للحوار، تعزز مسيرة الحوار الهادفة إلى تحقيق السلام والتعاون بين المجتمعات، وتتلاقى مع وثائق ومبادرات أخرى تؤكد على أن الحوار بين الأديان وبين المؤمنين بهذه الأديان ليس حوارًا نظريًّا مرتبطًا بالعقيدة فقط، بل هو حوار حيّ ومتحرّك قادر على مواكبة حركة مجتمعاتنا من أجل إنسانية أفضل.
واستعرض في كلمته التي ألقاها بالجلسة النقاشية الأولى، في اليوم الثاني المبادرات المشتركة، التجربة اللبنانية في العيش المشترك، معتبرًا أنها تجربة تعتمد لغة الحوار والحرية والديموقراطية، وتعمق دور لجنة الحوار الإسلامي – المسيحي في لبنان، كمشروع بديل عن التطرف، حتى تكون العلاقة بين الأديان في لبنان صمام أمان في وجه المتربصين بالإسلام.
واختتم كلمته بأن هناك حاجة إلى وقفات جريئة وموَحدة من المرجعيات والقيادات الروحية الإسلامية في العالم بدءًا من عالمنا العربي، تحدد فيه بموقف صريح نظرة الإسلام للمسيحية وعلاقته بها، مشيدًا بالوثائق التي صدرت عن الأزهر الشريف، وخصوصًا وثيقة الحريات التي وصفها بأنها تشكل منعطفا هاما سوف يكون له أثر على التطور الإيجابي للفكر الإسلامي باتجاه الحداثة وتعميق المواطنة، واصفا مؤتمر الأزهر بأنه مبادرة رائدة لإعادة التأكيد على أننا في هذا الشرق إما نكون معًا أو لا نكون، وأن لغة الإسلام الوسطي هي التي عليها أن تسود.
ومن جانبه أكد علي الحسن، عضو اللجنة الإسلامية المسيحية للحوار بلبنان، أن الدين ليس مدعاة للتعصب حتى يحوله المتربصون إلى سلحًا فتاكًا وإرهابًا، مضيفًا أن العلاقات الإسلامية والمسيحية تتوقف على مدى العلاقات التي يقيموها فيما بينهم، حيث تعمل تلك العلاقات على ربط الإنسان بالله كما تربطه بالحضارات، لذلك يجب أن يكون هناك الكثير من التعاون في الصدد.