الجيش العراقي يعزل «الموصل».. وداعش يعترف بالهزيمة (تقرير)
الأربعاء، 01 مارس 2017 02:11 م
في فجر اليوم الأول من مارس، جثا جندي عراقي على ركبتيه ساجدًا، بعدما انتهت معركة «عزل» مدينة «الموصل» عن معقل تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، حسبما أعلن قائد قواته عميد ركن بالقوات المدرعة.
عاود الجندي الوقوف مرتديًا خوذته الحديدية لمتابعة القتال، المئات من جنود الفرقة التاسعة المدرعة بالجيش العراقي فعلوا كذلك، مع شروق فجر «آذار» كما يسميه العراقيون.
حصار داعش
في بيان للجيش العراقي، اليوم الأربعاء، أعلن قطع آخر طريق رئيسي يربط مدينة «تلعفر» بمعقل داعش، وأن القوات باتت على بعد كيلومتر واحد من «بوابة الشام» المدخل الشمالي الغربي للمدينة.
في سياق متصل، أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية المشاركة في تحرير الموصل، قتل 929 فردًا من داعش، منذ انطلاق عملية تحرير الجانب الأيمن لمدينة الموصل، إضافة إلى تحرير 26 قرية وحي، بالإضافة إلى تحرير مطار الموصل، وتدمير 84 آلية متنوعة وإسقاط 33 طائرات من دون طيار وتدمير 170 عبوة ناسفة.
سيناريوهات «داعش»
بنجاح عملية قطع أخر الطرق الرئيسية التي يستغلها داعش، أصبح التنظيم الإرهابي محاصرًا داخل المدينة، وبالتالي فإن القضاء عليه بات قريبًا في حال استمرت العمليات القتالية بنفس الوتيرة من تحقيق الأهداف.
سيناريوهات محدودة يستخدمها تنظيم داعش في تلك الحالات، أولها «التخفي»، يقوم أعضاء التنظيم في هذا السيناريو، بتغيير ملامحهم، وترك الزي العسكري الخاص بالتنظيم، وهو ما سبق وأعلنت عنه القوات العراقية في بيانات متكررة وتعليمات لعناصر الجيش بضرورة توخي الحيطة والحذر.
بدا هذا السيناريو واضحًا في معارك تحرير مدينتي «منبج والباب» السوريتين، أيضًا التخفي في أوساط النازحين في حال وجود خطة لإقامة مناطق لجوء، كما حدث في العراق قبيل إطلاق معركة الموصل، حيث نجح عدد من المنضمين للتنظيم من أبناء المناطق العراقية في التخفي وسط عائلاتهم.
ونشرت مواقع عراقية أمس الثلاثاء، على لسان مصادر محلية في محافظة «نينوى» أن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، أقر في خطاب وجهه الثلاثاء لأنصاره في المناطق التي يسيطرون عليها، بهزيمة التنظيم في المعارك الأخيرة.
ودعا عناصره إلى «التخفي والفرار» إلى المناطق الجبلية، وتابعت المواقع أن الخطاب حمل اسم «خطبة الوداع» إلى المقربين منه ووزعها على الخطباء لشرح ما يمر به التنظيم، مضيفًا أن الخطباء بدأوا بالتحدث عن الهزائم التي يمنى بها التنظيم في نينوي وباقي المناطق.
نجاح القوات العراقية - إلى الآن – في التقدم باتجاه وسط المدينة، أفشل أحد سيناريوهات التنظيم وهي «الهروب إلى المناطق النسبية»، لكن تبقى المناطق الجبلية توفر حائط صد للتنظيم في حال توجه إليها، استجابة لدعوة زعيمه «البغدادي».
الوضع الإنساني
توقعت الأمم المتحدة والحكومة العراقية نزوح قرابة 250 ألف مدني خلال معارك استعادة الجانب الغربي للمدينة، والتي يقطنها قرابة مليون ونصف المليون نسمة، بحسب شبكة «نينوى» الإخبارية.
بذلك ارتفع تعداد النازحين العراقيين إلى 4 ملايين و300 ألف شخص، وتمكن أكثر من مليون و600 ألف شخص من العودة لمناطقهم المحررة من قبضة داعش الإرهابي.
وقال وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد، إن كوادر الوزارة الميدانية استقبلت منذ انطلاق عمليات تحرير الساحل الأيمن بالموصل 14 ألف نازح تم نقلهم الى مخيمات الإيواء في ناحية القيارة ومنطقتى المدرج والحاج علي، وتقديم جميع الاحتياجات اللازمة لهم.