المشاركون بمؤتمر الأزهر يشيدون بدور مصر في مواجهة الإرهاب
الثلاثاء، 28 فبراير 2017 05:13 م
أشاد الدكتور عبداللطيف الميهي، رئيس الوقف السني بالعراق، بدور الأزهر الشريف مشيدًا بزعماء مصر، وعلى رأسهم الرئيس الرحل جمال عبدالناصر، وذلك خلال كلمه القاه في مؤتمر الحرية والمواطنة والتنوع والتكامل، الذى يعقد مجلس حكماء المسلمين برئاسة شيخ الأزهر.
وأشار رئيس الوقف السني بالعراق، إلى ضرورة تخلص مصر من الإرهاب الذى يبعث بأرض سيناء، ويسعى إلى تهجير أقباط مصر منها، مضيفًا أن جموع المواطنين العرب يحتمون بمصر، وإذا ضاعت مصر انتهى العرب جميعا، قائلًا: مصر العروبة، مصر الازهر، مصر بلد جمال عبد الناصر، الذى كان يسعى لتوحيد الأمة العربية، ولذلك علينا جميعًا أن تضافر، ونتعاون بكل طاقاتنا، لكى نساعد مصر من التخلص من أي عدو يريد تشتيت شملها، حيث لم نرى من قبل أن هناك فرق بين مسلم مصري، ومسيحي مصري، فهم يعيشون في وطن واحد، ولكن الإرهاب الأعمى يريد عكس هذه الصورة.
من جانبه قال عباس الجوهري، رئيس المركز الثقافي للحوار في لبنان، إن من يؤسس لفكرة إدارة التنوع بين العلماء، والقبول بالآخر، تعد فكرة جيدة للغاية لغلق الباب أمام المتطرفين، حيث إن الأزهر عقد هذا المؤتمر في ظل ظروف عصيبة تعيشها الأمة الإسلامية، والعالم أجمع، وأن الإرهارب لا يفرق بين مسلم ومسيحي،
أوضح الجوهري، أنَ العلماء يبحثون بعض القضايا بعد حدوث الأزمات، لكن أن نأتي متأخرين خير من ألَّا نأتي، مشددًا على أنه ينبغي أن يكون لدينا خطة إيجابية لتعزيز فكرة المواطنة، وأن نكون جنبًا إلى جنب في مثل هذه الظروف، ولاشك أنْ المؤتمر يؤسس لفكرة إدارة التنوع بين العلماء، والقبول بالآخر، وأن نعيش حالة من التوازن بين بعضنا البعض، وأن نعمل جادين لقبول الآخر.
وقال بويار سيباهي، نائب رئيس المشيخة الإسلامية الألبانية: الإنسان حر في هذه الدنيا أن يؤمن أو لا يؤمن، ولذلك يظهر الله سبحانه وتعالى لنا أن هناك تعايش بين الناس في القيم الإنسانية المشتركة في المواطنة والحرية، وأن نحترم اعتقاد الآخر والتعددية كما نعرف أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم احترم اعتقاد الآخرين، مشيرًا أن للأزهر مكانة سامية ليظهر هذه القيم للناس جميعًا، خاصة أن الإسلام بريء من المتطرفين والإرهابيين وكل شيء يعمل ضد روح الإسلام السمحة، لأنه دين السلام لكل الناس، كما أنه ليس هناك إجبار لأحد أن يؤمن أو لا يؤمن به، والإيمان يكون بين الفرد وربه.
وأضاف سيباهي، أنه يجب أن نعتمد على حوار الأديان في الوقت الحالي، وأن نهتم به جيدًا ورأينا شيخ الأزهر في جولات مثمرة جدًا، وقام بمجهودات كبيرة وأظهر القيم الأخلاقية للناس، وأن الإسلام ليس دين إرهابي إنما دين السلام، ورسالة وسمحة، مضيفًا أنَ المواطنة تؤكد على أن نكون ضد الإرهاب، وأن نعيش في عالم واحد سويًا أيًا كان الاعتقاد، فهناك النصارى واليهود والجميع يعيشون في مكان واحد ويجب احترام حرية الآخر، وكذلك على الجميع احترام اعتقاد المسلمين والاعتماد على أن هناك الحرية والمواطنة والحوار، وليس هناك شيء إجباري لتؤمن بشيء بعينه، مشيرًا إلى أنَ التعايش والحوار يوجد في المجتمع الألباني منذ قديم الزمان.
وأوضح سيباهي، أنَّ التطرف مرفوض عند الجميع، فلا دين له ولا وطن ولا مواطنة ولا حرية لديه ولا يوجد تعبيرًا آخر يُعبِّر عنهم، وهذا التطرف في الأعوام الأخيرة ظهر بقوة ويجب دحره، لافتًا إلى أنَّ المؤتمر يزيل الشبهات لدى الناس، وأن أعمال المتطرفين في طريقها إلى الزوال ويجب ألَّا نربطها بالدين.
وأكد سيباهي، أنه لا يوجد أي أزمة تخص التراث الإسلامي في ألبانيا، مشيرًا إلى أنهم يعيشون بحرية كاملة لوجود الديمقراطية واحترام المساواة بين الجميع، وهناك تعاون مع الأزهر الشريف في تعليم الطلاب.
وقال القس أنجيلوس إسحاق سكرتير البابا تواضروس: إن الكنيسة تعتمد على المشاركة الحقيقية، وأن نزرع فكرة أن الدين لله والوطن للجميع، فالأوطان تبنى على الخير والتنوع وقبول الآخر، وهذا ما أراده الله للإنسان بأن يسعى للخير ويعيش في نقاء وصفاء مع جميع الناس.
وأضاف: تعاملنا مع الأحداث الأخيرة التي حدثت في سيناء مع الأقباط بحكمة عالية والبابا إنسان وطني من الطراز الأول وله حس وطني، ويسعى لاحتواء الأزمة حتى يمر الموقف بسلام وخير ويستقر المجتمع، مؤكدًا أنه يجب أن يكون لدينا الاعتدالية في الفكر.
وقال الدكتور عمر جاه، نائب مدير الجامعة الإسلامية التقنية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، في بنجلاديش: الغلو لا دين له ونواجهه بكل ما أوتينا من قوة، ونجد أن كثيرًا من الغلو الديني أتى من الأفكار اللا دينية من الأساس، ونتعاون مع الأزهر لكونه مركزًا عالميًا وينشر الرسالة الوسطية، مضيفًا: مثل هذه التجمعات مهمة جدًا، حيث يجتمع فيه العلماء لإظهار الرسالة المحمدية السليمة للجميع.
وشدد جاه، على أنه على السياسين والحكام أن يتعاونوا مع العلماء حتى لا يكونوا في وادٍ والعلماء في وادٍ آخر، وقال: أسمي ظاهرة الإسلاموفيا أنها مرض الخوف من السلام وليس دين الإسلام فقط، فهناك مجموعة من البشر وهم أقلية يخافون من نشر السلام واكثرهم يلجأون إلى الأسلحة بديلًا عن الفكر ولذلك يستغلون أي نزاع لبيع أسلحتهم وهم يثيرون المشاكل بين الدول الإسلامية، خاصة أن الإرهاب نزعة شيطانية وليس فكرة دينية.
من جانبه قال الدكتور أسامة العبد، رئيس اللجنة الدينية في مجلس النواب، في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، على هامش المؤتمر: إنَّنا في حاجة ملحة لذلك المؤتمر، في ظل الأوقات العصيبة التي نمر بها الآن، من انتشار التطرف والإرهابيين، خاصة أنَّ الدين الإسلامي لا يعرف الإرهاب، أو التطرف على الإطلاق، فيجب أن ننقل إلى العالم كله أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي في مصر وأننا أمة واحدة تتمتع بحقوق واحدة وعلينا واجبات تجاه بعضنا البعض، حيث يقوم الدين الإسلامي على المودة والمحبة والسلام.
وأشار العبد، إلى أن العالم باجمعه يقدر دور الأزهر الشريف مع الكنيسة ولن يفلح المغرضون في إفساد العلاقة بين الأزهر والكنيسة.