زوجة «زويل» عن «عالم نوبل»: كان دائم العطش للمعرفة
الأحد، 26 فبراير 2017 10:17 م![زوجة «زويل» عن «عالم نوبل»: كان دائم العطش للمعرفة زوجة «زويل» عن «عالم نوبل»: كان دائم العطش للمعرفة](https://img.soutalomma.com/Large/515357.jpg)
أجهشت ديما الفحام، زوجة العالم الراحل أحمد زويل، بالبكاء خلال كلمتها بحفل إحياء ذكرى الدكتور أحمد زويل في يوم ميلاده، قائلة: أشكركم على المشاركة وليس من عادتي أن أتكلم أمام جمهور وأحببت أن أتحدث إليكم لأنكم أصدقائي أنا وأحمد، فإن وفقت فلإنني أتحدث عنه، وأرجو أن أوفيه حقه، اليوم نحتفل بحياته وإنجازاته ونتطلع لتطلعاته وآماله، ينفطر قلبى إليه عندما أسمع صوته يقول حبيبتى انتى فين؟.
وأضافت الفحام، بكلمتها اليوم الخميس بمسرح الجمهورية: أسمع صوته يقول دمدومة حبيبتي ازيك وحشتيني والصمت يواجهني، لما يرن الهاتف أتطلع لصوته ولكن الصمت يواجهني، أنظر إلى مائدة الطعام وأتخيله يقول لي عاملالنا ايه بايديكي الحلوة ولكن الصمت يواجهني، أنظر إلى مكانك الفارغ فيغص الكلام في حلقي والألم يعصر قلبي.
وتابعت زوجة الراحل العظيم أحمد زويل:عندما أشعر أنني لا أستطيع الاستمرار أذكر وعدي لك بالعيش وأنت في قلبي، وأسعى لتحقيق ما حلمنا بيه معا، كلكم تذكرون ضحكته الرنانة التي تأخذ القلوب، وكيف كانت لديه الثقة ويبث الحماسة في قلوب من تزعزت نيته وخاف من الفشل، كان الحكيم العاقل الذي يبدي النصائح لمن يحتاجها ويمد يد العون لزملائه وطلابه، وكان طلابه يعملون بدأب وجد.
وقالت الفحام إنه كان لآخر يومًا في حياته دائم العطش لمزيد من المعرفة، مضيفة: أحمد كان عنده حلم أن يرى مصر في مصاف الدول المتقدمة تتربع على عرش المعرفة وبات شغله الشاغل بناء صرح علمي في مصر ليهيئ المناخ المناسب لتحصيل العلم، وكان لديه ثقة بكم أن تصلوا لأمجاد كبرى حال وجود الفرصة لكم، وكان يزرع البذرة التي تنبت الأمل في كل القلوب.
وأضاف الفحام، أن الراحل أحمد زويل نشأ في أحضان أسرة مصرية وترعرع في صحن الجامع في قرية دسوق، وكان يدرس مع أصحابه تحت إشراف إمام المسجد، ولم يخلو الأمر من وقفة عند بائع الفلافل، قائلة: كان مفعما بالدراسة وشغفا بالعلم وسافر للإسكندرية ليستزيد ومنها لأمريكا، سافر مع زوجته، ورغم ركاكة لغته الإنلجيزية في البداية، دأب على الدراسة، ورغم اشتياقه لمصر كان حب المعرفة واكتشاف الأشياء أقوى من أى شئ بالنسبة له.
وتابعت: أن الدكتور أحمد زويل اختار أن يبدأ عمله في جامعة كالتك الأمريكية وفي مدة قصيرة لا تتجاوز 10 سنوات بدأ يجني ثمار تعبه في جائزة الملك فيصل العالمية، التي حصل عليها والدها في نفس العام، قائلة: من هنا التقينا، وكنت دوما أقول له سعادتك في العمل تشبه الطفل في محل الحلويات، وتوج عمله بجائزة نوبل.
وأردفت: أحمد الولد المصري الذي وصل للقمة أحمد الولد المصري الذي تفوق على منافسيه، أحمد الولد المصري الذي دون اسمه مع العظماء، أحمد الولد المصري الذي تدرس اكتشافاته لكل طالب في المدرسة، أحمد الولد المصري الذي حمل اسم مصر في كل المحافل الدولية، أحمد الولد المصري الذي أحبه كل الناس، أحمد هو كل المصريين.
وأشارت، إلى أن مصر كانت دوما في باله وخياله وصوت أم كلثوم كان دائما معه، كان يعشق مصر ويعيش حلما يرى فيه مصر في المقدمة، مضيفة: أنظر إليكم اليوم وأرى حلمه في أعينكم، فمن أجلكم سهر الليالي يكتب وينقح، ويهاتف المسئولين لتسيير أمور المدينة العلمية، وسافر بقاع الدنيا لينتقي أحسن البرامج والاساتذة، لم يقف عند الصعاب وكم كانت كثيرة، ولم يهاب الطريق الوعرة وزادته تصميما لاجتيازه، كان لا يضيع وقتا للمهاترات وكان يبني جزور تعاون وصداقات مع الجميع ما دام الهدف بناء مصر.
واستكملت زوجة الراحل العظيم الدكتور أحمد زويل: في ليلة في شهر العسل كان سارحا، سألته بماذا تفكر؟ فأجابني أتريدين الحقيقة؟ أفكر في التجربة التي تركتها في مصر، وما يفكر فيه الأولاد يقصد المدينة العلمية، وأدركت حينها أنني تزوجت بشخص عشق عمله كانت روحه مرحة يحب المزاح ويحب طبخي ويقول لولدينا لن تجدا في الدنيا من يطعمكما هذه الأكلات اللذيذة.
وأشارت إلى أنه كانت متعة زويل الأولى فنجان قهوة وسيجار رغم تأنيبها له، قائلة: تناقشنا في المشاكل التي واجهت المدينة والطريقة المثلى لكتابة أي بيانات وكنا نتشاور في كل الأور، هكذا كان أحمد محبا كل يوم يتدفق بالأمل للمستقبل، وكل واحد منكم هو أحمد، هو في كل من تحدث معه، وكل من عرفه، أحمد يدخل قلوب كل الناس من أول مرة، أنظروا في أنفسكم لتجدوه فيها هو معكم يقول لكم نعم تستطيع مصر تستطيع.