الموصل بداية سقوط داعش وهروب قياداته (تقرير)
الأحد، 26 فبراير 2017 10:07 م
«قادمون يا نينوى».. شعار معركة تحرير الموصل التي أعلن عنها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في فجر 17 أكتوبر 2016، بهجوم مشترك لقوات الأمن العراقية مع مليشيات «الحشد الشعبي» الممولة إيرانيًا والتي اندرجت تحت قيادة الجيش، وقوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق، وقوات تركية – أعلنت عن تدخلها بشكل محدود، وقوات التحالف الدولي.
التمهيد لمعركة الموصل تطلب حصر نفوذ التنظيم في كافة المناطق العراقية التي كان يسيطر عليها، وبالفعل نجحت القوات في تحرير مناطق (صلاح الدين- ديالي – الفلوجة – حمام العليل - كركوك الحويجة – الرياض – الرشاد - الأنبار – البعاج - تلعفر - دجلة - الشرقاط).
استراتيجيات التعامل
الهزائم المتكررة التي سبقت معركة الموصل دفعت التنظيم الإرهابي إلى إعادة النظر ترتيب صفوفه ووضع استراتيجيات لتخفيف التي الضربات عليه، كذلك تزامنت تلك الهزائم مع خسائر متتالية في بؤر تواجده في ليبيا وسورية.
وفي محاولة لتخفيف الضربات عليه، اعتمد داعش استراتيجيات عسكرية - هي من أدبياته:
تشتيت الضربات
التنظيم عاود توجيه تهديدات إلى المناطق التي أعلنت القوات العراقية تحريرها بعيدا عن الموصل، في محاولة لتشتيت الضربات؛ إلا أن قيادة الجيش العراقي اتخذت كافة الاحتياطات لمنع عودة تلك العناصر مرة أخرى لتلك الأحياء وبالتالي فشلت تلك الاستراتيجية.
كتائب الانغماسيين
من بين تلك الاستراتيجيات العمليات الانتحارية والتي تسميها مراكز أبحاث الإسلام السياسي وجماعات العنف «الانغماسية»، أصدر التنظيم أوامره إلى ما أسماهم كتائبه بالتحرك لضرب التحصينات التي أنشأها الجيش العراقي، في محاولة لفتح نقطة هروب لعناصره وقياداته.
المواجهة عن بعد
نشر داعش صورًا تظهر قصف طائراته دون طيار، لمواقع للقوات العراقية والحشد الشعبي، في مدينة تلعفر، التابعة لمحافظة نينوي شمال غرب العراق، على الحدود السورية في محاولة لفتح منفذ لهروب قياداته من معركة الموصل، فالتنظيم وجد نفسه محاصرًا بعد تدمير كافة الطرق والمنافذ من وإلى المدينة.
كسب الوقت
يقول الباحث مصطفى زهران، الخبير في شئون الإسلام السياسي وجماعات العنف لـ«صوت الأمة»، إن التنظيم يهدف من وراء ذلك، تصدير صموده لعناصره وأنه ما زال قادر على المواجهة وأن دولته باقية وتتمدد؛ ما أشعر القوى الدولية بأن المعركة مع داعش بالموصل ليست بالأمر الهين، أو كتلك المعارك القديمة مع التنظيمات الجهادية التقليدية كالقاعدة، إلى استنزاف كافة القوى تشن حربها ضد التنظيم، مع تعظيم التكلفة الاقتصادية للحملة ما يزيد من ديون العراق المالية بشكل خاص ويربك حسابات الداعمين، وهو ما أشار إليه في أكثر من مرة على وسائل إعلامه المختلفة خاصة صحيفته «النبأ» الأسبوعية.
سمكة الصحراء
يسعى التنظيم من خلال تلك الاستراتيجية إلى تفادي الضربات الموجعة التي يتعرض لها، في محاولة لبسط نفوذه على مناطق جديدة، وضم مقاتلين جدد إلى صفوف التنظيم، وهي تعتمد على انسحاب التنظيم من أماكن يتعرض فيها لضربات عنيفة وهجمات متتالية، إلى أماكن جديدة غير متوقعة من قِبل خصومه، ليُشكل بذلك منطقة نفوذ جديدة، يضمن فيها مزيدًا من الأتباع، ومزيدًا من الموارد المادية التي تساعده على استكمال أهدافه.
المعركة في شهرها الخامس
5 أشهر على تحرير مدينة واحدة أمر بالكثير في عرف العلوم العسكرية، إلا جهاز مكافحة الإرهاب العراقي قال إن القوات باتت تسيطر على نسبة 80 إلى 85% من الجانب الشرقي لمدينة الموصل، إلا أن تصريحات لقيادات عراقية قالت إن القضاء على داعش سيأخذ وقتًا طويلًا تصل إلى الصيف المقبل.
يرى الدكتور غسان حمدان، الباحث في الشأن الدولي، لصوت الأمة، إن تأخير تحرير المدينة جاء بسبب أن الحكومة العراقية لا تريد أن تحول المدينة إلى (خرابة) وتحاول الحفاظ على أرواح الأبرياء قدر الإمكان، وأن المدة لن تطول إلى هذه الفترة، لأن الجزء الأعظم من المدينة قد تحرر، وما تبقى لا يحتاج إلى فترة طويلة»
وبلغت خسائر التنظيم بحسب أخر الإحصائيات نشرتها الحكومة العراقية، نحو 3300 في القتال من مجمل 6 آلاف مقاتل في الموصل.
دفعت الخطة الأمريكية العراقية للحرب على التنظيم في الموصل مقاتلي التنظيم إلى التحرك نحو سوريا؛ حيث تم إغلاق ثلاثة اتجاهات في محيط الموصل، بينما ظلت الحدود العراقية- السورية، وفقًا لتقارير عديدة، مفتوحة باتجاه الرقة، التي تمثل المعقل الرئيسي للتنظيم.