في سيناء.. وجبة لبن قتلت الطفل «هاني» وسممت أشقائه وجدته

المسافة بين المنزل والبقالة تقارب نحو 2كم قطعها الأب عدلي عيد في نحو الساعة مشيا على الأقدام وسط أجواء باردة ليعود ومعه علبة لبن، التي طلبها ابنه الأصغر.

على الفور تم غلي اللبن، وتناول علي ووالده وشقيقاته الثلاثة وجدته لابيه أكوابا من اللبن الممزوج بالشاي، ولم تمر الساعة على تناولهم لوجبة الشاي باللبن حتى تعالت أصواتهم وكل منهم يضع كلتا يديه على بطنه وهم يشعرون بأن أمعائهم تتقطع من الألم، ويتصببون عرقا غزيرا في عز الشتاء.

تطوع أحد جيرانهم بالقرية لنقلهم إلى الوحدة الصحية بقرية بالوظة، ليقوم الطبيب بتحويلهم إلى مستشفى بئر العبد المركزي لظهور أعراض التسمم على أفراد الأسرة الواحدة، وتم نقلهم في سيارة إسعاف إلى المستشفى بمدينة بئر العبد.

وبعد إجراء الكشف الطبي عليهم تبين إصابتهم بحالة تسمم حادة نتيجة تناولهم لبن منهي الصلاحية، وتم حجزهم جميعا بوحدات العناية المركزة بمستشفى بئر العبد المركزي.

الطفل هاني عدلي عيد، 3 سنوات، هو الوحيد الذي تطورت حالته وتدهورت، وفشلت جهود الأطباء في إنقاذه ولفظ أنفاسه الأخيرة، ضحية وجبة اللبن التي ألح في طلبها لتكون وجبته الأخيرة التي أودت بحياته، ويرقد على أثرها إخوته وجدته، على أسرة الشفاء بغرف العناية المركزة.

وكان اللواء السيد الحبال مدير أمن شمال سيناء، تلقى إخطارا من مستشفى بئر العبد يفيد استقبال كل من السيدة ملكة عبد الهادي إسماعيل تبلغ من العمر 60 عاما و4 أطفال من أحفادها وهم أسماء عدلي عيد، عامين، هاني 4 سنوات، وعيد، وعفاف 4 سنوات، مصابين بحالة تسمم نتيجة تناول وجبة لبن منهية الصلاحية.

وعلى الفور توجه فريق من مباحث قسم شرطة بئر العبد إلى المستشفى، وتم فتح محضر والاستماع لأقوال المصابين، حول ملابسات إصابتهم، واقروا جميعا تناولهم وجبة لبن شعروا بعدها بالآلام الشديدة وتم نقلهم على أثرها إلى المستشفى.

وأغلق المحضر في ساعته وتاريخه، وبعد العرض على النيابة أمرت بضبط وإحضار صاحب البقالة الذي باع عبوة اللبن والتحفظ على كافة العبوات الأخرى مع أخذ عبوة للتحليل للتأكد من مدى صلاحيتها من عدمه.

وقام نصر الله محمد، رئيس مركز ومدينة بئر العبد، بالانتقال إلى المستشفى، وتفقد الحالات المصابة واطمئن على سير الإجراءات الخاصة برعايتهم، وتابع استخراج تصريح الدفن للطفل المتوفي.