«العرائس الجهاديات».. الموجة الجديدة من الإرهاب الداعشي (تقرير)
الثلاثاء، 21 فبراير 2017 04:38 م
تحذيرات متكررة أعلنت عنها أجهزة الأمن المختلفة على دول العالم من العائدين من حواضن داعش، وأنهم يشكلون قنابل موقوتة في وجه الأنظمة، خاصة مع تزايد نزوح عائلات الإرهابيين من بؤر الصراع بعد الهزائم الفادحة التي يتكبدها التنظيم في سوريا والعراق.
تلك التحذيرات دفعت الدول إلى وضع العناصر التي تم رصدها في حواضن داعش على قوائم الإرهاب السوداء، لكنها تغافلت عن عائلات الهاربيين من الأطفال والنساء، بحسب تقارير أجنبية.
من بين تلك التقارير، ما نشرته صحيفة «الميل أون صنداي» البريطانية، حذرت من هجمات إرهابية في العواصم الأوربية ينفذها عائلات المتشددين، مستندة إلى تقارير مخابراتية أكدت على أن عشرات النساء والأطفال من العائدين إلى بلادهم من سوريا والعراق، ينوون تنفيذ عمليات انتحارية.
وتابع التقرير أن تلك المرة التي يتم التحذير فيها من خطر النساء والأطفال العائدين من سوريا، بعد أن كانت التحذيرات تتركز عادة على المتشددين الرجال، في ظل احتمالية عدم خضوعهن للتحقيق وذلك للإجبار.
وتقول إن التقرير يشير إلى أن أكثر من 850 من البريطانيين سافروا إلى سوريا والعراق، التحقوا بداعش، عاد منهم النصف إلى بريطانيا وأن نحو 80 امرأة و90 طفلًا عادوا هم الأخرين.
وشهدت الآونة الأخيرة تغييرًا خطيرة في استراتيجية نساء التنظيم؛ فالهزائم المتكررة دفعت بهن إلى صفوف القتال الأمامية وأصبحن يشكلن كتائب «انغماسيات» وما أسماهم داعش «العرائس الجهاديات»، وهو ما ظهر في عشرات العمليات التي تبناها التنظيم.
بالتتبع لحياة التنظيم الإرهابي، كانت النساء مخول إليهن المهام الفرعية بعيدًا عن ساحات المعارك، ولكن الهزائم المتكررة وخسارة الولايات، دفعت بالداعشيات إلى مواجهة الموت وحمل السلاح.
التنظيم أعد في السابق كتائب مسلحة وأخرى شرعية، في الرقة السورية، وبحسب مراكز بحثية أسس التنظيم كتيبتين للنساء، الأولى تحمل اسم «الخنساء» والثانية باسم «أم الريحان»، ومهمتهما شرح تعاليم الإسلام للنساء، وفي العراق امتد التوظيف الداعشى للنساء في العمل الشرطى ضمن جهاز «الحسبة».
وكانت كتيبة «الحسبة النسائية»، تقدر بنحو ٤٠٠ سيدة، كن يتمركزن في عواصم التنظيم واقتصر دورهن على ضبط مخالفات النساء، بالإضافة إلى توفير الزوجات للمقاتلين، وتلقى الدورات التدريبية على حمل السلاح وتنفيذ العمليات الانتحارية، ومن أبرز الأسماء في ذلك الجهاز «أم سليمان العراقية» التى تتولى قيادة الحسبة النسائية في العراق ومقرها في الموصل.
وتتواصل الكتائب الداعشية مع النساء عبر قنوات متخصصة على «التليجرام» و«تويتر» ومن أبرزها «مؤسسة حفيدات عائشة» و«سرية حفيدات عائشة»، فالتنظيم أعد جيلًا من «المنظرات الجدد»، لم يكتفين بدراسة المواد الشرعية وحضور الدورات التى يقدمها التنظيم، بل يشاركن بأنفسهن في إعداد تلك المادة، لاستقطاب غيرهن من الرجال والنساء، وهو ما لم يكن ليتحقق لو أن التنظيم لا يتيح حالة من «السيولة الشرعية».
وفي نهاية العام الماضي، حذرت صحيفة الجارديان البريطانية، أن نساء داعش أصبحن يشكلن قنابل موقوتة في أكثر من بلد، مشيرة إلى أن موجات الإرهاب على مدار الشهور الماضية كشفت تورط خلايا نسائية في أكثر من بلد في أوروبا وشمال إفريقيا.
وفي سبتمبر الماضي، كشفت السلطات الفرنسية عن خلية إرهابية كانت تخطط لتنفيذ هجمات في البلاد، تشمل 4 نساء تتراوح أعمارهم بين 19 و39 عاما، وقد حظيت القضية آنذاك بتغطية إعلامية واسعة.
وكانت اثنتان من نساء الخلية على قائمة أمنية للسلطات، باعتبارهن يشكلن تهديدا محتملا، لا سيما بعد محاولتهما في السابق السفر إلى سوريا للقتال في صفوف تنظيم داعش المتشدد.
وفي يناير الماضي، فجرت 4 انتحاريات أنفسهن في نقاط أمنية بنيجريا والصومال، في حين اعتقل السلطات المغربية الشهر الماضي 10 إناث على صلة بتنظيم داعش.