ألقاب ما بعد الثورات.. كلمات شقت صف المصريين (تقرير)

الإثنين، 20 فبراير 2017 09:52 م
ألقاب ما بعد الثورات.. كلمات شقت صف المصريين (تقرير)
ميدان التحرير
مصطفى مكي

بعد كل ثورة، ألقاب تلاحق الرافضين لتلك الثورة وكأنها عاهة دائمة تلاحقهم، فكما ظهرت ألقاب كثيرة بعض ثورة يوليو المجيدة قسمت الناس ما بين اشتراكي وإقطاعي ورأس مالي وشيوعي ومؤيد للملك ومؤيد للثورة، ظهرت ألقاب أخرى جديدة بعد ثورة يناير 2011، فبعدما نسى الشعب الألقاب الأولى وأصبحت جزءا منسيا من الماضي، أعادت ثورة يناير ظهور تلك الألقاب المقسمة للشعب المصري والمفتتة لوحدته.

كان أول تلك الألقاب هو لقب «فلول»، ذلك اللقب الذي أصبح اسما لكل من كان عضوا في نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك بل أطلق هذا اللقب على كل أعضاء الحزب الوطني وعلى كل من يؤيد مبارك ولم يشارك في ثورة يناير، بل وصل الأمر إلى أن هذا اللقب أصبح يطلق على كل من يعارض سياسات أشخاص بعينهم، وكان الهدف من هذا اللقب هو إقصاء فصيل بأكمله كان يدعم رئيس الجمهورية الأسبق محمد حسني مبارك وإنهاء وجوده تماما من المشهد السياسي المصري.

فوضى سياسية كبرى شهدتها مصر بعد ثورة يناير، حيث بدأ الشباب بتأسيس حركات سياسية قد تكون مكونة من شخص واحد فقط للمشاركة في المشهد والظهور في الإعلام والحصول على الشهرة المرجوة، ومن هنا جاء اللقب الثاني وهو لقب «ناشط سياسي»، ذلك اللقب الذي أطلق على شباب الحركات الثورية وبعض الشباب غير المنتميين لأي حزب سياسي، بحيث يسمح له من خلال هذا اللقب بالظهور في الإعلام والتحدث في السياسة على أمل إيجاد دور في المشهد المصري.

وأطلق لقب «ناشط سياسي» على شباب حركة 6 إبريل، وغيرها من الحركات الثورية التي خرجت من رحم ثورة يناير، حيث تحول اللقب إلى مهنة من لا مهنة له في ظل وجود فوضى سياسية كبرى ورفض شبابي كبير للانضمام إلى الأحزاب السياسية.

أما اللقب الثالث فهو «الثورجي»، وهو لقب يطلق على الشباب الرافض لكل شيء والثائر على كل الأنظمة، كان الظهور الأول لهذا اللقب أثناء ثورة يناير وإمتلاء الميادين بالمتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حيث أطلق على هؤلاء المتظاهرين «ثورجية»، واستمروا هؤلاء الثورجية في التظاهر والاعتصام بشكل دائم منذ 25 يناير 2011 وحتى الأن مبديين اعتراضهم على كل شىء وكل نظام دون أسباب واضحة رافعين شعار «خالف تعرف».

وبعد تولي جماعة الإخوان الإرهابية، وتيار الإسلام السياسي، حكم مصر بعد نجاح رئيسها المعزول محمد مرسي في انتخابات الرئاسة ونجاح تيار الإسلام السياسي وأحزابه في الحصول على أكثر من 80% من مقاعد مجلسي الشعب والشورى، أطلق هذا التيار المتأسلم لقب جديد على كل من يعارض سياساته وقرارته وهو علماني، ذلك اللقب الذي أطلق على كل من رفض قرارات الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته المحظورة.

وانتشر لقب علماني بقوة في مصر بالتحديد بعد الانتهاء اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، الذي اختارها المعزول محمد مرسي لكتابة دستور مصر الكارثي المعروف باسم دستور 2012، حيث اتهم كل من عارض هذا الدستور بإنه علماني واتهمت الأحزاب، التي انسحبت من عمل اللجنة في ذلك الوقت بالسعي لتأسيس دولة علمانية كافرة لا تعترف بأحكام الشريعة الإسلامية.

وبعد ثورة يونيو المجيدة، التي أطاحت بالحكم الإخواني عن عرش مصر، ظهر اللقب الأظرف على الساحة السياسية وهو لقب خروف، الذي أطلق على قيادات وأعضاء جماعة الإخوان وكل المؤيدين لهم، وكان هذا اللقب مثل لقب فلول الذي أطلق على رجال الحزب الوطني بعد ثورة يونيو ولكن بصورة جديدة ظريفة أثارت سخرية المصريين وضحكاتهم.

وردا على لقب خروف الذي أطلقه الشعب المصري على مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته الإرهابية المحظورة، ردت تلك الجماعة بلقب «انقلابي» وأطلقوه على كل من رفض مرسي وخرج ضده، ووقع استمارات تمرد، التي طالبت بعزله ورحيله عن حكم مصر بعد عام من الخراب قضاه على عرش الوطن.

أما عن الألقاب الأخرى، التي ظهرت عقب ثورة يونيو؛ فكانت لقب عميل الذي أطلق على عدد من الحركات الشبابية التي اكتشف عمالتها لأمريكا وإسرائيل تمهيدا لمخطط الشرق الأوسط الجديد، الذي يبدأ بتقسيم مصر وتفتيتها من خلال ثورات الربيع العربي، ونشرت العديد من المستندات التي تثبت حصول بعض تلك الحركات الثورية مع عدد من المنظمات الحقوقية على تمويلات أجنبية لتخريب مصر وتدميرها باسم الحرية والديموقراطية.

«الخلايا النائمة»، لقب جديد هو الأخطر نظرا لدور أصحابه السري في إسقاط مصر لأغراض سياسية، وأطلق هذا اللقب أول مرة بعد ثورة يناير على رجال الحزب الوطني المنتشرين بمؤسسات الدولة، هؤلاء الشخصيات الذين تم إتهامهم بمحاولة إسقاط مصر في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي من خلال تضييقهم عليه في قرارته وتمكنهم من كافة المؤسسات الحكومية وتدخلهم فيها، وهو نفس اللقب الذي يطلق الأن على المؤيدين السريين لجماعة الإخوان الإرهابية، الذين زرعهم مرسي وحكومة قنديل داخل مؤسسات الدولة أيضا تمهيدا لأخونة مصر.

أما اللقب الخطير الأخر فهو «الطابور الخامس»، فعلى الرغم من عدم معرفة أي شخص ما هو الطابور الأول أو الثاني أو الثالث أو الرابع إلا أن الطابور الخامس هو الوحيد المعلوم والمقصود به المحرضين على الفتنة والخراب في مصر من أجل أهداف مغرضة تتعلق معظمها بأجندات أجنبية أبرزها الأجندة الأمريكية الهادفة إلى إعادة تقسيم الشرق الأوسط.

وكالعادة أطلق هذا اللقب على أى شخص يعارض نظام الحكم في مصر، ففي أثناء حكم مرسي أطلق هذا اللقب على قيادات جبهة الإنقاذ الوطني وعلى رأسهم الدكتور محمد البرادعي أحد عملاء أمريكا في المنطقة، وبعد عزل مرسي أطلق هذا اللقب على قيادات تيار الإسلام السياسي وبعض من أنصارهم الذين يشعلون الفتنة في مصر وينتظرون إحراقها للوطن على أمل الانقضاض مجددا على الحكم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة